السيارة تمتلك محركاً كهربائياً مدمجاً بمحرك بنزين يمكن التحكم به بشكل منفصل لزيادة وتخفيض قوة السيارة وسرعتها

يحيى أبوسالم

قامت الشركة البريطانية «ماكلارين أوتوموتيف»، المتخصصة في إنتاج سيارات الشوارع الرياضية فائقة القوة والمبنية على تقنيات وتكنولوجيا سيارات «الفورمولا ون»، بالكشف مؤخراً وخلال معرض جنيف الذي اختتم أعماله الشهر الماضي عن نسختها الهجينة ذات الأداء المميز والخارق، المزودة بمحركين كهربائي وميكانيكي يعمل بالنزين، «ماكلارين بي ون 2014»، والقادرة على توليد جيش من الأحصنة بقوة تصل إلى 916 حصاناً، تخطت بها الحدود المعهودة للسرعة.

كثيرة هي أسماء السيارات الرياضية فائقة القوة والمتميزة بالأداء الرياضي العالي، التي يصعب مقارنتها مع بعضها بعضا، والأكثر من ذلك أن الشركات العالمية المنتجة لمثل هذه السيارات باتت تتنافس في طرح موديلات ذات قوة أحصنة أعلى وأكثر، بالإضافة إلى تزويد سياراتها بمحركات هجينة للحصول على أقصى سرعة وقوة ممكنة في هذا السيارة. حيث سنتمكن من الآن وصاعداً من رؤية مثل هذه السيارات فائقة القوة، تسير بحرية مطلقة على شوارع المدينة، كما يمكنها الانطلاق بقوتها وعزمها هذا، بحرية تامة أيضاً على حلبات السباق المخصصة لمثل هذه السيارات.

قوة هائلة

أكدت الشركة البريطانية خلال معرض جنيف الدولي للسيارات 2013، وبعد كشفها النقاب عن سياراتها الرياضية الهجينة «بي ون 2014»، أن هدفها الواضح من خلال هذه السيارة، هو أن تصبح هذه الأخيرة السيارة الأفضل في العالم القادرة وفي الوقت نفسه، السير على الشوارع العامة وطرقات المدينة، وحلبات السباق المخصصة للسرعة العالية.
وهو الأمر الذي تمكنت منه الشركة بنقل ليسف فقط التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة في سيارات الفورمولا ون، إلى سيارة الشركة الجديدة، بل وبنقل هيكل سيارات الفورمولا المصنع من الكاربون فايبر والذي يمتاز بخفته الفائقة ويتمتع بانسيابيته وعدم مقاومته للهواء والإيروداينامك، إلى سيارة الشركة ماكلارين ون الهجينة.

فجاءت السيارة البريطانية الجديدة بي ون 2014 مزودة بمحركين مدمجين أحدهما يعمل بالكهرباء والآخر يعمل بالبنزين، وهي التقنية التي باتت العديد من شركات السيارات الرياضية تستخدمها في سياراتها ذات القوة الكبيرة. مثل السيارة العربية لبنانية الصنع «لايكان هايبرد سبورت» ذات 750 حصاناً. بالإضافة إلى السيارة الألمانية من المُصنع العالمي بورش «918 سبايدر» والتي تمتلك قوة حصانية تصل إلى 823 حصاناً.

حيث تمكنت الشركة البريطانية من دمج محركين أحدهما كهربائي وآخر ميكانيكي بالبنزين، يمتلكان مجتمعين من القوة الهائلة ما يجعل السيارة قادرة على الانطلاق من وضعية الثبات «صفر» إلى سرعة 100 كيلو متر في الساعة في أقل من 3 ثوان فقط. حيث احتوى محرك السيارة الهجين على منظومة تكنولوجية وتقنية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في سيارات الفورمولا المخصصة للسباقات.

قوة محركين

جاءت السيارة بمحرك ميكانيكي تقليدي يعمل بالبنزين فائق القوة، من نوع «V8» ذي سعة تصل إلى 3,8 لتر، مزود بشاحني هواء ( توين تربو ) قادر على إنتاج 737 حصاناً عند كل 7500 لفة في الدقيقة و بمعدل 720 نيوتن لكل متر من العزم عند كل 4000 لفة في الدقيقة. بالإضافة إلى تزويد السيارة بمحرك كهربائي مدمج مع محرك البنزين، يتمتع بقوة 179 حصاناً، و260 نيوتن في المتر من العزم.

ومحرك سيارة ماكلارين بي ون الهجين الذي يحتوي على محركين مدمجين في محرك واحد، قادر على منح السيارة جيش كبير من الأحصنة، تصل إلى 916 حصاناً مع 900 نيوتن في المتر من العزم، يدعمه ناقل حركة ثنائي القابض يمتاز بسبع سرعات. وهذه القوة الهائلة جاءت بنتائج فوق المتوقعة لقوة وأداء السيارة خلال الانطلاق.

وتمكنت ماكلارين بي ون التي تمتلك سرعة قصوى حددتها الشركة المنتجة إلكترونياً تصل إلى 350 كيلومتر في الساعة، من كسر حاجز 100 كيلومتر في الساعة من وضعية الثبات في أقل من 3 ثوان. في حين قفز عداد السرعة إلى 200 كيلومتر في الساعة خلال أقل من 7 ثوان، لتنطلق السيارة بسرعة تجاوزت 300 كيلومتر في الساعة خلال أقل من 17 ثانية فقط. وهي السرعة التي تجاوزت بها سيارة بي ون الجديدة، العديد من السيارات الرياضية الأخرى، بما فيها سيارة السباق البريطانية «ماكلارين إف ون»، والتي تجاوزتها «ماكلارين بي ون» بخمس ثوان.

عمدت البريطانية ماكلارين إلى تمكين قائد سيارتها الرياضية الجديدة، من التحكم الكامل بمحرك الكهرباء المدمج بها، بشكل منفصل، حيث يمكن تفعيله أو قفله تماماً بمجرد الضغط على زر معين مثبت على عجلة القيادة في السيارة. حيث يمكنك السير بهذه السيارة الخارقة على سرعة متوسطة تبلغ 50 كيلومتراً في الساعة، ولمسافات قليلة، بهدوء تام ومن دون ضوضاء، وذلك باستخدام محرك الكهرباء فقط.

كما يمكن للسائق بفضل هذه الخاصية إعطاء عزم وقوة أعلى للسيارة عند الحاجة، وعند الرغبة في الانطلاق بسرعات عالية بها، كما يمكنه تخفيض هذا العزم وهذه القوة لأقل درجة ممكنة لتوفير قدر كبير من مصروف السيارة سواءً المصروف الكهربائي أو مصروف البنزين. وهي الفكرة نفسها التي استخدمتها السيارة الألمانية «بورش 918 سبايدر» في سياراتها الهجينة.

إضافة إلى التحكم بمحرك الكهرباء بشكل منفصل، لزيادة قوة السيارة بشكل أكبر، عمدت الشركة البريطانية لاستخدام النظام نفسه الذي تستخدمه في سيارات السباق من نوع فورمولا ون، هذا النظام الذي يطلق عليه اسم «دي آر إس»، يعطي السائق وبضغطة واحدة القدرة الكاملة على التحكم في جناح السيارة الخلفي، وذلك بتخفيضه للأسفل أو رفعه للأعلى، مما يؤدي إلى التقليد من احتكاك ومقاومة الهواء أثناء انطلاق السيارة بسرعات عالية، بالتالي يزيد ويحسن من قوتها وأداءها وخصوصاً عند المنعطفات وعند استخدام فرامل السيارة بكثرة، وذلك بنسبة قد تتجاوز 23% حسبما أكدته الشركة البريطانية.

وزن خفيف

مثلما عمدت شركة ماكلارين على نقل التكنولوجيا والتقنيات في سيارات الفوروملا ون إلى سياراتها الجديد «ماكلارين بي ون»، عمدت في الوقت نفسه على تزويد السيارة بهيكل خارجي وجسم وقطع داخلية وخارجية مصنعة من مادة الكاربون فايبر، بما في ذلك قاعدة السيارة الأساسية. الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على وزن السيارة وقطعها الأساسية، حيث لم يتعدى وزن قاعدة السيارة 100 كيلو جرام، في حين لم يتجاوز وزن السيارة الإجمالي 1400 كيلو جرام، وهو ما جعلها من أخف السيارات الرياضية من هذه الفئة في العالم.

راكب واحد

على العكس من نسختها الرياضية أيضاً ماكلارين إف ون والتي تسمح لراكبين الجلوس في السيارة إلى جانب قائدها، عمدت الشركة البريطانية في نسختها الجديدة «ماكلارين بي ون» إلى السماح لراكب واحد فقط الجلوس جنباً إلى جنب قائد السيارة، كما في السيارات الرياضية التقلدية. كما أن أبواب السيارة الرياضية الهجينة الجديدة تفتح بالضغط الجانبي إلى أعلى.

نسخة تجريبية

أكد المدير الإقليمي لشركة ماكلارين أوتوموتيف الشرق الأوسط مارك هاريسون اهتمام شركته بطرح سيارتها الرياضية الفائقة في سوق الإمارات. وهو ما تم بالفعل، حيث تم عرض النسخة التجريبية من السيارة الجديدة بصالات وكيل الشركة في دبي، منتصف فبراير الماضي.