الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر صرخة غضب بقلمي سامي رفيق الاحزان

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #146737
    عُمراً عِشتُ في أوهامٍ وخيال  وَامتَطيتُ السُحبَ في أعالي الجبال ,
    حتى صفعني الدهر بقسوته ليعيدني إلى الواقع المُنهار , بكل معانيه وهوامشه  بالحال ,
    لاكتشف بأنني لا شيء يُذكر وعالمي عبارة عن مجلد فارغ  عَبثي وسط الحصار ,
    يخيم عليه ضباب الزيف والخداع  والانفعال ,
    ليبقى  اليقين بان تلك حالة عابرة من الصمت والتيه والانكسار ,
    لا يحركها ويملئ فراغها المُستعار
    ويخرج ذالك الطفل العنيد المكابر من أعماقي  غير أمر واحد مُحال ,
    هو أنتي حبيبتي ,
    فتراني أنقب عن أثارك وبقاياك وأخر همساتك وكلماتك ,
    لأرى فيك طفلة نادرة تأخذ كل قناعاتي وتسلبني ما بقي من أحلامي
    وتصقل ملامح  حياتي القادمة ,
    فبصماتك حبيبتي شكلت تضاريس  جسدي وأشجاني لتصبحي مدينتي المنسية
    التي اعشق الرحيل إليها كلما داعبني والوجد والحنين ,
    فكم أتشوق لان اجلس مقابلك بلا رقابة العيون , وافتح لك بوابات عالمي السري على أشرعتها ,
    ونحطم الحواجز المجنونة من درب العواطف العاصفة ,
    فيسبق إطلالتك عطرك الفرنسي الذي اخترق حواسي
    ليصافحني وينعش قلبي بهالة من الفرح والإغراء  الأنثوي,
    ويَهبُ الروح شُحنة  من الهزات النفسية والانفعالات المتقلبة
    التي تدفعني للسقوط من شاهق أحلامي بين يديك ,
    والقناعة بأنك قربي مشرقة ساحرة كسماء حزيران ,عصفورة أنيقة
    تحمل في أعماق عينيها البراءة والأمان  كواحات النخيل عندما يحل الظلام  ,
    امسك ذراعك  كطفل مُكابر على حافة البكاء والعويل ,
    لأمنعك من السفر الطويل واحتال على الوقت حتى لا يمر سريعا ويجيب نداء الرحيل ,
    فقد أدمنت صوتك  عندما يداعب سمعي وإطلالتك  كبدرً منير ,
    وملامحك التي تفضح عواطفك وتكشف خفايا نفسك
    وتمنحني السبيل للتواصل والاتصال , لأكن معك جسدا واحد صعب الانفصال

    درب الحلم انتهى ليقول الواقع كلمته
    لاصل لحاله

    احتاج  فيها إلى وقفه جادة وشجاعة  و لصدمات متتالية لأعود الى الواقع
    واصحوا من حلمي المبتور المشوه في معالمه المنتهك في أعماقه
    ولأتغلب على اليأس والمرارة التي ملأت أفكاري ألمُكدسه سنوات طويلة
    على رفوف الغُربة والضياع
    فقد شكل لقائي بك سيدتي مُنعطفاً  في حياتي  وغير مَجراها
    واعتقدت مُخطأ بان زمان خيبة الأمل  والانتظار الطويل قد انتهى
    وباني وجدت أخيرا وطني المنشود وحصلت على استقلال الجسد والروح  
    عِشتُ بقُربك الحاضر
    ولم أجرأ للحظه أن أتحرش بالماضي او العودة إلى دروبه  الوعرة
    وهنا بدأت أولى حماقتي  وسلمت أخر أسلحتي
    وتجاوزت قناعاتي تحت ضربات المشاعر المتقدة في أعماقي
    وتركت لكي المجال على مصراعيه لاكتشافي في قوتي وضعفي
    وأفرغت ببراءة ما خفي من أسرار مدوناتي وهمساتي
    ليتوقف عمري على كلمة تنطقها شفتيك
    وعلى لحظة احتضنك فيها واحييا على صدرك بعضا مما افتقد من دفء وحنان
    وشوقاً لملاك دهراً تمنيت
    بدأت معك من الصفر
    ليولد الطفل الشارد الحزين بين يديك
    نعم بنيت عليك أمالا وصلت حدود السماء
    ولم اشعر يومها باني سأقع أرضا
      مُهشم الجَسد مَكسور الأجنحة أسبح وَسط دوامة السحاب
    لاكتشفت باني َمُعلَقّ بِحُب طِفلة عابثة تهوى اقتناء الألعاب
    وكنت احد ألعابها الرخيصة التي مَلت اقتنائها فقذفتها إلى الهاوية  
    وشَرعت قلبي إمام العواطف العاصفة
    وجحيم الفكر الصامت وسط معاقل الظلام  وهواجس الخوف من الغد المنتظر
    لتستدرجني الظروف إلى كهف الأحزان طواعية بعد أن غاب القمر
    ورضيت صاغرا بحكم القدر
    لأعيش تلك الهزات النفسية المتضاربة من جديد
    وكان الماضي العتيد عاد دفعة واحدة
    وارى نفسي أقف أمام المحكمة
    والجلاد ينتظر الحكم بالإعدام بفارغ الصبر  لتنفيذ القرار
    فلا أجد في رهبة ها الموقف وكل ما حولي يطفح بالدموع
    إلا أن انظر للسماء في تمني ورجاء
    وان امسك قلمي الذي اعتاد الفراغ
    واكتب خرابيش مبعثرة
    تملئ صفحاتي المنسية
    أقول فيها : ـ
    عشت بقربك حبا مستحيل
      فاق أفاق التحدي والتعليل
    وقبلت أن أكون لعينيك أسير
    مستسلما لغزو أكتافي
    بخصلات شعرك الغجري الطويل
    موقعاً شفتيك بقبلات متيم قتيل
    وعزفت  لكي مكنون النفس
    عندما عجز القلم عن التعبير
    لأتنازل أمام شراسة الحب عن كنزي الثمين
    فجعلتك اقرب لي من الروح
    فماذا كان المصير ؟
    رصاصات تنطلق إلى صدري
    وَيرخُص التبرير
    تخترق أشلائي دون نذير
    وتدفعني إلى حافة السقوط
    مُحَملاً بِثقلٍ من الحُزن المَرير
    ارتعش كسمكة  يتيمة
    خرجت من أعماق البحر ضالة السبيل  
    لا استطيع أن أكابر واصطنع ف بديل
    فالحب ليس ألا حلماً عسير
    لا نسب له ولا صاحب نَصير
    (جزء من مذكرات رفيق الاحزان )

    #1542700

    جهد مشكور بارك الله فيكم

    #1542947
    مشكور يا طيب على المرور

    مودتي واحترامي
    دمت بخير

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد