الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #147491

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن ِالرَّحِيم؟ قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَة  فَقَدْ طَلَبَ مِنّي اَحَدُ الْاِخْوَةُ اَنْ اُسَلّطَ شَيْئاً وَلَوْ ضَعِيفاً مِنَ الضَّوْءِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {قَالَتِ الْاَعْرَابُ آمَنَّا؟ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا؟ وَلَكِنْ قُولُوا اَسْلَمْنَا؟ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ(وَالْمَعْنَى اَنَّهُمْ قَالُوا آمَنَّا بِاَفْوَاهِهِمْ فَقَطْ دُونَ قُلُوبِهِمْ؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ عَقِيدَةٌ تَسْتَقِرُّ فِي نَفْسِ الْاِنْسَانِ وَفِي قَلْبِهِ؟ وَبِقَدْرِ مَايَكُونُ هَذَا الْاِنْسَانُ وَاثِقاً مِنْ هَذِهِ الْعَقِيدَة؟ وَبِقَدْرِ مَاتَكُونُ رَاسِخَةً فِي قَلْبِهِ وَنَفْسِهِ وَعَقْلِهِ وَاِيمَانِهِ وَعَمَلِهِ الصَّالِح؟ فَاِنَّهَا تُثْمِرُ عَنْ سُلُوكٍ رَائِعٍ يُنَاسِبُهَا؟ اَمَّا اِذَا كَانَتِ الْعَقِيدَةُ بَارِدَةً اَوْ بَلِيدَةً كَصَاحِبِهَا اَوْ كَانَتْ تَقْلِيدِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ اَنَّ سُلُوكَهُمْ لَايَتَّفِقُ مَعَ مَا يَدَّعُونَ مِنَ الْاِيمَان؟ وَنَحْنُ جَمِيعاً نَقُولُ عَنْ اَنْفُسِنَا؟ نَحْنُ مُؤْمِنُون؟ وَنَحْنُ مُسْلِمُون؟ وَلِلهِ الْحَمْد؟ وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّنَا نَرَى اَكْثَرَنَا اَنَّ سُلُوكَهُ لَايَتَّفِقُ مَعَ دَعْوَاه؟ وَكُلُّ دَعْوَى كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة لَابُدَّ لَهَا مِنْ دَلِيلٍ وَبَيِّنَة؟ فَاِذَا اَقَمْتَ اَخِي دَعْوَى اَمَامَ الْقَضَاء؟ فَاِنَّ الْقَاضِي سَيَطْلُبُ مِنْكَ الْبَيِّنَةَ وَالدَّلِيلَ عَلَى صِدْقِ دَعْوَاك؟وَكَذَلِكَ قَاضِي الْقُضَاة رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ الَّذِي قَضَى{اَلَّا تَعْبُدُوا اِلَّا اِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانَا( وَحِينَمَا نَقُولُ نَحْنُ مُؤْمِنُون؟ نَحْنُ مُسْلِمُون؟ فَهَلْ سُلُوكُنَا يَاتَرَى يَتَّفِقُ مَعَ مَانَقُول؟ مَعَ الْاَسَف فَاِنَّنَا نَرَى خِلَافَ ذَلِكَ مَعَ اَكْثَرِ الْمُسْلِمِين؟ فَالْاِسْلَامُ مَثَلاً يَاْمُرُ بِالنَّظَافَة؟ وَالنَّظَافَةُ مِنَ الْاِيمَان؟ وَاللهُ وَرَسُولُهُ يَاُمُرُ بِالنَّظَافَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي مَعَ الْاَسَف تَرَى اَسْوَاقَ الْمُسْلِمِينَ وَشَوَارِعَهُمْ تَمْلَؤُهَا الْقَاذُورَاتُ وَالْاَوْسَاخُ؟ وَعَدَمُ الِانْضِبَاطِ وَالْمُبَالَاةِ بِاِشَارَاتِ الْمُرُور؟ وَلَاتَخْفِيفَ مِنَ السُّرْعَةِ الزَّائِدَةِ الطَّائِشَةِ فِي السَّيْر؟ وَلَا اَدَبَ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ  وَلَاكَرَامَةَ وَلَاحُرْمَةَ لَه اَبَداً؟ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[اَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّه( ثُمَّ تَرَاهُمْ مُتَسَكِّعِينَ عَلَى اَبْوَابِ الْمَدَارِسِ انْتِظَاراً لِخُرُوجِ الْفَتَيَات؟ وَقَدْ خَرَجَتْ اِحْدَاهُنَّ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّات؟ فَقَامَ شَابٌّ طَائِشٌ اَرْعَنُ بِمُعَاكَسَتِهَا بِاَلْفَاظٍ حَقِيرَةٍ مِنَ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيّ؟ فَتَوَقَّفَ قَلْبُهَا وَمَاتَتْ عَلَى الْفَوْر؟ وَكَانَتْ تُعَانِي مِنْ مَرَضٍ قَلْبِيٍّ مِمَّا يَجْعَلُ عَضَلَةَ قَلْبِهَا ضَعِيفَةً وَلَاتَحْتَمِلُ اَيَّةَ اِثَارَةٍ جِنْسِيَّةٍ مِمَّا يَجْعَلُ قَلْبَهَا يُسْرِعُ فِي دَقَّاتِهِ حَتَّى الْمَوْت؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقَوْلَ اَخِي شَيْء؟ وَالْفِعْلَ شَيْءٌ آخَر؟ وَهَذَا مَا حَدَثَ مَعَ الْاَعْرَابِ تَمَاماً؟ حِينَمَا قَالُوا آمَنَّا؟ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِقَوْلِهِ{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ؟ وَلَكِنْ قُولُوا اَسْلَمْنَا{وَكَلِمَة اَسْلَمْنَا هُنَا مَعْنَاهَا دُخُولُهُمْ فِي الْاِسْلَام؟ وَهُوَ الدِّينُ الَّذِي يُذْعِنُ فِيهِ الْعَبْدُ لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَيَنْقَادُ وَيَسْتَسْلِمُ لَهُ طَوَاعِيَةً مِنْ دُونِ اِجْبَار؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَاْمُرُهُمْ اَنْ يُضِيفُوا الْاِيمَانَ اِلَى الْاِسْلَام؟ وَاَنْ يُضِيفُوا الْاِسْلَامَ اِلَى الْاِيمَانِ اَيْضاً؟ وَخَاصَّةً فِي اَيَّامِنَا؟ فَاِذَا اَسْلَمْتُمْ اَيُّهَا الْاَعْرَاب؟ بِمَعْنَى خَضَعْتُمْ لِاَمْرِ اللهِ فِي اَدَاءِ الصَّلَاةِ مَثَلاً؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُؤْمِنُوا بِاَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فَرْضٌ اِلْزَامِيٌّ فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكُمْ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ مِنْ اَجْلِ شُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى فِي النِّعْمَةِ الْوَاحِدَةِ فَقَطْ عَلَيْكُمْ؟ فَمَا بَالُكُمْ بِبَقِيَّةِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى اَيْضاً فِي كُلِّ ذَرَّةٍ اَوْ جُزْئِيَّةٍ صَغِيرَةٍ مِنْهَا؟ نَعَمْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَشْكُرُوا اللهَ بِاِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاة؟ لَا مِنْ اَجْلِ الرِّيَاءِ اَمَامَ النَّاس؟ وَلَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحْقِنُوا دِمَاءَكُمْ بِهَا وَتَنْخَرِطُوا كَالْمُنَافِقِينَ مُنْدَسِّينَ فِي صُفُوفِ الْمُؤْمِنِين؟ وَاَنْتُمْ كَذَلِكَ اَيُّهَا الْجَاهِلِيُّونَ الْمُسْلِمُون الَّذِينَ تَعِيشُونَ فِي جَاهِلِيَّةِ الْقَرْنِ الْوَاحِدِ وَالْعِشْرِين؟ عَلَيْكُمْ اَيْضاً اَنْ تُضِيفُوا الْاِسْلَامَ اِلَى اِيمَانِكُمْ؟ فَاِذَا آمَنْتُمْ بِاَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ فَرْضٌ اِجْبَارِيٌّ مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ؟ فَلَايَكْفِي اِيمَانُكُمْ؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُؤَدُّوهَا؟ حَتَّى يُوَافِقَ اِيمَانُكُمْ اِسْلَامَكُمْ وَخُضُوعَكُمْ لِلهِ فِي اَدَائِهَا؟ وَلَايَكْفِي اَنْ تُؤَدُّوهَا بَلْ يَجِبُ اَنْ تَنْهَاكُمْ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ صَلَاةً؟ وَاَنْ تُطَهِّرَكُمْ مِنَ الْبُخْلِ وَالطَّمَعِ زَكَاةً؟ حَتَّى تُطَهِّرُوا قُلُوبَ الْفُقَرَاءِ اَيْضاً مِنَ الْحَسَدِ وَالْغِلِّ وَالْحِقْدِ عَلَيْكُمْ؟وَذَلِكَ لِيَكُونَ سُلُوكُكُمْ مُوَافِقاً لِاِيمَانِكُمْ وَاِسْلَامِكُمْ مَعاً؟ وَاِلَّا فَلَسْتُمْ مُسِلِمِين{لِاَنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْاِسْلَام(بِمَعْنَى الْاِسْلَامُ لِهَذَا الْاِيمَان؟ بِمَعْنَى الْخُضُوعُ وَالِاسْتِسْلَامُ بِهَذَا الْاِيمانِ لِاَرْكَانِ الْاِيمَانِ وَاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ مَعاً اَيْضاً؟ وَهَذَا مَا لَمْ يَفْعَلْهُ الْاَعْرَابُ ابْتِدَاءً؟ وَاِلَّا فَاِنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَرْكَانِ الْاِيمَانِ؟ وَلَا تُؤْمِنُونَ بِاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ وَمِنْهَا الصَّلَاة؟ اَوْ بِالْعَكْس تَفْعَلُونَ كَمَا فَعَلَ الْاَعْرَابُ مِنْ خُضُوعِهِمْ لِاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ نِفَاقاً وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ بَعْد بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلْاَعْرَابُ اَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَاَجْدَرُ اَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَااَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِه(لِاَنَّ اَرْكَانَ الْاِيمَانِ هِيَ اَقْوَالٌ وَاعْتِقَادَات؟ وَاَمَّا اَرْكَانُ الْاِسْلَامِ فَهِيَ الْعَمَلُ بِهَذِهِ الْاَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادَات؟ لِاَنَّ مَا وَقَرَ اَوْ دَخَلَ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذِهِ الْاَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادَات اِمَّا اَنْ يُصَدِّقَهَا الْعَمَلُ بِتَفْعِيلِهِ مِنْ اَجْلِ تَفْعِيلِهَا؟ اَوْ يُكَذّبَهَا بِاِلْغَائِهِ مِنْ اَجْلِ تَعْطِيلِهَا؟ فَاِذَا اعْتَقَدْتُّمْ مَثَلاً اَنَّ اَكْلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ حَرَام؟ ثّمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لَاتَتَوَرَّعُونَ عَنْ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ فَسُلُوكُكُمْ هُنَا لَايُوَافِقُ عَقِيدَتَكُمْ؟ فَلَابُدَّ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَحْصَلَ الْكَمَالُ عِنْدَكُمْ؟ اَنْ يُوَافِقَ سُلُوكُكُمُ الْاِسْلَامِيُّ عَقِيدَتَكُمْ؟ وَاِلَّا فَاِنَّنَا نَخَافُ عَلَيْكُمْ كَثِيراً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ(مِنَ الْاَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي فِي سُلُوكِكُمْ؟ وَلَوْ آمَنْتُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَاَلْسِنَتِكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَاْخُذُوا اَوَامِرَ اللهِ وَنَوَاهِيَهُ بِجِدِّيَّةٍ وَقُوَّة؟ وَاِنَّمَا بِاسْتِهْتَارٍ قَدْ يُورِدُكُمْ مَوَارِدَ التَّهْلُكَةِ اِنْ لَمْ تُدْرِكْكُمْ رَحْمَةُ الله؟ وَاَمَّا اَنْتُمْ اَيُّهَا الْاَعْرَاب؟ فَلَايَكْفِي اَنْ تَقُولُوا آمَنَّا؟ وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَقْرِنُوا هَذَا الْاِيمَانَ بِالتَّطْبِيقِ الْعَمَلِي وَهُوَ الْاِسْلَام؟ بِمَعْنَى الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ لِاَوَامِرِ الله؟ اَوْ قُولُوا اَسْلَمْنَا بِمَعْنَى الْمُسَالَمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّكُمْ لَمْ تَاْتُوا اِلَى الْمَدِينَةِ حُبّاً بِالْاِيمَان؟ وَاِنَّمَا جِئْتُمْ فِي الْحَقِيقَةِ اِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى تَنْدَسُّوا بَيْنَ اَهْلِهَا لِتَسْلَمُوا مِنْ قَبْضَةِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْكُمْ فِي حَالِ خِيَانَتِكُمْ وَبِغَايَةِ الْمَنْفَعَةِ الشَّخْصِيَّةِ الَّتِي تُؤَهِّلُكُمْ اِلَى الْحُصُولِ عَلَى مَزِيدٍ مِنْ غَنَائِمِهِمُ الْحَرْبِيَّة وَلِذَلِكَ{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ{وَكَلِمَة لَمَّا هِيَ حَرْف جَزْم مِثْلُ كَلِمَة لَمْ؟ لَكِنْ هُنَاكَ فَارِقٌ فِي الْمَعْنَى بَيْنَ لَمَّا وَلَمْ؟ فَكَلِمَة لَمْ هِيَ حَرِفْ جَزِمْ وَنَفِي وَقَلْب؟ اَمَّا الْجَزْمُ فَلِاَنَّهَا تَجْزِمُ الْفِعْلَ الْمُضَارِع؟ وَاَمَّا النَّفْيُ فَلِاَنَّهَا تَنْفِي وُقُوعَ الْحَدَث نَقُولُ مَثَلاً فُلَانٌ لَمْ يَاْتِ فَنَحْنُ هُنْا نَنْفِي اِتْيَانَه؟ وَاَمَّا الْقَلْبُ فَلِاَنَّهَا قَدْ تَقْلِبُ مَعْنَى الْمُضَارِعِ اِلَى مَعْنَى الْمَاضِي نَقُولُ مَثَلاً فُلَانٌ لَمْ يَاْتِ بِالْمُضَارِع وَلَكِنَّهَا اَيْضاً قَدْ تَنْقَلِبُ اِلَى مَعْنَى الْمَاضِي فِي قَوْلِنَا فُلَانٌ مَااَتَى بِمَعْنَى اَنَّ كلمة لَمْ يَاْتِ تَحْتَمِلُ مَعْنَى الْمَاضِي مَااَتَى اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ كَلِمَة لَمْ حَرْفَ قَلْب؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ كَلِمَة لَمْ لَاتَدْخُلُ اِلَّا عَلَى الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ الَّذِي يَكُونُ مَجْزُوماً بِهَا وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُون؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِكَلِمَة لَمَّا هُنَا هِيَ حَرْف جَزْم يَجْزُمُ الْفِعْلَ الْمُضَارِع وَهُوَ كَلِمَة يَدْخُلِ؟ وَكَلِمَة يَدْخُلِ فِعْل مُضَارِع مَجْزُوم بِلَمَّا وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُون؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل وَاَيْنَ هَذِهِ السُّكُون وَلَانَرَى اِلَّا الْكَسْرَة عَلَى آخِرِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَحُرِّكَ بِالْكَسْرَة مَنْعاً لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْن؟ وَالسَّاكِنُ الْاَوَّل هُوَ حَرْفُ اللَّام الْمَوُجُودُ فِي آخِرِ كَلِمَة يَدْخُلْ؟ وَالسَّاكِنُ الثَّانِي هُوَ اللَّامُ اَيْضاً فِي كَلِمَة اَلْاِيمَان؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا لَمْ يَكُنِ السَّاكِنُ الثَّانِي هُوَ هَمْزَةُ الْوَصْلِ وَهِيَ الْحَرْفُ الْاَوَّلُ مِنْ كَلِمَةِ الْاِيمَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لِاَنَّهَا تُكْتَب وَلَاتُلْفَظ اِذَا وَصَلْنَاهَا مَعَ كَلِمَةِ لَمَّا؟ وَاَمَّا اِذَا ابْتَدَاْنَا بِقِرَاءَتِهَا فَاِنَّهَا تُكْتَبُ وَتُلْفَظُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَة اَلْاِيمَان؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اُرِيدُكَ الْآنَ اَنْ تَتَعَمَّقَ قَلِيلاً وَاَنْ تَغْرَقَ مَعِي فِي مَعْنَى لَمَّا؟ حَمَاكَ اللهُ مِنَ الْغَرَقِ اَخِي؟ وَجَعَلَ رُوحِي فِدَاكَ؟ وَاَقْبَرَنِي بِيَدَيْكَ؟وَعَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي اَنَّ هُنَاكَ فَرْقاً دَقِيقاً فِي الْمَعْنَى بَيْنَ كَلِمَةِ لَمْ وَهِيَ حَرْف جَزْم وَنَفْي وَقَلْب؟ وَبَيْنَ كَلِمَةِ لَمَّا وَمَعْنَاهَا اَنَّ الْحَدَثَ الْآن مَبْنِيٌّ وَقَائِمٌ وَلَكِنْ مِنَ الْمُمْكِنِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ اَنْ يَتَغَيَّرَ مِنَ عَدَمِ الْاِيمَانِ اِلَى الْاِيمَان؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ لَمْ يَقُلْ لَهُمْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَنْ تُؤْمِنُوا؟ وَلَكِنْ قَالَ لَهُمْ{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ(بَعْدُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِيمَانَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ سَيَتَمَكَّنُ مِنْ قُلُوبِكُمْ{وَاِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَايَلِتْكُمْ مِنْ اَعْمَالِكُمْ شَيْئَا( بِمَعْنَى لَايَنْقُصُكُمْ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ اَوْ ثَوَابِ اَعْمَالِكُمْ شَيْئَا؟ وَكَلِمَة يَلِتْكُمْ مَاْخُوذُةٌ مِنَ اللَّتِّ؟ وَاللَّتُّ بِمَعْنَى النَّقْص؟ وَلِذَلِكَ يُقَال لَتَّ الْخَبَّازُ الْعَجِينَ بِالطَّحِين؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَنْفَقَ اَوْ اَنْقَصَ مِنَ الطَّحِينِ اَوِ الدَّقِيقِ شَيْئاً يَسِيراً عَلَى الْعَجِين؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَاْخُذُ شَيْئاً مِنَ الطَّحِينِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَدْعَكَ الْعَجِينَ بِيَدَيْهِ النَّظِيفَتَيْنِ وَيُسَوِّيَهُ عَلَى شَكْلِ رَغِيفِ الْخُبْزِ حَتَّى لَايَلْتَصِقَ بِمَا تَحْتَه؟ ثُمَّ يَنْشُرُ شَيْئاً مِنَ الطَّحِينِ اَيْضاً عَلَى اَرْضِيَّةِ النَّارِ مِنْ اَجْلِ سُهُولَةِ خَبْزِ الْعَجِينِ وَحَتَّى لَايَلْتَصِقَ اَيْضاً بِاَرْضِيَّةِ النَّارِ وَاللَّهَبِ وَيَحْتَرِق؟ وَاَيْضاً مِنْ اَجْلِ سُهُولَةِ نَزْعِهِ مِنْ اَرْضِيَّةِ النَّارِ مَخْبُوزاً نَاضِجاً لِتَاْكُلَهُ اَخِي هَنِيئاً مَرِيئاً بِحَمْدِ اللهِ ؟وَيَقُولُ الْعَوَامُّ مِنَ النَّاسِ عَنِ الثَّرْثَارِ اَنَّهُ لَتِّيت؟ وَهِيَ كَلِمَة عَرَبِيَّة فُصْحَى وَلَيْسَتْ عَامِّيَّة؟ وَسُمِّيَ الثَّرْثَارُ لَتِّيتَاً؟ لِاَنَّ قَدْرَهُ يَنْقُصُ عِنْدَ النَّاس؟ لِاَنَّ النَّاسَ يَمْقُتُونَ الثَّرْثَارِين؟ وَالْمَعْنَى اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَايَنْقُصُكُمْ مِنْ اَعْمَالِكُمْ شَيْئاً؟ لِاَنَّ عَدَالَةَ اللهِ تَقْتَضِي اَنْ تَكُونَ الْحَسَنَةُ بِمِثْلِهَا؟ وَاَمَّا فَضْلُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ فَيَقْتَضِيَانِ مُضَاعَفَةَ الْحَسَنَات؟ وَالْمُضَاعَفَةُ عِنْدَ اللهِ اَكْرَمِ الْاَكْرَمِينَ لَيْسَ لَهَا حَدٌّ تَقِفُ عِنْدَه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا(ثُمَّ يَزْدَادُ كَرَمُ اللهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ اَمْثَالِهَا(ثُمَّ يَزْدَادُ كَرَمُ اللهِ وَفَضْلُهُ وَاِحْسَانُهُ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ فِي قَوْلِهِ{مَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّة( حَتَّى صَارَتْ 700 حَبَّة؟ ثُمَّ يَزْدَادُ كَرَمُ اللهِ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ سبحانه{وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء(ثُمَّ يَزْدَادُ اَكْرَمُ الْاَكْرَمِينَ فِي قَوْلِهِ{وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم(وَكَلِمَة وَاسِع أيْ كَثِيرُ الْعَطَاء؟ وَكَلِمَة عَلِيم بِمَعْنَى اَنَّه سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ اِخْلَاصَ النِّيَّةِ مِنْ عَبْدِهِ لَه؟ فَكُلَّمَا زَادَ الْاِخْلَاصُ مِنْ عَبْدِ الله؟ كَانَ فَضْلُ اللهِ اَكْيَسَ وَاَكْبَر؟ وَكَانَتْ مُضَاعَفَتُهُ لِلْحَسَنَاتِ اَكْثَرَ وَاَكْثَر؟ وَعَلَى قَدْرِ اِخْلَاصِهِ وَتَوْبَتِهِ وَدُمُوعِ نَدَمِهِمْ كُلَّمَا تَذَكَّرُوا سَيِّآتِهِمْ{فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَات(وَذَلِكَ فَضْلُ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم؟وَاَمَّا اِذَا كَانُوا{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ اَنْ اَسْلَمُوا؟ قُلْ لَاتَمُنُّوا عَلَيَّ اِسْلَامَكُمْ(بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا كَانَ هُنَاكَ مَنّ؟ وَلَابُدَّ مِنَ الْمَنّ؟ فَالْفَضْلُ وَالْمَنُّ لِلْحَنَّانِ الْمَنَّانِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه{بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ اَنْ هَدَاكُمْ لِلْاِيمَانِ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين( وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ اَسْلَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَعْرَابِ دَخَلَ الْاِسْلَامَ مِائَة بِالْمِائَة؟ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْ هَؤُلَاءِ احْتَاجُوا اِلَى فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ حَتَّى يَتَمَكَّنَ الْاِيمَانُ مِنْ قُلُوبِهِمْ اَيَّمَا تَمَكُّنْ؟ اَللَّهُمَّ مَكِّنِ الْاِيمَانَ؟ وَحَبِّبْهُ اِلَى قُلُوبِنَا؟ وَزَيِّنْهُ فِيهَا؟ وَكَرِّهْ اِليْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ؟ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ فَضْلاً مِنْكَ وَنِعْمَةً وَغُفْرَاناً وَرَحْمَةً يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ دُكْتُورَة تَطْعَنُ دَائِماً وَتَنْتَقِدُ اَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَلَانُرِيدُ اَنْ نَذْكُرَ اسْمَهَا لِتَفَاهَتِهَا وَحَقَارَتِهَا وَهِيَ اَحْقَرُ مِنْ اَنْ نَذْكَرَ اسْمَهَا عَسَى وَلَعَلَّ اللهَ اَنْ يَهْدِيَهَا اَوْ يَاْخُذَهَا اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَيَنْتَقِم مِنْهَا؟ وَاَمَّا نَحْنُ فَلايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوِلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ تَابُوا وَاَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَاِخْوَانُكُمْ فِي الدِّين؟ وَاِنْ نَكَثُوا اَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا اَئِمَّةَ الْكُفْرِ اِنَّهُمْ لَا اَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُون(وَاُوَجِّهُ تَحْذِيراً شَدِيدَ اللَّهْجَةِ مِنْ تَدَاعِيَاتِ هَذِهِ الْآيَةِ الْخَطِيرَةِ جِدّاً اِلَى الْفَضَائِيَّاتِ الَّتِي تَطْعَنُ فِي دِينِ الْاِسْلَام ؟ لِاَنَّ مَنْ يَسْتَهْزِىءُ بِالْاِسْلَامِ وَيَطْعَنُ فِيهِ فَقَدْ اَمَرَنَا اللهُ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَهُ عَلَى اَنَّهُ مِنْ اَئِمَّةِ الْكُفْر؟ وَلَااَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عِنْدِي وَالْآيَةُ اَمَامَكُمْ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي سُورَةِ التَّوْبَة؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّ هَذِهِ الْحَشَرَةَ التَّافِهَةَ تَقُولُ عَنِ الْاِسْلَامِ اَنَّهُ يَحْتَقِرُ الْمَرْاَةَ وَيَظْلِمُهَا؟ لِمَاذَا اَيَّتُهَا الْخَبِيثَة؟ قَالَتْ لِاَنَّنَا نُنَادَى بِاَسْمَاءِ آبَائِنَا؟ وَلَانُنَادَى بِاَسْمَاءِ اُمَّهَاتِنَا؟ وَنَقُولُ مَثَلاً بَشَّار اِبِنْ حَافِظ؟ وَلَانَقُول بَشَّار اِبِنْ اَنِيسَة؟ وَفِي ذَلِكَ تَحْقِيرٌ لِلْمَرْاَةِ كَمَا تَدَّعِي السَّافِلَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّنَا اِذَا قُلْنَا بَشَّارْ اِبِنْ اَنِيسَة؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ بَشَّار لَيْسَ مِنْ ظَهْرِ اَبِيه؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ ابْنُ الزِّنَى؟ ثُمَّ تَقُوُلُ الْوَقِحَةُ بَعْدَ ذَلِك؟ اِنَّ بَعْضَ النَّاسِ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ يَشْمَئِزُّ وَ يَخْجَلُ وَيَشْعُرُ بِالْعَارِ مِنْ مُجَرَّدِ ذِكْرِ اسْمِ زَوْجَتِهِ اَمَامَ النَّاس؟ وَكَاَّنَّ زَوْجَتَهُ عَوْرَة؟ وَكَاَنَّه كَشَفَ عَوْرَةَ زَوْجَتِهِ اَمَامَ النَّاسِ حِينَمَا يَذْكُرُ اسْمَهَا اَمَامَهُمْ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَوَّلاً بِالنِّسْبَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ اَقْرَبُ عِنْدَ الله(وَلَانَفْهَمُ مِنَ الْآيَةِ اَنَّ اللهَ يَنْهَانَا اَنْ نَدْعُوَ الْاَبْنَاءَ اَوْ نَنْسِبَهُمْ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{عِيسَى بْنُ مَرْيَم(وَاِنَّمَا نَفْهَمُ مِنْهَا اَنْ نَدْعُوَ الْاَبْنَاءَ اَوْ نَنْسِبَهُمْ اِلَى آبَائِهِمْ وَهُوَ اَفْضَلُ مِنْ اَنْ نَنْسِبَهُمْ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ وَاَقْرَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْاَنْسَابِ حَتَّى يَعْرِفَ كُلُّ اِنْسَانٍ مِنَّا مَنْ اَبُوه؟ وَلَايُمْكِنُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ يَعْرِفَ كُلُّ اِنْسَانٍ مِنَّا مَنْ اَبُوه اَوْ يَحْصَلَ شَيْءٌ مِنَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْاَنْسَابِ بِنِسْبَةِ الْاَوْلَادِ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ دُونَ آبَائِهِمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ نِسْبَةَ الْاَبْنَاءِ اِلَى آبَائِهِمْ لَيْسَ اَمْراً مُسْتَحْدَثاً فِي الْاِسْلَام؟ بَلْ اِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُنْذُ اَنْ خَلَقَ الْبَشَرِيَّةَ قَال{يَابَنِي آدَم(هَلْ قَالَ سُبْحَانَهُ يَابَنِي حَوَّاء اَيَّتُهَا الْجَاهِلَة؟ وَنَحْنُ اَخِي اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَصِفَ اِنْسَاناً مَا بِاَوصَافٍ طَيِّبَة نَقُولُ فُلَان آدْمِي؟ وَاَصْلُهَا آدَمِيّ؟ نِسْبَةً اِلَى آدَم؟ وَاَنْتَ اَخِي اَيْضاً آدَمِيٌّ تَنْتَسِبُ اِلَى هَذَا الْاَبِ الْاَكْبَر؟ فَتَخَلَّقْ بِاَخْلَاقِهِ؟ وَكُنْ طَيِّباً كَطِيبِ اَبِيكَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَالْاِسْلَامُ اَخِي لَمْ يَاْتِ بِهَذَا الْاَمْرِ مُسْتَحْدَثاً؟ وَاِنَّمَا  كَانَتْ نِسْبَةُ الرَّجُلِ اَوِ الْمَرْاَةِ اَوِ الْاِنْسَانِ مُطْلَقاً اِلَى اَبِيهِ تُعْتَبَرُ اَمْراً قَدِيماً وَحُكْماً قَدِيماً وَلَيْسَ اَمْراً اِسْلَامِيّاً جَدِيداً مُسْتَحْدَثاً؟ وَكَمَا قُلْنَا اَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ{يَابَنِي آدَم وَلَمْ يَقُلْ يَابَنِي حَوَّاء؟ وَلَيْسَ هَذَا انْتِقَاصاً مِنْ قَدْرِ حَوَّاء؟ وَلَا مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَة؟ وَلَكِنَّهُ اخْتِصَاصٌ بِالرَّجُلِ الَّذِي هُوَ اَصْلُ الْبَشَرِيَّةِ جَمِيعاً؟ لِاَنَّ اللهَ خَلَقَهُ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَ الْمَرْاَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ؟ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا؟ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءَ(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَنْسُبُ الْاِنْسَانَ اِلَى الْاَصْلِ وَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي وُجِدَ قَبْلَ اَنْ تُوجَدَ الْمَرْاَة؟ حَتَّى يَعْرِفَ كُلُّ اِنْسَانٍ اَصْلَه؟ وَهُوَ اَقْرَبُ اِلَيْهِ سُبْحَانَهُ مِنْ اَنْ يَنْسِبَهُ اِلَى الْفَرْعِ الَّذِي تَفَرَّعَ مِنْهُ وَهُوَ الْاُنْثَى الَّتِي تَفَرَّعَتْ مِنَ الرَّجُلِ الْاَصْلِ آدَم وَهِيَ اُمُّنَا حَوَّاءُ عَلَيْهَا السَّلَام؟ فَهَذَا اَمْرٌ قَرَّرَهُ اللهُ مُنْذُ الْاَزَل؟ لِمَاذَا لَاتَنْتَقِدِينَ عُبَّادَ الصَّلِيبِ الْخَنَازِير قَبْلَ اَنْ تَنْتَقِدِي الْاِسْلَام؟ وَاَنْتِ تَعْلَمِينَ جَيِّداً اَنَّهُمْ لَمْ يَرْضُوا اَنْ يَنْسُبُوا عِيسَى اِلَى اُنْثَى وَهِيَ اُمُّهُ مَرْيَم؟ وَاِنَّمَا نَسَبُوهُ اِلَى اللهِ الَّذِي لَيْسَ ذَكَراً؟ وَلَيْسَ اُنْثَى؟ وَلَايُشْبِهُ اَحَداً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ؟ وَلَايُشْبِهُهُ اَحَدٌ اَيْضاً{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(فَهَذَا اَمْرٌ مُقَرَّرٌ مُنْذُ الْاَزَل اَنَّ الْاِنْسَانَ يُنْسَبُ اِلَى اَبِيهِ وَاِلَى اُسْرَةِ اَبِيه؟ اِلَّا مَاكَانَ يَحْصَلُ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ الْقَدِيمَة؟ حِينَمَا كَانَ النَّاسُ فِيهَا يُنْسَبُونَ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ؟ لِاَنَّ الزَّوَاجَ عِنْدَهُمْ كَانَ قَبِيحاً قَذِراً مُنْحَطّاً مُشَاعاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَرْاَةَ مِنْهُمْ تَتَزَوَّجُ عِدَّةَ رِجَالٍ ثُمَّ تُصْبِحُ حُبْلَى وَلَايُعْرَفُ مَنْ هُوَ اَبُو الْوَلَد؟ وَلِذَلِكَ كَانُوا يَنْسِبُونَهُ اِلَى اُمِّه؟ وَاَمَّا حِينَمَا ارْتَقَتِ الْاِنْسَانِيَّةُ وَنَزَلَتِ الشَّرَائِعُ السَّمَاوِيَّةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ ارْتَقَتِ الْمَرْاَةُ اَيْضاً؟ وَاَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا اِلَّا اَنْ تَكُونَ تَحْتَ عِصْمَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَفِي آنٍ وَاحِد؟ وَاسْتَجَابَتْ اَكْثَرُ النِّسَاءِ لِلشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ حِينَمَا حَرَّمَتْ عَلَيْهَا اَنْ تَكُونَ تَحْتَ عِصْمَةِ رَجُلَيْنِ يُعَاشِرَانِهَا جِنْسِيّاً فِي آنٍ وَاحِد اَوْ عِدَّةِ رِجَالٍ يُعَاشِرُونَهَا بِالْجِنْسِ الْجَمَاعِي فِي آنٍ وَاحِد؟  وَلِذَلِكَ اَعُودُ فَاَقُولُ اَنَّهُ مُنْذُ الْقِدَمِ يُنْسَبُ الْوَلَدُ اِلَى اَبِيه؟ وَتُنْسَبُ الْبِنْتُ اِلَى اَبِيهَا اَيْضاً؟ وَهَذَا شَيْءٌ يَتَمَشَّى مَعَ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَشَاكِلَ الْحَيَاةِ وَتَحَمُّلَ الصِّعَابِ مِنْ اَجْلِ الْحُصُولِ عَلَى لُقْمَةِ الْعَيْشِ وَاَدَوَاتِ الْمَعِيشَة؟ اِنَّمَا هِيَ فِي الْاَصْلِ خَاصَّةٌ بِالرَّجُل؟ وَمَطْلُوبَةٌ مِنَ الرَّجُل؟ وَيَتَحَمَّلُ اَعْبَاءَهَا الرَّجُل؟ فَلِمَاذَا اَيَّتُهَا الْمُنْحَطَّة تُرِيدِينَ اَنْ تُعْفِي الرَّجُلَ مِنْ تَحَمُّلِ جَمِيعِ هَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّات؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَظْلِمِي الْمَرْاَةَ وَتُحَمِّلِيهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا يَااُخْتَ جِحَا؟وَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ غَيْرُه مَاكُنْتُ لِاُسِيءَ الاَدَبَ مَعَكِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ نَابِيَة وَلَا مَعَ خَنَازِيِرِ الصُّلْبَان لَوْلَا اَنَّكُمْ تَطْعَنُونَ بِالْاِسْلَامِ لَيْلَ نَهَار وَبِغَيْرِ حَقٍّ اَبَداً وَبِحُجَّةِ حُرِّيَّةِ الرَّاْيِ الْبَاطِل؟ وَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاَوْغَاد اَلَيْسَ لَنَا نَصِيبٌ نَحْنُ اَيْضاً مِنْ حُرِّيَّةِ الرَّاْيِ الْحَقّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ مُصَادِقاً سُبْحَانَهُ عَلَى مَاقُلْنَاه{فَلَايُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(يَاآدَم؟ وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَتَشْقَيَانِ يَاآدَمُ وَيَاحَوَّاء؟ لِاَنَّ الْاَصْلِ اَنَّ الشَّقَاءَ يَتَحَمَّلُهُ الرَّجُلُ خَارِجَ الْبَيْتِ فِي مَسَاحَةٍ وَاسِعَةٍ لَاتَتَحَمَّلُهَا الْمَرْاَةُ غَالِباً اِلَّا فِي مَسَاحَةٍ ضَيِّقَةٍ دَاخِلَ الْبَيْت؟ وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ سَبَباً لِاِسْلَامِ اَحَدِ النَّصَارَى وَاسْمُهُ عِيسَى عَبْدُو؟ وَكَانَ عَالِماً مِنْ عُلَمَاءِ الِاقْتِصَادِ الْاَوَائِلِ بَارَكَ اللهُ فِيهِ وَبِعِلْمِهِ وَآتَاهُ اَجْرَهُ مَرَّتَيْن؟ وَكَانَ يُلْقِي الْمُحَاضَرَاتِ فِي قَاعَةِ الشَّيْخ مُحَمَّد عَبْدُو رَحِمَهُ الله؟ وَكَانَ دَائِماً يَدُورُ حَوْلَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي الْآيَة؟ وَكَانَتْ سَبَباً لِاِسْلَامِهِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَتَشْقَى( وَلَمْ يَقُلِ الْقُرْآنُ فَتَشْقَيَان؟ وَاِنَّمَا قَالَ فَتَشْقَى؟ لِاَنَّ الرَّجُلَ يَتَحَمَّلُ حَرَّ الطَّقْسِ وَمَشَقَّاتِ الْحَيَاة؟ وَالْاُسْرَةُ لَاتَكُونُ سَعِيدَةً مُرْتَاحَةً تَمَاماً اِلَّا اِذَا كَانَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَشْقَى وَيَعْمَلُ خَارِجَ الْبَيْت؟ وَكَمْ تَشْتَاقُ اِلَيْهِ زَوْجَتُهُ وَاَوْلَادُهُ حَتَّى يَرْجِعَ اِلَيْهِمْ سَالِماً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَعْمَلُ فِي مَعْمَلِ الْفَحْمِ وَالتِّمْزِ وَالتَّدْفِئَة؟ وَقَدْ رَجَعَ اِلَيْهِمْ بِثِيَابِهِ الْمُتَّسِخَةِ وَالْمَلِيئَةِ بِالرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ وَالْاَقْذَار؟ حَتَّى وَلَوْ فَقَدَ اَعْصَابَهُ مِنَ التَّعَبِ وَالْاِعْيَاء؟ حَتَّى وَلَوْ نَهَرَ زَوْجَتَهُ بِكَلَامِهِ الْقَاسِي؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْمَرْاَةَ تَقُول؟ اَلرَّجُلُ فِي الْبَيْتِ رَحْمَة؟ وَلَوْ كَانَ فَحْمَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَة؟ اَلَيْسَ لَهَا عَمَلٌ يُشْقِيهَا اَيْضاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَقَدْ كَلَّفَ اللهُ الْمَرْاَةَ بِعَمَلٍ اَشَقَّ مِنْ عَمَلِ الرَّجُل ِوَهُوَ تَرْبِيَةُ الْاَوْلَاد؟ وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَعْطَى الرَّجُلَ الْقُدْرَةَ عَلَى الْعَمَلِ فِي خَارِجِ الْبَيْتِ اَكْثَرَ مِمَّا يَعْمَلُ فِي دَاخِلِ الْبَيْت؟ وَفِي اَيَّامِنَا مِنْ ظُرُوفِ الْحَيَاةِ الصَّعْبَةِ وَالضَّغْطِ الِاقْتِصَادِيِّ مَالَايُطَاق؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَرَى الْمَرْاَةَ الْمِسْكِينَةَ تَعْمَلُ مِنْ اَجْلِ كَسْبِ لُقْمَةِ عَيْشِهَا وَعَيْشِ اَوْلَادِهَا؟ وَقَدْ اَصْبَحَتْ مُضْطّرّةً لِمُسَاعَدَةِ زَوْجِهَا؟ وَهَذَا شَيْءٌ ضَرُورِيّ؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنَّنَا نَرْثِي لِحَالِ الْمِسْكِينَةِ الَّتِي تَشْقَى خَارِجَ الْبَيْتِ وَدَاخِلَ الْبَيْتِ اَيْضاً؟ بِسَبَبِ طُغْيَانِ الْعَالَمِ الْمَادِّيِّ الظَّالِمِ عَلَيْهَا وَعَلَى الرَّجُلِ اَيْضاً وَعَلَى اَوْلَادِهِمَا الصِّغَار؟ وَقَدْ تُضْطَّرُّ الْمِسْكِينَةُ اِلَى اَنْ تَتْرُكَ اَوْلَادَهَا لِلْخَدَمِ؟ وَفِي ذَلِكَ مِنَ الْفَسَادِ مَافِيه؟ وَقَدْ تُضْطَّرُّ اِلَى تَرْكِهِ فِي الْمَحَاضِنِ الصِّنَاعِيَّةِ وَاِرْضَاعِهِ مِنَ الْحَلِيبِ الصِّنَاعِيّ؟ وَفِيهِ مِنَ الضَّرَرِ مَافِيه؟ نَعَمْ فِيهِ مِنَ الضَّرَرِ عَلَى صِحَّةِ الْوَلَد؟ بَلْ عَلَى نَفْسِيَّتِهِ كَذَلِك؟ وَلِذَلِكَ الْآنَ تَرَاجَعُوا عَمَّا كَانُوا يَقُولُونَهُ قَدِيماً اَنَّ الْاَفْضَلَ لِلْمَرْاَةِ اَلَّا تُرْضِعَ وَلَدَهَا؟ وَلِكِنَّهُمْ عَادُوا وَقَالُوا اَنَّ اَعْظَمَ غِذَاءٍ يُقَدَّمُ لِلطّفْلِ هُوَ لَبَنُ اُمِّه؟ لِاَنَّ لَبَنَ الْاُمِّ هُوَ مَعْمَلٌ صِحِّيٌّ رَبَّانِيٌّ دَاخِلِيٌّ فِي صَدْرِ الْاُمّ؟ يُكَيِّفُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ حَسَبَ حَاجَةِ الطّفْلِ مِنَ النَّاحِيَةِ النَّفْسِيَّةِ؟ وَمِنَ النَّاحِيَةِ الرُّوْحِيَّة؟ وَلَايَقْتَصِرُ عَلَى النَّاحِيَةِ الْغِذَائِيَّةِ فَقَطْ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ الرَّضَاعُ مِنْ اَسْبَابِ تَحْرِيمِ الزَّوَاج؟ لِاَنَّهُ بِهِ تَحْصَلُ عَاطِفَةٌ بَيْنَ الرَّضِيعِ وَبَيْنَ مَنْ اَرْضَعَتْهُ تُشْبِهُ عَاطِفَةَ الْاُمُومَةِ وَالْبُنُوَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّتِي لَاتُرْضِعُ وَلَدَهَا فَمِنَ الْجَائِزِ اَلَّا تُوجَدَ هَذِهِ الْعَاطِفَةُ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَيُحْرَمَانِ مِنْ هَذِه الْعَاطِفَة؟ وَنَحْنُ لَانُحَقّرُ الْمَرْاَةَ؟ وَلَانَقُولُ عَنْهَا اِنَّهَا مِنَ الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ الرَّجُلِ لَا؟ وَاِنَّمَا هُنَاكَ اخْتِصَاصَات؟ فَالْمَرْاَةُ مُخْتَصَّةٌ بِاُمُورٍ قَدْ لَاتَصْلُحُ لِلرَّجُل؟ وَالرَّجُلُ مُخْتَصٌّ بِاُمُورٍ قَدْ لَاتَصْلُحُ لِلْمَرْاَة؟ هَلْ يَسْتَطِيعُ الْاَبُ اَنْ يَتَحَمَّلَ مِثْلَمَا تَتَحَمَّلُ الْاُمُّ فِي تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهِمَا؟ فَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ يَبْكِيَ الْوَلَدُ ثُمَّ يَقُولُ الرَّجُلُ لِزَوْجَتِهِ خُذِي ابْنَكِ مِنْ هُنَا اِلَى الْغُرْفَةِ الْاُخْرَى وَاَغْلِقِي عَلَيْكِ الْبَابَ اُرِيدُ اَنْ اَنَام؟ فَمَنِ الَّذِي يَتَحَمَّلُ ذَلِكَ سِوَى الْاُمّ؟ وَلِذَلِكَ حِينَمَا نَقُولُ اَنَّ عَمَلَ الْمَرْاَةِ فِي الْبَيْتِ؟ فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا نَنْهَاهَا عَنِ الْعَمَلِ خَارِجَ الْبَيْتِ لَا؟ وَلَكِنَّنَا نُرِيدُ اَنْ نُسَلّطَ الْاَضْوَاءَ عَلَيْهَا بِكَثَافَةٍ وَهِيَ تَقُومُ بِاَعْظَمِ عَمَلٍ وَخِدْمَةٍ تُقَدِّمُهَا لِلْمُجْتَمَعِ وَالْبَشَرِيَّةِ وَالْاِنْسَانِيَّة؟ حِينَمَا تُشْرِفُ عَلَى تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهَا؟ فَتَاَمَّلْ مَعِي اَخِي يَرْعَاكَ الله قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ{فَتَشْقَى(وَلَمْ يَقُلْ فَتَشْقَيَان؟ وَلَوْ قَالَ فَتَشْقَيَان فَاِنَّ خِطَابَهُ يَكُونُ لِآدَمَ وَحَوَّاء؟ وَاَمَّا اَنْ يَقُولَ{فَتَشْقَى(فَاِنَّ الْخِطَابَ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَاُم فَقَطْ؟ وَيَقُولُ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة اِنَّ اللهَ يَقُولُ{فَتَشْقَى؟تَعْرَى؟تَضْحَى(مِنْ اَجْلِ تَنَاسُبِ رُؤُوسِ الْآيَاتِ مَعَ الْقَافِيَةِ الْقُرْآنِيَّةِ غَيْرِ الشِّعْرِيَّةِ وَلَا النَّثْرِيَّة؟ وَاِنَّمَا اَخَذَتْ حَدّاً وَسَطِيّاً بَيْنَهُمْا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْعُلَمَاء؟ لَكِنْ لَابُدَّ اَنْ يَكُونَ لَهَا مَعْنَى خَاصّ كَمَا يَفْهَمُهُ اَهْلُ الِاخْتِصَاص؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّقَاءَ اَيْضاً مَاْخُوذٌ مِنْ كَلِمَة{تَضْحَى(بِمَعْنَى اَنْ تَتْعَبَ فِي حَرِّ الشَّمْس؟ وَالْاَصْلُ فِي هَذَا التَّعَبِ وَالشَّقَاءِ اَنْ يَقُومَ بِهِ الرَّجُل؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْمَرْاَةَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا اَنْ تَعْمَلَ اَيَّ عَمَلٍ فِي الْخَارِجِ لَا؟ فَاِنَّهَا يَجِبُ عَلَيْهَا اَنْ تَعْمَلَ فِي الْخَارِجِ اِذَا اقْتَضَتِ الضَّرُورَة؟ وَقَدْ تَكُونُ طَبِيبَة وَالْمُجْتَمَعُ بِحَاجَةٍ اِلَى طَبِيبَات؟ بَلْ اِنَّ الْوَاجِبَ الشَّرْعِيَّ يَقْتَضِي اَنْ يَكُونَ فِي الْمُجْتَمَعِ طَبِيبَات حَتَّى يَكْشِفْنَ عَلَى النِّسَاءِ اَمْثَالَهُنّ؟ وَهَذَا مِمَّا يُسَمَّى شَرْعاً مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَة؟ وَلَامَانِعَ اَنْ يَكُونَ فِي الْمُجْتَمَعِ مُرَبِّيَاتٌ وَمُدَرِّسَات وَهَذَا مِنْ وَاجِبَاتِ الْكِفَايَةِ كَذَلِك؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي قُلْنَاهُ كُلَّهُ لَايَمْنَعُنَا اَنْ نَقُولَ اَنَّ اَصْلَ عَمَلِ الْمَرْاَةِ يَكُونُ فِي الْبَيْتِ حَتَّى وَلَوِ اتَّهَمَنَا اَعْدَاءُ الْاِسْلَامِ بِالرَّجْعِيَّةِ وَالتَّخَلُّفِ؟ لِاَنَّنَا اِذَا كُنَّا رَجْعِيِّينَ فِي نَظَرِهِمْ فَهُمْ اَكْثَرُ رَجْعِيَّةً مِنَّا بِكَثِيرٍ جِدّاً؟ بَلْ هُمْ قِمَّةُ الرَّجْعِيَّةِ وَالتَّخَلّف؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ الرَّجْعِيَّةَ اِلَى الْاِسْلَامِ اَبَداً؟ وَاِنَّمَا يُرِيدُونَ اَنْ تَكُونَ لَهُمُ الْمَرْتَبَةُ الْاُولَى وَيَتَفَوَّقُوا عَلَيْنَا فِي الرَّجْعِيَّة؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَسْبِقُونَا وَيَتَقَدَّمُوا عَلَيْنَا بِالرَّجْعِيَّةَ اِلَى رَجْعِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى الَّتِي كَانَتْ قَبْلَ الْاِسْلَام؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ خَنَازِيَر الصُّلْبَانِ وَكِلَابَهُمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالشِّيعَةِ وَالشُّيُوعِيِّينَ وَالْعَلْمَانِيِّينَ لَايَتَّهِمُونَ نَابِلْيُون بُونَابَرْت بِالرَّجْعِيَّةِ وَالتَّخَلُّفِ اَبَداً حِينَمَا يَقُول اِنَّ الْمَرْاَةَ الَّتِي تَهُزُّ السَّرِيرَ بِيَمِينِهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَهُزَّ الْعَالَمَ بِشِمَالِهَا؟  بِمَعْنَى اَنَّ الْاُمَّ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهَا فِي بَيْتِهَا وَتُنْشِئُهُمُ التَّنْشِئَةَ الصَّالِحَةَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُغَيِّرَ مَجْرَى الْعَالَم؟ وَهَذَا يُعْتَبَرُ اَكْبَرَ عَمَلٍ تُقَدِّمُهُ لَا لِاُسْرَتِهَا فَحَسْب وَلَا لِمُجْتَمَعِهَا فَحَسْب بَلْ لِلْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اَخِي وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ يُنْسَبُ وَلَدُهُ اِلَيْهِ عِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا نَجِدُ هَذِهِ النِّسْبَةَ اَيْضاً عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالشُّيُوعِيِّينَ وَالْعَلْمَانِيِّينَ وَالْوَثَنِيِّينَ وَعِنْدَ كُلِّ الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ فِي عَصْرِنَا وَقَبْلَه؟ وَسَيَكُونُ بَعْدَهُ اَيضاً؟ اَنَّ الْاِنْسَانَ يُنْسَبُ اِلَى اَبِيهِ وَاِلَى قَبِيلَتِهِ الَّتِي مِنْهَا اَبُوهُ اَوْ عَشِيرَتُه؟ فَهَذَا شَيْءٌ مُتَوَارَثٌ بَيْنَ الْاَجْيَالِ جَمِيعاً؟ لِاَنَّهُ يَتَمَشَّى مَعَ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَة؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَقُمْ هَذِهِ التَّافِهَةُ بِتَوْجِيهِ الطَّعْنِ اِلَى هَؤُلَاءِ جَمِيعاً قَبْلَ اَنْ تُوَجِّهَهُ اِلَى الْمُسْلِمِين؟ وَكَذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الرَّجُلَ مِنَ النَّاحِيَةِ الْعَضَلِيَّةِ اَقْوَى مِنَ الْمَرْاَة؟ وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ تَكُونَ الْمَرْاَةُ اَقْوَى مِنَ الرَّجُلِ فِي عَضَلَاتِهَا وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ وَلِكُلِّ قَاعِدَةٍ شُذُوذ؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ قَاعِدَةً عَامَّة؟ وَلَايَسْرِي مَفْعُولُهَا عَلَى جَمِيعِ النِّسَاء؟ بَلْ عَلَى اَكْثَرِ الرِّجَالِ فِي الْعَالَم؟ وَقَدْ تَمْلِكُ الْمَرْاَةُ مِنَ الْقُوَّةِ النَّفْسِيَّةِ مَا يَجْعَلُهَا اَقْوَى مِنَ الرَّجُلِ نَفْسِيّاً؟ بِدَلِيلِ اَنَّهَا تَمْلِكُ مِنَ التَّحَمُّلِ وَالصَّبْرِ عَلَى تَرْبِيَةِ الْاَوْلَادِ اَكْثَرَ مِنَ الرَّجُل وَمَالَايَسْتَطِيعُهُ الرَّجُلُ غَالِباً؟ حَتَّى اَنَّنَا نَرَى ذَلِكَ اَيْضاً فِي عَالَمِ الْحَيَوَان وَلَيْسَ فِي عَالَمِ الْاِنْسَانِ فَقَطْ؟ فَمَثَلاً هَلِ الْخَرُوفُ اَقْوَى اَوِ النَّعْجَة؟ طَبْعاً فَاِنَّ الْخَرُوفَ اَقْوَى مِنَ النَّعْجَة؟ وَهَلِ الدِّيكُ اَقْوَى اَوِ الدَّجَاجَة؟ طَبْعاً اَلدِّيكُ اَقْوَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا حَتَّى فِي عَالَمِ الْحَيَوَانِ نَرَى الذَّكَرَ اَقْوَى مِنَ الْاُنْثَى؟ حَتَّى فِي عَالَمِ الطُّيُورِ فَاِنَّنَا نَرَى اَنَّ الذَّكَرَ هُوَ الَّذِي يَسْعَى فِي اِطْعَامِ فِرَاخِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَاهُ يَنْقُرُ عَلَى الْاَرْضِ مَا جَلَبَهُ مِنَ الطَّعَامِ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَاْكُلَ الْاُنْثَى اَوَّلاً وَتُطْعِمَ فِرَاخَهَا ثُمَّ يَاْكُلُ هُوَ بَعْدَ ذَلِك؟ فَاِذَا كَانَ الدِّيكُ اَقْوَى مِنَ الدَّجَاجَة؟ وَاِذَا كَانَ الْخَرُوفُ الْكَبْشُ اَقْوَى مِنَ النَّعْجَةِ وَهَكَذَا دَوَالَيْك؟ فَكَذَلِكَ الرَّجُلُ اَقْوَى مِنَ الْمَرْاَةِ فِي الْغَالِب؟ وَلِذَلِكَ فَمَا دَامَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُطْعِمُ وَيَسْقِي وَيَكْسُو وَيَجْلِبُ الدَّوَاء؟ وَمَادَامَ هُوَ الَّذِي يُشْرِفُ؟ فَكَانَ مِنْ حَقّهِ اَنْ يُنْسَبَ اَوْلَادُهُ اِلَيْه؟ بِمَعْنَى اَنْ يُنْسَبُوا اِلَى آبَائِهِمْ لَا اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ؟ اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ حَصَلَتْ فِي تَارِيخِنَا الْاِسْلَامِيّ؟ وَلَامَانِعَ اَنْ يُوجَدَ بَعْضُ الْاَشْخَاصِ الَّذِينَ يُنْسَبُونَ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ اَوْ اِلَى قَبِيلَةِ اُمِّهِمْ؟ وَمِنْهُمْ مَثَلاً مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة؟ وَهُوَ ابْنُ الْاِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُول مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة؟ وَلَانَقُول مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايُنْسَبُ اِلَى اَبِيه؟ وَاِنَّمَا يُنْسَبُ اِلَى قَبِيلَةِ اُمِّهِ وَاُمُّهُ مِنْ بَنِي حَنِيفَة لِمَاذَا؟ حَتَّى نُمَيِّزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ اَبُوهُ وَاُمُّهُ نَالَا قَصَبَ الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ وَهُمَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ اللَّذَانِ يُنْسَبَانِ اِلَى عَلِيٍّ وَاِلَى فَاطِمَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُولُ مَثَلاً اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ؟ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيّ وَاُمُّهُمَا فَاطِمَة؟ وَلَانَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ؟ لِاَنَّ اُمَّهُ اَدْنَى مِنْ اُمِّ اَخِيهِ الْحَسَن وَاَخِيهِ الْحُسَيْن صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ يُقَالُ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّات حَصَلَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَخِيهِ الْحَسَن؟ فَاِذَا بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْفُرُ مِنَ الآخَر؟ فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة لِاَخِيهِ الْحَسَن يَقُولُ لَه؟ اَبِي وَاَبُوكَ وَاحِد؟ فَاِذَا تَسَاوَيْنَا فِي الْاُبُوَّة؟ فَاِنَّنَا نَتَمَايَزُ فِي الْاُمُومَة؟ فَاَيْنَ اُمِّي مِنْ اُمِّكَ؟ فَاُمُّكَ بِنْتُ رَسُولِ الله وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْجَنَّة؟ وَاُمِّي مِنْ بَنِي حَنِيفَة؟ فَاِذَا وَصَلَكَ كِتَابِي هَذَا فَاقْدِمْ عَلَيَّ؟ لِيَكُونَ لَكَ السَّبْقُ وَالشَّرَف؟ بِمَعْنَى حَتَّى تَنَالَ شَرَفاً عَلَى شَرَف مِنَ التَّكْرِيمِ وَالْحَسَنَاتِ وَالْاَجْرِ الْعَظِيم ِعِنْدَ الله فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَايَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ اَنْ يَهْجُرَ اَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاث؟ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا؟ وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَاُ صَاحِبَهُ بِالسَّلَام(فَلَمَّا وَصَلَ كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ اِلَى اَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَقَرَاَهُ دَمَعَـتْ عَيْنَاهُ؟ وَهُرِعَ اِلَى اَخِيهِ فَصَالَحَهُ وَاحْتَضَنَهُ بِحَرَارَةٍ وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَبْكِي بِحُرْقَة؟ فَهَذِهِ اَخِي اُمُورٌ شَاذّةٌ اضْطّرَارِيَّةٌ مِنْ اَجْلِ النَّسَبِ اِلَى الْاُمّ؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ قَاعِدَةً عَامَّة؟ لِاَنَّ الْقَاعِدَةَ الْعَامَّةَ اَنَّ الْاِنْسَانَ يُنْسَبُ اِلَى اَبِيه؟ وَاَمَّا قَوْلُكِ اَيَّتُهَا الْحَشَرَةُ التَّافِهَة اَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ ذِكْرِ اسْمِ زَوْجَاتِهِمْ اَوْ نِسَائِهِمْ وَيَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ عَوْرَةً مِنَ الْعَوْرَات؟ فَاِنَّ كَلَامَكِ صَحِيح؟ وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ هَدْيِ الْاِسْلَام؟ وَلَاعَلَاقَةَ لِلْاِسْلَامِ بِمَا يَشْمَئِزُّ مِنْهُ هَؤُلَاء؟ وَفِعْلاً نَحْنُ نَسْمَعُ كَثِيراً مِنْ بَعْضِ النَّاس؟ اِذَا اَرَادَ الْحَدِيثَ عَنْ زَوْجَتِهِ فَاِنَّهُ يَقُول؟ اَلْعَائِلَة قَالَتْ كَذَا؟ اُمُّ الْاَوْلَادِ قَالَتْ كَذَا؟ اَلْاَهْلُ قَالَتْ كَذَا؟ بَيْتُنَا قَالَتْ كَذَا؟ وَيَقْصِدُونَ بِذَلِكَ زَوْجَاتِهِمْ؟ لَكِنْ مَاعَلَاقَةُ الْاِسْلَامِ بِمَا يَقُولُون؟ بِمَعْنَى هَلْ هَذَا حُكْمٌ شَرْعِيّ؟ اَمْ هِيَ مَوْرُوثَاتٌ وَقَدْ تَكُونُ خَاطِئَة؟ فَتَعَالَيْ مَعِي اَيَّتُهَا الْوَقِحَة اِلَى الْحُكْمِ الشَّرْعِيّ الصَّحِيح؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ كَانَ حِينَمَا يَتَحَدَّثُ عَنْ اَزْوَاجِهِ؟ يَتَحَدَّثُ عَنْهُنَّ بِاَسْمَائِهِنَّ اَوْ كُنْيَتِهِنَّ؟ فَيَقُول؟ عَائِشَة؟ حَفْصَة؟ اَوِ بِالْكُنْيَةِ كَقَوْلِهِ مَثَلاً؟ اُمُّ سَلَمَة؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ جَمِيعاً وَسَلَّم؟ وَلَمْ نَسْمَعْ فِي تَارِيخِنَا الْاِسْلَامِي اَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام؟ بَيْتُنَا قَالَتْ كَذَا؟ وَاُمُّ الْاَوْلَادِ قَالَتْ كَذَا؟ وَالْعَائِلَة اَوِ الْعَيْلَة اَوِ الْمَدَام قَالَت كَذَا؟ وَاِنَّمَا كَانَ يَذْكُرُهُنَّ بِاَسْمَائِهِنّ؟ فَحِينَمَا يَسْتَحِي وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي اَيَّامِنَا اَنْ يَذْكُرَ اسْمَ زَوْجَتِهِ؟ فَهَذَا هُوَ الْعُرْفُ الَّذِي تَعَارَفَ عَلَيْهِ اَوِ الْبِيئَةُ الَّتِي نَشَاَ فِيهَا؟ وَلَكِنْ طَبْعاً هَذَا لَيْسَ اَمْراً شَرْعِيّاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ذِكْرَ الْمَرْاَةِ بِاسْمِهَا الصَّرِيحِ لَيْسَ فِيهِ عَيْبٌ شَرْعاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام كَانَ يَذْكُرُ اَزْوَاجَهُ بِاَسْمَائِهِنَّ؟ وَكَذَلِكَ حِينَمَا اُمِرَ بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وَنَزَلَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{وَاَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْاَقْرَبِين(فَجَمَعَ اَقْرِبَاءَهُ وَنَادَاهُمْ بِاَسْمَائِهِمْ؟ وَمِنْ جُمْلَةِ مَنْ نَادَى؟ يَاصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ ا

    #1545188

    جهد مشكور وكلام جميل بارك الله فيكم

    بسم الله والحمد الله وافضل صلاة واتم تسليم على خير الانام محمد بن عبد الله وعلى اله الاطهار وصحبه الكرام

    اللهم يا الله انصرنا على من ظلمنا وفرج ما اهمنا

    #1545221
    ashraf hasaneen
    مشارك

    أحسنت وأبدعت
    بارك الله فيك اختي رحيق
    ماشاء الله
    لك التحية

    #1545799

    سلمت يمينك على الطرح الجميل والقيم
    بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
    تقبل خالص تحياتي وتقديري

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد