مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #20012
    venos
    مشارك

    في الصباح

    ذات صباح… أجد ذلك العابر وحيداً بين أكوام القمامة…

    كنت أتنفس هواءً عليلاً وكأنه الأوزون الذي أخرج من أجله باكراً وكان يتنفس كل عفن من سهروا حتى أطراف الليل وهم يوسخون المكان والزمان.

    يوسخون المكان برميهم لكل هذا الكم الهائل من القاذورات والأوراق والأطعمة والفضلات والعلب وأوراق النايلون التي صعب على الدهر أن يحللها حتى بمرور السنين…

    يوسخون المكان بأصواتهم المزعجة بأبواق السيارات بأصوات محركاتها بهدير أصوات نسائهم اللواتي لا يسكتن حتى النوم بصراخ الأطفال الساهرون مع الكبار حتى أنصاف الليالي…

    يوسخون المكان باستنشاقهم لكل هذا الكم الهائل من الأكسوجين ولا يعيدون للطبيعة سوى ثاني أكسيد الكربون والكثير من السموم التي تخرج من صدورهم والتي استنشقوها بكل متعة مع سجائرهم…

    إنهم يتعمدون ربما الخروج ليلاً والأشجار نيام حتى لا يتيحوا للطبيعة أي فرصة لمراجعة أرقامها التي تتبدل كل مساء والتي تنسحب بسرعة إلى عمق الدوامة إلى حيث اللاعودة بعد.

    ويوسخون الزمان لأنهم محسوبون على هذه اللحظات التي هم فيها. محسوبون على أنهم عاشوا في هذا الوقت من الزمان وأنا اعتقد أن الناس كأفراد هم القادرون على مراجعة الذات فرداً فرداً وعدم توجيه الكرة الأرضية إلى هذا المنحى الذي تندفع إليه… سوف لن يكون هناك أية فرصة للندم ناهيك عن المراجعة…

    والأفراد مسؤولين عن ذلك أكثر من كونهم جماعات أو مؤسسات…

    ذلك العابر الذي كان بين أكوام القمامة تلك لم يكن عابر وكما لم يكن يشعر بروعة الصباح ولا بأهمية هذه النقطة من الزمان التي نعيشها إنه فقط مهتم بجمع بقايا بعض العلب الفارغة وأشياء أخرى بلاستيكية ربما يجمعها ليبيعها ليعاد استخدامها من جديد وهو بذلك لا يشعر أبداً بروعة الخدمة الجليلة التي يقدمها للبشرية والأرض. إذ يعاد استخدام القمامة للاستهلاك بدل أن تنهك الطبيعة في إعادة تحليل هذه المواد الكيماوية…

    هكذا نحن… إما أن نبدو ببدلات فاخرة أواخر الليالي يبدو بقمة الأناقة والمدنية… وهو لا يعلم لأي حد هو يهدر الطبيعة…

    أو ذلك الذي يصحوا قبل العصافير بملابسه القذرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى والذي يسهم في إعادة تصنيع مخلفات المتمدنين في خطوة ولو زهيدة لإنقاذ الأرض… هو أيضاً لا يعلم إلى أي حد هو يسعى لإسعاد السوى…

    فاعمل لإسعاد السوى وهنائهم

    إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

    ………………………ونحن بين هذين لا نعلم إلى أين؟!

    امتي العزيزة الى اين ؟

    * نسخة مع الشكر / لكل من اعرفهم
    * نسخة مع الحب / للتي احبها

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد