الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة وحشية داعش والتفسير العلمي

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #147804
    alnadabi
    مدير عام

    هل يمكن أن يكون هناك تفسير علمي وراء وحشية داعش؟

    نشر في : الثلاثاء 19 أغسطس 2014 – 07:13 ص   

    بروفيسور أيان روبيرتسون – دايلي تليجراف

    يعتقد البروفيسور أيان روبيرتسون، أستاذ علم النفس في كلية ترينيتي في دبلن، والمدير المؤسس لمعهد ترينيتي للعلوم العصبية، أن هناك تفسيرًا علميًا للوحشية التي تمارسها داعش أبعد من الاعتقاد السائد بأن تلك الوحشية هي نتاج مباشر للفكر الأصولي الإسلامي، ويطرح خمسة تفسيرات علمية قد تكون وراء تلك الهمجية في مقاله الذي نشره في صحيفة الدايلي تليجراف البريطانية والذي جاء فيه:

    “بعدما قام متشددو الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بقتل آلاف “الكفار” وسبي نسائهم وأطفالهم، أصبح الكثيرون في الغرب يميلون لتفسير أن تلك الوحشية هي نتاج للفكر الأصولي الإسلامي. غير أنه بعد اجتياح البوسنة في 11 يوليو 1995، وقيام قوات صرب البوسنة، المسيحيين ظاهريًّا بذبح 8.000 من مسلمي البوسنة في سربرنيتشا بدم بارد، وبعد الإبادة الجماعية التي قام بها الهوتو ضد التوتسي في رواندا، وقتل الخمير الحمر في كمبوديا، والإبادة الجماعية النازية لليهود والغجر والمعوقين … لا تزال قائمة الوحشية طويلة ومثيرة للاكتئاب.

    والسؤال إذن، ما هي أصول تلك الوحشية، بعد أن اتضح أنه لا يمكننا إرجاع ذلك إلى دين واحد أو أيديولوجية بعينها؟

    1- الوحشية تولّد الوحشية:

    الجزء الأول من الجواب قد يكون بسيطًا وفظيعًا؛ فالوحشية تولّد الهمجية. كما إن القسوة والعدوان وعدم التعاطف تكون هي رد الفعل المشترك للناس الذين تعرضوا للمعاملة بقسوة. في معسكرات الاعتقال النازية، على سبيل المثال، كان العديد من أقسى الحراس هم أنفسهم سجناء من قبل في سجون “kapos” سيئة السمعة.

    كما إن الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي -خاصة الذكور منهم- هم أكثر عرضة لارتكاب الاعتداءات الجنسية مثل البالغين (على الرغم من أن الأغلبية لا تفعل ذلك). أي إنّ الضحايا غالبًا ما يستجيبون للصدمة بأن يتحولوا هم أنفسهم إلى جناة.

    2- الذوبان في المجموعة:

    ولكن أن تصبح الضحية جانيًا، ليس هو التفسير الوحيد للوحشية. فحين تنهار الدولة، وينهار معها النظام والقانون والمجتمع المدني، يكون هناك حل واحد فقط من أجل البقاء، إنها المجموعة، والتي تتكون بناء على اعتبارات دينية أو عنصرية أو سياسية أو قبلية أو عشائرية، حيث يصبح البقاء على قيد الحياة معتمدًا على الأمن المتبادل الذي تقدمه المجموعة.

    كما يخفف هذا النوع من الارتباط ب​​بعض مشاعر الخوف والضيق التي يشعر بها الفرد عند انهيار الدولة. كما إنه يوفر أيضًا الثقة بالنفس للأشخاص الذين يشعرون بالإهانة بسبب فقدانهم لمنازلهم ومكانتهم في المجتمع المنظم نسبيًّا.

    وخلال ذلك تبدأ الهويات الفردية والجماعية في الذوبان جزئيًا، وتصبح التصرفات لا تعبر عن الشخص بقدر ما هي مظهر من مظاهر المجموعة أكثر منها إرادة الفرد نفسه. وعندما يحدث ذلك، يمكن أن يفعل الشخص أشياء رهيبة، حيث يتضاءل الضمير الفردي داخل المجموعة المحاصرة المتحاربة، حيث يصبح الفرد والجماعة شيئًا واحدًا طالما استمرّ التهديد الخارجي. وتصبح الجماعات أكثر الوحشية، أكثر بكثير من أي فرد وحده.

    يمكنك أن ترى ذلك في وجوه الشباب الصغار المتشددين من أعضاء الدولة الإسلامية في العراق وهم على شاحناتهم، يلوحون بالأعلام السوداء بينما تعلو وجوههم الابتسامات العريضة، وقبضاتهم مرفوعة عاليًا، بعد أن انتهوا لتوهم من ذبح الكفار الذين لا يعتنقون الإسلام.

    إن ما ترونه هو أعلى مستوى من الكيمياء الحيوية، حيث يعلو تأثير مزيج من هرمون الأوكسيتوسين وهرمون التستوستيرون. ومن المعروف أن هذين الهرمونين يؤديان إلى رفع المزاج أكثر بكثير من الكوكايين والكحول، والحث على التفاؤل وتنشيط الأعمال العدوانية من جانب المجموعة.

    ولأن الهوية الفردية تكون ذائبة إلى حد كبير في هوية المجموعة، يصبح الفرد أكثر استعدادًا للتضحية بنفسه في المعركة، أو القيام بالتفجيرات الانتحارية. لماذا؟ لأنه عندما يذوب الفرد ضمن المجموعة فإنه سيعيش من خلال المجموعة حتى إذا مات كفرد.

    عندما يكون الناس معًا، ترتفع مستويات الأوكسيتوسين في الدم، فيجعل من الأسهل بالنسبة لك فقدان التعاطف مع من هم خارج المجموعة وأن تراهم كأشياء، وبالتالي يمكنك فعل أشياء رهيبة تجاه تلك الكائنات لأنهم ليسوا بشرًا.

    3- اعتبار الذين خارج المجموعة كائنات مختلفة:

    فهذا الفرض يجعلنا نفسر المذابح بين السنة والشيعة في العراق وسوريا، حيث يتم تعزيز القبلية في الجماعة -وبالتالي البغض لمن هم خارج المجموعة في المقابل. وحتى عندما يكون العدوان ضد المجموعة الأخرى هو تدمير للذات، وهو ما نراه يحدث بشكل مأساوي في منطقة الشرق الأوسط، فإن المجموعات التي تنشأ على أساس ديني، تحمل درجة من العدوان ضد خصومهم أكثر من المجموعات غير المصنفة على أساس ديني.

    4- الانتقام:

    الانتقام، وهو قيمة كبيرة في الثقافة العربية، قد يلعب دورًا في استمرار الأعمال الوحشية. وبالطبع، فإن الانتقام الوحشي يولد المزيد من الوحشية في دوامة لا تنتهي أبدًا. ولكن الأكثر من ذلك، هو أن الانتقام حافز قوي، ولكنه مخادع أيضًا؛ لأن الانتقام من شخص ما، المدفوع بالضيق والغضب يضخم الواقع ويؤدي إلى استمراره.

    5- القادة:

    وأخيرًا، فإن الناس سوف تفعل أشياء وحشية إذا قال قادتهم لهم إنه من المقبول أن يفعلوا ذلك، ولا سيما إذا كانوا قد وهبوا حياتهم إلى المجموعة. حيث ارتكب جنود الجيش السوفيتي عمليات الاغتصاب الجماعي عندما قاموا بغزو ألمانيا في عام 1945 لأن القادة الكبار طلبوا منهم ذلك. كما ذبح مقاتلو الدولة الإسلامية المسيحيين واليزيديين العزل بسبب أن قادتهم قد أخبروهم بأن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.

    فالقادة في العديد من المستويات بدءًا من القبيلة وحتى البلاد الكبيرة، هم المسؤولون عن هذه الوحشية، ويمكن أن يتوقف القادة في نهاية المطاف عن ممارسة تلك الوحشية كما اختاروا وفعلوا في رواندا، بعد ضغوط دولية. لكن المشكلة، كما رأينا، تكون عندما يختار القادة تشجيع الوحشية، وليس قمعها، فعندها لن يستطيع شيء الوقوف ضدها.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد