وصية من مخاوي الليل تكتب ** لكل انسان عايش في كآبه

وصية عاشق ٍٍ تاه وتغرّب ** ودمعه سال غيث ٍ من سحابة

وجوه الناس يالمسكين تكذب ** ومن يضحك فلا تأمن عقابه

وشوف الذيب وافهم كيف تهرب ** فهل يضحك إذا أبرز نيابه

ومن سار البحر قاصد بيشرب ** بيرجع والعطش جوفه ظما به

فلا تسأل طبيب وسل مجرّب ** عن الحب وأساليبه وعذابه

صحيح أن الهوى والحب يطرب ** ولكن الهجر ما حد نجا به

فكم مغرم قضى ليله معذب ** وكم شاكي من الحب ابتلابه

وكم عاشق ثنى ظهره وشيّب ** بشيب الحب لو هو في شبابه

سؤال ٍٍ سرت به مشرق ومغرب ** ولا حصلت من يعطي اجابه

مادام الحب عند الناس يصعب ** علام الناس تمشي في هضابه

وأنا واحد .. وغيري كم مجرّب ** أمور الحب وأنهتها الكآبه

ذبحني رمش عينه يوم صوّب ** على قلبي ولا أخطا مصابه

أسر قلبي .. وجاش .. وصار يلعب ** وأنا سلّمت له روحي مهابه

بقى قربي وريت الكل معجب ** وفجأة سار عني وسد بابه

فقلت أشهد بأن الحب كهرب ** إذا لامستها عمرك قضابه

ومن ذاق الهجر تاه وتعذّب ** وعاش بدنيته فاقد صوابه

مصاب الحب مصطاب ومصوّب ** ونوم الليل جفنه ما غضا به

وهذي هي وصاتي اليوم تكتب ** وفيها عبرة ودرس ومثابه

فلو شمس .. أشرقت لابد تغرّب ** ولو برق ٍٍ لمع .. مسرع غيابه

فلا تأمن من الغدر .. وتجنّب ** وراعي العقل من يحسب حسابه