مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #20227
    reema
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لقد إجتهد الإنسان منذ أن عرف وجود ربه . . وسمع إسمه . . أن يقف علي أسرار هذا الإسم . . ومعاني هذا اللفظ . . فمنهم من حاول أن يعرف ما يدل عليه . .

    وما يشير إليه فقال البعض أن الأصل في هذا الإسم هو إله . . والإله من يوله إليه في الحوائج . . أي يفزع إليه في النوائب . . ولا شك أن الله سبحانه وتعالي يلجأ إليه كل الناس في كل الحالات . . وقال البعض أن إشتقاق هذا الإسم من الوله . . وهو الطرب والإمتاع والإسعاد الذي يحسه الإنسان عند الإيمان بالله . . بل وعند ذكره . . وقيل بل إنه من لاه . . ولاه بمعني إحتجب . . وقيل بل لاه بمعني علا . . وفي أقوال أخري أنه الأله أي التعبد . . فهو المستحق للعبادة . . والمعبود وحده . . وقيل أنه من الألوهية وهي القدرة . . وقيل بل إنها الإستحقاق لأوصاف العلو والرفعة . . ورفض الصوفيون كل هذه الأقوال حيث قالوا . . ما قال احد . . الله . . سوي الله . . فهو وحده الأعلم به .

    . والحقيقة أن الطريق إلي معرفة بعض أسرار هذا الإسم . . والوقوف علي شئ من حقيقته . . إذ لا يمكن لإنسان مهما أوتي من قدرات وطاقات وإجتهاد ومعارف أن يصل إلي كل أسراره وكامل حقيقته – إنما يكون بالتدبر في الآيات التي ورد بها هذا الإسم . . والتي تكرر فيها نحواً من ألفين وستمائة وسبع وتسعين مرة . . ففي كل مرة يجد الإنسان عجباً . . وأي عجب . . ويحس ببعض حقائق هذا الإسم الجميل . . وخصائص هذا اللفظ الجليل . . وهكذا لابد لكل إنسان أن يقف عند هذا الإسم في كل آية . . يتدبر ويتأمل . . إلي زي ناحية تسير به الآية . . وإلي أي إتجاه يتوجه الإنسان بها إليه . .

    أمـــا إذا تدبـــرنا حروف هـــذا الإســـم . . وجدنا عجــــباً كذلك . . إنه يتكــون من الحـــروف ا . ل . ل . هـ وهذه تكون الله . . وهو الموجود وواجب الوجود في كل الوجود
    . . وبدون الحرف الأول . . تصبح الحروف الباقية . . ل . ل . هـ . . وهذه تكون لله . . وهي القول الحق إذا ما تساءل الإنسان عن كل ما في الوجود . . وحقاً وصدقاً ما يقوله القرآن الكريم إذ به الآيات الشريفة: ( قل لمن في الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل أفلا تذكرون . قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم . سيقولون لله قل أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل فأني تسحرون ) ¨ سورة المؤمنون

    وبدون الحرف الأول والثاني تصبح الحروف الباقية ل . هـ . . . لتكون له . . وحقاً هي . . فالوجود كله إنما . . منه . . وله . . وله كل خلق . . وله كل الأمر . . وذلك ما تقول به آيات القرآن الكريم في مثل النص الكريم: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) ¨ سورة الأعراف

    وبدون الحرف الأول والثاني والثالث يصبح الحرف الباقي هـ . . وهي تشير إلي حقيقته . .فلا إله إلا هو . . وفي ذلك تقول آيات القرآن الكريم: ( هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ) ¨(c) سورة غافر

    وبدون الحرف الثاني . . تصبح الحروف الباقية ا . ل . هـ . . لتكون إله .وأيضاً بدون الحرف الثالث . . تصبح الحروف الباقية ا . ل . هـ . . لتصبح إله كذلك وهي أيضاً اللفظ الذي يشير إلي حقيقته . . فلنتدبر قول القرآن الكريم في النص الشريف: ( وهو الذي في السماء إله وفي الارض إله وهو الحكيم العليم ) سورة الزخرف

    ولنتأمل كيف تكرر لفظ إله في الإسم العظيم مرتين وتكرر نفس اللفظ إله في الآية الشريفة مرتين؟ . . وهو الإسم الوحيد الذي لا يمكن للإنسان أن يحاول السعي لإكتساب ما يمكنه منه من صفات . . فبينما الأسماء الحسني الأخري . . علي الإنسان أن يجتهد في التخلق قدر طاقته بما تشير إليه من صفات . . كالرحمة من الرحيم . .والشكر من الشكور . . والصبر من الصبور . . ليصبح العبد بذلك قريباً من الله . . في حالة مناسبة لوجوده دائماً بين يديه . . مهرولاً . . في سرعته . . وفي طريق قصير للقائه . .

    فإن هذا الإسم . . لا يمكن للإنسان أن يحاول أن يأخذ منه إلا أن يستغرق في معني الإسم . . فليس معه غيره . . وليس من أمر وقع . . ولا شئ لم يقع . . إلا منه . . وحده . . لأنه . . الله . . هذا هو الإسم الأول الذي يسبق الأسماء كلها . . فليس قبله إسم . . وبه تبدأ الأسماء . . وإليه تشير الصفات جميعها . . هذ هو الإسم الذي تميز بخصائص . . وإنفرد بمميزات . . تجعله هو الإسم . . الذي إجتهد فيه المسلمون الأول . . والعلماء . . الحدثون بشزنه . . بحثاً عن الإسم الأعظم . . فليس أعظم من الله . . إسماً . . وليس أعظم من الله . . لفظاً . . أيكون هو الإسم الأعظم . . الذي تنفتح به طاقات النور . . وتتسع له سماوات الرحمة . . وتنهمر فيه أسباب المغفرة؟ . . أم أنه إسم آخر سيفتح الله به علي الناس يوماً . . وهل سيكون في الحياة الدنيا أم سيكون الفتح به علي الناس في الآخرة . . الله أعلم . . لو علمنا بعض قدر هذا الإسم . . لتمسكنا به . . ذكراً . . وترديدا . . وتفهماً . . وتدبراً . . وتأملاً . . ودعاءاً . . وتسبيحاً . .

    يا أيها الذي آمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً . وسبحوه بكرةً وأصيلا – سورة الأحزاب

    غداً تموتين.. غداً تحملين على الأعناق.. أتدرين إلى أين ؟! إلى حفرة ضيقة مظلمة توضعين فيها وحيدة .. لا أنيس ولا حبيب إلا الدود !!

    ما بالنا نتعامى عن مصائرنا ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا


مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد