قابلت شيخا هرما وسألته عن سبب المي وسهدي
وشرحت له ما اعاني وما حال اليه وضعي
قال مبتسما :
انت مارق تهذي ومرضك خطير مُعدي
لا تتكلم بلغة الحب وكن لمرة في حياتك جَدي
تدوس الاعراف والتقاليد فماذا تنتظر ان يكون ردي
اني احدثك بلغة العقل ولك هذه النصيحة بالمجان اسدي
اسمع وتمعن يا ولدي:
هذه الحياة دُوَل يوم لك ويوم عليك بلا انتقاص او تعدي
حرر نفسك من الاصفاد التي تقلدتها طواعية وغير ربك لا تستجدي
كن شامخا كنسر في السماء وابتعد عن الصغار وكل ما يجعل اسمك في تردي
وقلبك كجسدك ملك خاص بالمجان لا تهدي
ولا تقل بمجاملة بلا  ثقة وتأكيد هذا عهدي ووعدي
عش الحياة ببساطتها فلن يجدي العناد والتحدي
قلت بعد حيره وتفكير يا جدي :
هل لنا ان نسيطر على الطوفان او زلزالا يحرك الارض والجبال والإنسان ؟
وهل لنا ان نقتلع القلب من الابدان ونغير مسارب شعور ولد في الارحام
وخرج الى النور ينشد الامان ؟
وهذا هو الحب سيدي اخترق القلب ملك الوجدان تقلد مناصب الروح
وسيطر على مجاري الشريان
لا يطلب اذنا للدخول ويستحيل تجاهله بالطى والنسيان
كن واقعيا يا سيدي فهذا حكم الزمان
رد بابتسامته العريضة  وقد بدأت الحيرة ترتسم على جبينه وبين عينيه :  
انت عاشق مفتون وقد سلبتك فاتنتك الكنز المدفون
وغزت فكرك وحلمك وألهبت المكنون
فكيف تَدَعي بأنك رفيق الاحزان وداخلك فيض من جنون ؟
ارحل عني يا ولدي فقد حركت بداخلي الشجون
وعدت بي الى العشرون