لا أعرف كيف تمكنت المنقبات يوم أمس من الحضور التلقائي إلى مقار أعمالهن بعد ان شاهدن ما عرض على إحدى القنوات المحلية بشأن قضية «النقاب واستخدامه لأغراض تمس الأمن في المجتمعات!!».

وأعجب كيف انه لم يخطر ببال معدي هذا البرنامج ومقدميه وضيوفه بأن هذا النقاب حاله كحال أي شيء آخر له استخدامات سلبية وايجابية ، مما جعلهم يديرون وفي ساعات نقاشا حول حالات شاذة لاستخدام النقاب جعلوا منها قاعدة عامة تسيس الهدف .

من وراء ارتدائه دون النظر بجدية للأسباب التي كانت وراء ظهور تلك الحالات الشاذة، وكأن هذا الامر هو شيء جديد على ثقافتنا الإسلامية والعربية وعاداتها التي حملت المرأة على الحشمة والحياء والذي يعتبر سببا وراء وضع الكثير من النساء لهذا النقاب بغض النظر عن كونهن ملتزمات بالحجاب.

ولا أعرف كيف تقام قضية وتعمم فيها الاحكام على حالات نادرة، وهذا ما تبين لي من خلال استضافة البرنامج لثلاث شخصيات أحدها يمثل جهة أمنية وآخر صحية نفسية وداعية إسلامي كرس دوره في الفتوى بعيدا عن الدعوة إلى أهم القيم الإسلامية.

ومن الأمور التي طرحت ولم تعالج باحتراف وشفافية ما ذكره رجل الامن حول بعض المنقبات اللواتي يقدن سياراتهن ويجعلن رجل الأمن مضطرا على حد وصفه اثناء إيقافهن في الشارع لانتظار دورية شرطة من بينها عضو نسائي أو أصطحاب المرأة إلى اقرب مركز شرطة للتأكد من هويتها والتعامل مع ذلك وكأنه معضلة!!

والمعضلة في حقيقة الامر هي عدم استيعاب مثل هؤلاء للمصلحة الشرعية التي لا تتعارض مع الاهتمام بالأمن والتي تسهل على الناس ما يستصعبون.

فبدل الحل الذي قدمه فإنه بإمكان كل شرطي يؤدي دوره بأمانة ولباقة ان يطلب من تلك المنقبة الكشف عن وجهها لثانية ليتأكد من هويتها دون ان يضيع من وقته ووقتها، وليته كشف لنا الدوافع التي دعت واضطرت اولئك الشباب الذين تنكروا بالنقاب للقيام بمثل ما قاموا به وعدد تلك الحالات بدل الاكتفاء بالعمومية والهروب من كشف الحقائق وإسقاط الخطأ فيها على فئة ذنبها انها اختارت الاحتشام زيا لها.

أما الذي ربط بين الطب النفسي وحاجة الاشخاص للتعرف على تعبيرات الوجوه خاصة في مجال العمل والتي يحول دونها النقاب فأتركها لكم كقراء لتجدوا رابطا بين النقاب والطب النفسي …. !! وللحديث بقية!!

جريدة البيان بقلم ميساء راشد.

زاد