يا مَن آثرتهُ الآلام
نَزقاً تناثر دماً في هوة الصمت
هل أقلت تَجرُبَـــتي
واستشفى مِنكَ الحِصار؟
هل صنعت منفاكَ مُرتضياً
وقطعت ألسنة الدمار؟
هل قرأت وصيتي غيضاً
ودثرت المعنى
وألقمت الماضي السِتار؟
هل تبوأت الوحدة
كالذين اشتروا الضلالة بالهُدى؟
هل تنبأت مُــستقبلي الهشيم
وقبلت بدورك الآخر
دور المُثنى من الخيار؟

**

هذا أنا ..
أعود إلى المنفى من جـــديد
وبيدين شاخصتين مذبوحة
أعود إلى ذاكرتي اللعينة
أزف بتر أوردتي المهجورة
وأعلن للمساء ثورة قنديلي
خيط نافذتي المُستقلة
جراح النجمة المُضيئة
تمتمة غير مفهومة
أصداء عـــــاشقة!
هـــذا أنا ..
أعود بحقيبة سفري الفارغة
إلى قصائدي الصغيرة
أُحدثها عن غُربة الرداء
عن السياب الذي يرفض الموت!
عن دوائر النشأة
عن وجوم الروايات الخُرافية
عن جُلود الخليقة!

**

الآن علمت أن الدُخان دُخان
الآن أدرت القناع لفخ الهوية
الآن حصحص القُراء
أن لُغة الكتابة تحتاج إلى حروف
وإن مَروق الشِعر ليس إلحاداً أو عُزوف
وإنني قد نذرت عقديَ الثاني للتأمل
في خديعة الملمس المعروف !
ليس عن شطط الوجوه المُلتحفة بالهدوء
بل
عن أمل لقاء مركز الظروف!!

**

يا حبيبي
ها أنا الآن أشحن حقيبتي الفارغة
لأعود إلى ماهية قدري
فما من أمة استطاعت أن تُحرر سطوة حظيَ العاثر
كأن قضائي قد زَرَبَ مركز بؤرتي
فتهادت فعلة التخريب بفض سمته تجاربي
الآن أعودُ مُحملاً بعباءات النكسة
أجر خلفي قوس قُزح الأسود!
وأحتضر على طريقتي
طلقاتٌ خرسا تجرف المراسيل والصور والذكرى
لتعود الدفة إلى القُبطان
فلعل حظي قد أبخصه الشيطان
أو مسه القرين وأصبحتُ عبداً لبني الهذيان
أنا يا حبيبي عائِــــدٌ إلى فِراشي
فإن أنا رحلت فَدُنياكَ باقيَةٌ
وإن أنا بقيتُ فَدُنياكَ فانية!!

سُلطان الخروصي
” يا حـــــــــــبيبي “
09/03/2005