دائما عندما تدنو الحبيبة تتساقط الكلمات ، وتتناثر العبرات ، ولكن لكلٍ طريقته في التعبير ، ولا يجد الشعراء سوى الشعر سبيلا إليهم لتخطيه .

لا أعلم بأي لغة ينبغي لنا أن نترجم هذا الحب الكامن في نفوسنا ، ولا أعلم بأي طريقة ينبغي أن نوصله ، ولكنني في النهاية أوقن أنني أحمل شعورا جميلا ، هو في داخلي على الأقل ، وأفخر أني أشعر به بيني وبين ذاتي .

أخي العزيز :

لك بالطبع أسلوبك الخاص في الكتابة ، ولك مطلق الحرية في التعبير عما تحتويه نفسيتك من مشاعر ، ولك مطلق الحرية في اختيار الألفاظ والشكل والوزن و… .

أخي :

لقد أبحرت بنا في عوالم الحب والحزن والفراق ، وهي عوالم مؤثرة جدا في ذواتنا ، ولكننا إذا ما شعرنا بها فلا نستطيع حينها إلا أن نبوح بها وبالطريقة التي نرتأي أنها الأجدى لذلك.

عندما نحب نشعر أننا ملكنا الدنيا بأسرها ، وبمن فيها ، ولا نريد حينها إلا أن نكون إلى جانب من نحب وأن يكون بجانبنا ، ولكن ما أن تحين ساعة الفراق _ وهو حقيقة أزلية لابد منها _ تتحطم قوانا ، ونشعر أننا ضعنا ، ولا نعرف حينها ما الذي ينبغي علينا فعله سوى أن نبكي ، وكثيرا ما نبكي ، نتوه بين الأرق ، ونسقم ، نريد الفرار من حالة البؤس والألم تلك ، ونحاول أن نعيد ما كان ، ومن كان ، ” وما باليد حيلة ” .

هذه قراءة طفيفة حاولت أن استشفها من كتاباتك يا أخي ، ولكن اسمح لي ببعض الملاحظات التي أوقن من أنك ستتقبلها بصدر رحب ، وهي كالتالي :

1- في قولك : قد أرقتــــــني وعيــــني لــؤلـــؤ بفـــم

الذي افهمه هنا أنك تقصد أن دموع عينك قد انهلت باستمرار إلى أن وصلت إلى فمك ، فإن كان المعنى كذلك ، ينبغي أن تنسب الفم إليك فتقول : قد أرقتــــــني وعيــــني لــؤلـــؤ بفـــمي

أما إن كان القصد غير الذي فهمته فاعذرني على هذه المداخلة .

2- يا لوعة الذكــرى إن أثقلت بعــم ، عفوا ولكنني لم أفهم قصدك بقولك: ” أثقلت بعم ” ، فما المقصود بـ ” عم ” ؟ لك كل الحرية بعدم الإجابة .

3 _ من الناحية العروضية : قصيدتك تسير على بحر البسيط ” مستفعلن فَعِلن مستفعلن فَعِلن ” ، وإذا نظرنا إلى صدر البيت الثالث نجد أن فَعِلن الثانية تحولت إلى فَعْلن :

” يا ســـائلي عنهـــــا دعني ومبسمها

/0/0//0*/0/0*/0/0//0*///0

مستفعلن*فعلن*مستفعلن*فعلن

بينما هي في بقية الأبيات تسير على أنها فَعِلن ، أليس كذلك ؟

أولا يعد هذا خللا عروضيا ؟ ربما ، ولكنها لفتت سمعي بتغيرها عن بقية التفعيلات ” فَعِلن ” .

وكذلك في عجز البيت القبل الأخير :

يا لوعة الذكــرى إن أثقلت بعــم

/0/0//0*/0/0*/0/0//0*///0

مستفعلن *فَعْلن*مستفعلن*فعلن

هذا إن كنت قد تمكنت من قراءة البيت قراءة سليمة ، فإن أكون قد أخطأت فأرجو تنبيهي إلى ذلك .

هذا كل شيء حتى الآن ، وأسأل الله أن أكون قد أفدتك بشيء ، وهي على العموم محاولة طيبة جدا منك أن تطلعنا على شيء مما تكتبه .

فوفقك الله دائما للكتابة والإبداع .

أختك :

وجدااااااااااااااااااااان4