الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › من مذكرات مسلمة ..(1)
- This topic has رد واحد, مشارك واحد, and was last updated قبل 21 سنة by
نجمة.
-
الكاتبالمشاركات
-
16 يوليو، 2003 الساعة 7:12 م #16972
نجمة
مشاركشئ فيّ يطاردني هذه الايام يخرج لي لسانه يقول ..(( أنت لست إنسانة بالمرة !! …لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف…)). …أقولها وأتمتم سمعتها البارحة من شيخي في المسجد ولا تزال عالقة بذاكرتي..(( لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف))…
أجري وراء صغيرتي بكوب اللبن فترفضه صائحة (( لا أحبه يا أمي لا أحبه ))…..أنهرها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه..تشعر أني سلطت عليها سيفا لا يمكن رده تشرب شربتين ثم تتركه مهرولة (( لا أحبه يا أمي لا أحبه ))…..تكاد تنتفض من الضيق أتركها وأمضي..تتناول يددي الاوعيه المتراصة أبدأ في تنظيفها ..أسكب ما تبقى فيها ..لبن حساء أرز وفي المساء نجتمع حول زوجي وهو يقرأ..(( واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا..))…يقرأها ويشرح (( ان الله لا يحب المسرفين والترف اسراف مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من طعام قط…)) يشرح ويشرح فتجلس عيون صغاري تلتقط حبات الحديث في صمت ..وفي نهاية الجلسة يذكرني بضيوفه في الغد ..أحدث نفسي من الليلة باكرام الضيف..أأصنع صنفا واحدا ؟! لا…أنوع..أقولها وأصر أصنافا لا حد لها..يأكلون يفيض الطعام…تأكل أفواهي الصغيرة…يفيض أكثر اقول انها البركة….الطعام لا ينقص …يمكث في الثلاجة بضعة أيام ولا تفارقه البركه ..أدرك ساعتها اني أسرفت ولا أجد أمامي الا القاءه في القمامة…!
16 يوليو، 2003 الساعة 7:16 م #409321نجمة
مشاركأرقب جارتي وهي تحسب حساب كل لقمة…تعد أكواب المياه وتحاسب صغارها على بعض الحلوى…تفسر سلوكها بألفاظ فجة غريبة على (( الحياة ..الحالة صعبة..القرش الأبيض))…لا أفهم منطقها….ما تزال عالقة في ذهني كلمات جدتي عما في الجيب وما في الغيب..أؤكدها لنفسي قائلة ((..وفي السماء رزقكم وما توعدون ))…فلم التقتير…؟!
في اليوم التالي أراهم على صفحات الجريدة… يتبادلون حفنات الدقيق ولقيمات الخبز وحبات الارز يعدونها اثمن من الذهب في وسط السجن الممتد أياما وشهورا في حظر التجول..وأتأمل صور الصغار وهم يقفزون بين البيوت..يوزعون الحياة وسط الموت وابكي..كم اتمنى لو اساعدكم…
وفي اليوم التالي أجد حصلية مزبلتي تفوق اليوم الذي سبقه..اين أذهب ببقايا الطعام.؟…لا عصافير ولا وحوش ولا آدميون حولي يصلح لهم هذا الفائض..ليس أمامي الا هي وفي الايام التاليه تتوافد عليّ شتى الصور..شيوخ ونساء وصغار حولهم الجوع الى اشباح مخيفة….أسأل زوجي…مسلمون ؟…يرد نعم وآميون ايضا ..أبكي قليلا وحين أدير ظهري لصورهم أنساهم….
تستعرض صديقتي على شاشة التلفاز صورا أخرى قائلة (( حرب شرسه ..أكلت هناك كل شئ ..)) أكمل لها حاكيه عن تواريخ وأحزاب وفصائل وحكايات أخرى سمعتها عنهم …تعجب بحسي الاسلامي المستيقظ وحين يحاصرني النوم لا استطيع الاستسلام له…وأعجب من حسي الانساني المتبلد ..انظر الى المزبلة المثقلة بخيرات الله وأبقي فيها انسانيتي على ابواب السفه….
مذكرات مسلمة…ميرال الطحاوي
احترامي… -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.