مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 15)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #3331
    طـــلال
    مشارك


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    قرات هذا الموضوع المطروح من قبل أخي ابن محمد في سبلة العرب  – سبلة قرات لكم ..وقد اعجبتني جدا..
    لأنها صفحات مشرقة من تاريخ الجبل الأخضر
    فأخذت الأذن منه بطرح هذا الموضوع عن طريق النقل الحرفي
    واتمنى ان يعجبكم

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    تم تعديلة بواسطة  نحول في 16-05-2001 07:15 ص

    #321516
    طـــلال
    مشارك

    كل المكتوب في الأسفل هو بخط استاذي ابن محمد


    المؤلف : عبدالله بن محمد الطائي
    ملائكة الجبل الاخضر ( قصة الثورة العمانية في مرحلتها الاولى )

    الاهداء

    الى الجيل العماني الحاضر الذي يحني رأسه للمأساة ، مأساة الشعب العربي في عمان ، فيعيش في عزة نفسيته وذل واقعيته سواء كان داخل الوطن او المهاجر التي آوتنا .

    الى الشباب العماني الذي جارت عليه المتردية والنطيحة وما اكل السبع فقاوم هذا الجور بالكفاح في سبيل العيش والصمود من اجل الكرامة .

    اقدم هذه القصة سجلا للحاضر المظلم ودعوة للمستقبل المشرق ، مستقبل عمان كجزء لا يتجزأ من الوطن العربي الاكبر .

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #321517
    طـــلال
    مشارك


    2:1 ملائكة الجبل الاخضر
    لحظة قصيرة لو تركتها تذهب مع الاضواء المتنافرة بين حبات النافورة في ميدان التحرير لما امكن لهذه القصة مشاهد ولا كيان ، فقد تعودت ان اقضي امسياتي في القاهرة بميدان التحرير وبينما انا امشي بين حشائشه الخضراء اتطلع الى قطرات الماء المتلألئة بالاضواء الملونة اذا بي التفت الى يساري فانظر شابا اتخذ له مكانا في احد المقاعد ، ويجلبني هذا الشاب الى النظر اليه ، وأمعن النظر ، واحدق واصوب ، عجبا لكان دافعا يدفعني الى الجالس على هذا الكرسي ، وهو ايضا انه ينظر مصعدا ومصوبا ، انه فاضل ، ولكني كيف ابداه ؟ أنني لم اره منذ عام 1947 واني الان في عام 1956 ، لقد عهدته بزيه العربي ولحيته الصغيرة وها انا الان اراه بالزي الاوربي مهندما كأنه ذاهب الى عابدين او الاوبرج ، لادعه اذن ، سبحانه يخلق من الشبه اربعين ، قد يكون شخصا ذا مزاج حاد فلا يغتفر لي زلتي ، ولا كن لماذا لا أسأله ؟ انه لو كان ذا مزاج حاد لثار في وجهي على هذه النظرات ثم انه هو ايضا يتطلع الي … واقتحمت الموقف ، اجل لم تفتني تلك اللحظة القصيرة وقلت : (( اسمح يا صاحبي ، الست انت السيد فاضل )) وانتفض الرجل وقام يقول (( الست خالد )) ؟ وتلاقت ايدينا لتتداخل في عناق طويل لم تقطعه حتى الاسئلة المتكررة .

    وجلسنا على المقعد (( ما هذا يا خالد انها اعجوبة الاعاجيب ان التقي بك في القاهرة )) .

    (( اجل يا صديقي لم يكف القاهرة ، ان تتركني مشدوها لما فيها من بنايات وشوارع وشعب باسل ، لم تتركني مشدوها فقط بحفلة المنشية وخطوة جمال في تأميم القنال ، فها انا التقي بك بعد تسع سنوات :
    وقد يجمع الله الشتيتين بعدما …………… يظنان كل الطن ان لا تلاقيا

    قال فضل (( هل تذكر القصيدة التي قرأتها علينا بمسقط علينا بمسقط ايام الحرب العالمية الثانية لمحمود حسن اسماعيل ؟ ))

    ناداك مجدك فاستجيبي ……………….. وامشي له فوق اللهيب
    يا مصريا انشودة الــــد ……………… نيا واغنية الشعوب

    الا ترى يا خال ان الشعراء يتنبأ ون ؟ الم تمش مصر فوق اللهيب بعد سنوات من قصيدة الشاعر ، اليست هي اليوم اغنية الشعوب ؟؟

    وسألت فاضل عن احواله فعلمت انه استقر في الكويت يعمل موظفا بالمستشفى الاميري بعد ان قضى حياة قاسية ، فقد سافر من مسقط عندما ترك وظيفة بالمدرسة السعيدية وحاول ان يستقر في دبي فلم يوفق ثم عاد الى وطنه العراق ولكنه عانى فيه شظف العيش فوفد الى الكويت وبقي بها ثلاث سنوات يتنقل من عمل الى عمل حتى استقر الان بالمستشفى الاميري يسجل المرضى

    وتبادلنا بعد ذلك اسئلة في جوانب متعددة من حياتنا ومن حياة وطني عمان ووطنه العراق ، عن اوطاننا العربية في الخليج ، عن مصر الجبارة وفي الاخير اقترح فاضل ان نذهب الى نقابة الصحفيين حيث يقيم الشعراء حفلة بمناسبة تأميم القناة وقال (( انها مناسبة رائعة سوف ترى فيها كثر شعراء مصر )) ولم اتردد ، بل ذهبنا سوية وهناك رأينا الشعراء واستمعنا الى اقوالهم ازاء عمل جمال ، وعلق فاضل يقول : لا تستهن يا صديقي بالاقوال ، لقد سمعت كيف تحقق قول محمود اسماعيل .

    وفي 15 سبتمبر غادرة القاهرة ورفيقي العزيز متجهين الى بيروت ، بيروت التي كانت اغاني لتأميم القتال ، ثم اتجهنا الى دمشق وهنالك وجدنا الشعور القومي ينطق مسمعا كل اصم . وفي دمشق ايضا دعينا لحفلات متعددة من بينها حفلة النادي العربي واشتركنا في نقاش حول العلاقة الزعيم بالشعب ومن منهما يكون الاخر ، وكان على كل شخص يتكلم ان يذكر اسمه واسم بلده ، وقلت انني من عمان وازاء استغراب الجميع لهذه المصادفة وتكاثر سؤالهم عن عمان تحولت كلمتي الى تعريف لعمان ثم ابديت رأيي مستشهدا ببسمارك وكافور اللذين وحدا شعبيهما في المانيا وايطاليا .

    (( الرفيق قبل الطريق )) لكم لمست حقيقة هذا المثل وانا اقضي رحلتي مع فاضل ولكني اوشكت ان افقد مرافقة فاضل ، لقد صمم على ان يذهب بالطائرة الى الكويت وصممت انا ان اذهب الى العراق ثم الى الكويت وعبثا حاولت ان اقنع فاضل ، وكدت اعتب عليه باعتباره عراقيا فلا يرافقني وانا ازور العراق . واخيرا قال فاضل (( اخشى يا صديقي ان ينالني سوء ، فان الحكومة العراقية حكومة نوري السعيد تطارد أختي منذ ازمة حلف بغداد وقد هربت من الديوانية حيث عينت مدرسة وحيث عانت الكثير من الرقاية وجاءت الى الكويت وانت تعلم انهم ربما اخذوني (( بجريمة ايوائها )) . وفهمت كل شيء وقلت : (( الحمد لله يافضل ، لقد شاء الله ان تعيش مع اختك بعد ان قضيت زهرة شبابك مشردا بين نزوى ومسقط ودبي والكويت ))

    وودعته على موعد ان ازوره بالكويت ، والتقينا بعد عشرة ايام من افترقنا

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322591
    طـــلال
    مشارك

    نكمل معكم بعد توقف قصير

    وفي مساء يوم وصولي كنت في بيت فاضل اتناول العشاء ولم يشعرني بالغربة فلقد جلست معنا زوجته واخته وعلمت من حديثنا على المائدة ان اخته وداد ممرضة في المستشفى الاميري بالكويت وبعد ان تناولنا العشاء عدنا الى الحديث عن وداد فقد كان الحديث ملذا وكانت وداد تقص علينا كيف تخرجت من دار المعلمات وعينت مدرسة باحدى مدارس البنات في منطقة الاعظمية وكيف عاشت سعيدة مع امها واخوتها الصغار تكافح من اجلهم في سبيل القوت حتى دعاها عام 1954 الى الكفاح في سبيل الوطن وعند ذلك حلت الكارثة على هذه العائلة الوادعة المطمئنة فقد خرجت وداد في مظاهرة نسائية تهتف ضد حلف بغداد وما ان عادت ظهرا الى المنزل حتى كان رجال الشرطة يطرقون الباب ويطلبون ان تصحبهم وداد في سيارة الجيب الى التوقيف ولم تعارض وداد فقد استلمت صامتة وتركت الصياح والضجيج لامها واخوتها الصغار وفي الموقف استقبلها الضابط المؤول يقول :

    (( يا هلا … يا هلا بالزعيمة ، يا هلا بجاندارك )) .

    – عفوا ، لا انا زعيمة ولا افرنسية …
    – انت جاندارك العرب ، انت زعيمة صوت العرب ، واخيرا هل ستعترفين؟
    – بماذا اعترف ؟؟
    – بمعارضتك حلف بغداد وقيادتك الحركة النسائية في الاعظمية ……. وباعتناقك الشيوعية .

    ولم تخف وداد من التهمتين الاوليتين ، قالت انهما كانتا شرفا لا تعرف هي عنه شيئا ..
    فمعارضة حلف بغداد كانت شعورا لدى كل عراقي وعراقية وقيادة الحركة النسائية في الاعظمية لا تدعيه فمثلها كثيرات ولكنها صعقت لتهمة الشيوعية وانكرت بكل شدة ولاكن لا فائدة من المجادلة فقد امر الضابط بوضعها في المعتقل لوحدها، وفي الصباح اليوم الثاني اتاها احد افراد الشرطة برسالة من وزارة المعارف تتضمن امرا اداريا بنقلها الى احدى مدارس الديوانية ولم تستغرب وداد ذلك ، لقد كانت تترقب محاكمة وسجنا ولكنهم اكتفوا بنقلها .. لقد هانت المصيبة وعليها ان تقبل ذلك دون اعتراض وعندما عرضوا عليها ان تعود الى بيتها لتأخذ حاجيتها فضلت ان تمتنع عن ذلك خشية ان تتأثر امها ، حسب الام والصغار وما هم فيه من حالة فعلام تعيد اليهم منظر الشرطة وسيارة الجيب؟

    وفي الساعة السادسة دوت صفارة القطار واخرجت وداد من الحجز بالمحطة وفي الطريق فوجئت بأمها تبكي وتهتف (( وداد ، عيني وين رايحة ، وين تخلينا )) ولم تتمالك دمعها وتعانقت الام والابنة ولكن القطار يكاد ان يتحرك ففرقهما الشرطي ووجد القطار متنفسا عن النار المشتعلة بالدخان المتصاعد من مدخنته في حين كان قلبان متوهجان لا يجدان لحزنهما غير الدمع والاهات .

    لم يكن يشغل بال وداد الا تفكيرها في امها واخوتها الثلاثة ، وكيف علمت الام بترحيلها وعندما وصلت الحلة اقترب الشرطي من طيبة النفس وبدا يشعر بثقل الوظيفة التي ساقته اليها الظروف قال لها : (( ان الضابط ارسل احد الشرطة الى امها لاخبارها وان احد رفاقه عارضه في ذلك بحجة ان وداد بنفسها لم ترغب في المسير الى الاعظمية خشية ازعاج امها ثم ما ذنب الام في ان نزعجها بالمجيء على ذلك الحال السيء من الاعظمية الى الكرخ ؟ ولكن الضابط اجاب : (( انها التعليمات ، واصحاب التعليمات يقولون ان هذا العمل كفيل بتنبيه الاباء والامهات بعدم السماح لبناتهم بالاشتراك في المظاهرات ))

    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322616
    طـــلال
    مشارك

    وصلت الى الديوانية ، ولكنها سلمت الى مركز الشرطة ايضا ، لم يطلق سراحها ، لم تذهب الى مدرستها ، لم تقابل ولا مسؤولا واحدا من المعارف ، ماذا يريدون بالتردد بها من مركز المتصرف الى مركز الشرطة الى مركز اخر للشرطة وهي تمشى ومن ورائها شرطيان . حاولت وداد ان تجد لذلك تفسيرا معقولا فلم تكتشفه ، وبرمت بذلك بعد ان قضت في التردد خمسة ايام من السجن الى المتصرف فالى مركز الشرطة . وفي اليوم السادس بينما كانت تمشي في الشارع وورائها الشرطيان سمعت من يقول (( يلعن بنات ها الزمن )) انظر ، هاربة من اهلها في بغداد فقبضوا عليها في الديوانية يا للعار .. والتفتت وداد دون وعي لترد على القائل ولكنها فوجئت حين امعنت النظر اليه فعرفت نه احد رجال الشرطة يلبس لباسا مدنيا ، عند ذلك ادركت ماذا يراد بها ، ادركت لماذا لا تحضر الى المركز في سيارة ، ادركت لماذا تتردد من مركز الى مركز ، ادركت ان القصد هو تشويه سمعتها فما هو موقفها مع زميلاتها في المدرسة ، مع تلميذاتها ، مع الجيران الذين ستسكن بقربهم ؟؟ وطلبت وداد مقابلة الضابط المسؤول وسردت له قصتها كاملة من يوم المظاهرة الى كلمة الشرطي – المدني – وطالبته في الاخير بوضع حد لقضيتها ، ليكن السجن ، ليكن اي شيء على ان يكون شيئا واضحا معينا .

    وفي اليوم الثاني دعاها الضابط الى غرفته واخبرها انها مطلقة السراح وان وزارة المعارف تفي بأمرها الاداري ولكنها ما تزال معرضة للخطر في اي موقف مخالف يبدر منها وان عليها ان تنزل في منزل يكفلها صاحبها … وتردد وداد قليلا ، وحاولت ان تقول انها لا تعرف احدا في الديوانية ولكنها عادت ففكرت انها ستسأل عن المدينة التي تعرف فيها احدا وقالت في نفسها : (( كفاية سمعتي سوداء في مدينة واحدة ، كفاية والفرج على الله )) .. وقالت للضابط (( انني اولا لا اعرف احدا هنا يضمن عني ولا في اي بلد غير بغداد ولاكن لي طلبا واحدا هو ان اعيش في القسم الداخلي ولك مني عهد ان لا اخرج الا الى المدرسة وعليكم مراقبتي في القسم )).

    واستراحت وداد بهذا من رؤية الذين شاهدوها وهي تذرع الشوارع سمعت عنها آذانهم مختلف الاخبار واستراحت ايضا من ان تحمل غيرها مسؤوليتها فيما اذا نفذت ما عزمت عليه وهو الالتحاق بأخيها في الكويت .

    وانضمت وداد الى القسم الداخلي ولشد ما كان موقفها محرجا وهي تجلس مع المعلمات على طاولة الطعام ومع المعلمات بالمدرسة ومع الطالبات في الصف ، لقد كانت تفكر ان كل مدرسة وتلميذة تعرف عن الرواية التي نسجها الشرطي، تصورت وجهها مغطى بالعار ، تصورت نظرات المعلمات والطالبات احجارا ترجمها لتتحمل ثمن الخطيئة وعاشت في هذا الجو القنق اياما ولكنها لم تجد علامة لسوء الظن من المعلمات او الطالبات بل وجدت منتهى التقدير والرعاية وهان عليها الامر الى حد ولكنها ظلت ممتنعة عن الخروج الى الشارع .

    بقيت الرسائل مستمرة بينها وبين امها وسهل عليها الانفاق على المنزل في بغداد بمعيشتها في القسم وعندما حلت العطلة الربيعية طلبت ان يسمح لها بالسفر الى بغداد او ان يسمح لامها واخوتها بالمجيء الى الديوانية وكرر عليها الضابط : (( انت مازلت تحت مراقبة الشرطة )) ..
    وفي الصباح وقفت وداد الى حل مقبل ، لقد عزمت ان تذهب الى البصرة ولم تعارض الشرطة هذا ولم يطالبوها الا باثبات وجودها كل جمعة في مركز وربما كان ذلك لموقفها المتروي طيلة العام ، فذهبت وداد الى البصرة ومن هناك خرجت مع احد اصدقاء اخيها على انها زوجته ووصلت الى الكويت وتخلصت من السجن الكبير

    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322642
    زينة
    مشارك


    مشكووور اخوووي نحول لنك تعرفنا على تاريخنا ..

    لا تهتم وافرح وابتسم مرات
    زيح الهم ابد ما تنفع الاهات

    #322778
    طـــلال
    مشارك


    عفوا اختي العزيزة زينة ..هذا واجب على كل عماني
    فتراثنا وتاريخنا المجيد امانة في الأعناق

    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322850
    طـــلال
    مشارك

    نكـــــــــمل الحديث

    وعندما عدت الى غرفتي في الفندق كانت وداد تملأ فكري ، فتاة عانت تعسف الظالمين في بغداد ، فتاة شمرت عن ساعديها لكسب العيش ، لم تهمل وسائل الاعتماد على النفس سواء كانت في بغداد او الكويت ، فتاة حملت المسئولية العائلية بعد ان هاجر اخوها فقامت بشؤون اخوتها الصغار وامها عندما كان اخوها يتحمل شظف العيش في عمان . وبقيت جالسا على كرسي بالحجرة افكر في وداد ، حسن استقبالها ، هدوئها ، رزنتها ، ابتسامتها واخلاقها ، وساءلت نفسي : (( ما الذي يمنعني من الزواج بها (( البعد ؟ ان اخاها يعرفني في بلادي … وجودي انا في قطر؟ انني مستقر بوظيفتي ، وتحسست قلبي بيدي فاذا به وجيب عجيب . لقد شعرت ن وداد قد احتلت به مكانا احسست ان هذه الافكار وان هذه الجلسة الطويلة على الكرسي ، ليست الا من علامات حبي لوداد وكدت ان انظر في المرآة لارقب قول الشاعر :

    وللحب آيات تبين بالفتى …………شحوب وتعرى من يديه الاشاجع

    واخير قلت لنفسي : لم تمر عليك الا ليلة واحدة فكيف ياتيك الشحوب ؟ وبقيت افكر ، ثم تناولت كراسة مذكراتي وبدأت اراجع بعض ما كتبته خلال رحلتي ، ووقعت عيني على تعليمات الامير صالح بن عيسى الحارثي لي ، وقمت فجأة من الكراسي ومشيت في جوانب الغرفة وعدت الى الكرسي مرة ثانية وانا اقول : (( مالك يا خالد؟ ان عليك واجب يفرض عليك ان تترك وداد الان ، عليك ان تعيش لوحدك )) وقد كان ذلك حقا .

    لقد تم الاتفاق مع الزعيم على ان اتحرك الى الوجهة التي يحددها في الوقت الذي يعينه هو . اذن فانا غير مستقر بوظيفتي ولا في قطر ايضا ، اذن انا امام واجب هام يقف بيني وبين حب وداد . ولكن هل يمنعني هذا الواجب من حب وداد ؟ هل يمنعني من الزواج بها ؟ ان امرت بالذهاب الى ساحة القتال فان وداد ممرضة وبامكانها ان تشاركنا في جهادنا بعمل لا يقل عن عمل الجندي وربما كان اكثر من ذلك فقد تكون هي الممرضة الوحيدة لدينا . وان كانت مهمتي في الخارج فمن الممكن ان اعيش بسعادة كاملة .

    وكدت ان اصمم على مفاتحة فاضل في الصباح ولكنني لم اقرر رأيا ثابتا وقضيت ليلتي في افكار حلوة جميلة حتى استلمت الى نوم عميق . وفي الصباح تلقيت هاتفيا من فاضل يسأل عن صحتي ويؤكد علي تناول الغداء معه فاعتذرت بموعد سابق واتفقنا على العشاء ومرة ثانية جلست على مائدة العشاء مع وداد وفاضل وزوجته ، جلست وايماني يزداد ان وداد قد خلقت لي واني خلقت لها وبقيت صامتا ، رغم ان كل عرق من عروقي يكاد ان ينطق بكلمة ، كلمة خفيفة في لفظها زهيدة في حروفها ، كلمة حب ، وحسبها ان تشغل كيان انسان .

    ولكن فاضل تدارك صمتي وربما نسبة للخجل فأخذ يسألني عن خروجي من مسقط واخذ يتابع السؤال حتى التقينا في ميدان التحرير ، وكنت انا اندفع لاخباره بصراحة وتفصيل فقد كان هنالك دافع يدفعني ، كنت أريد ان تعرف وداد عن كل دقائق حياتي فاذا ما تقدمت لخطبتها كانت لديها فكرة شاملة عني .

    انك تذكر يا فاضل كيف عشنا مدرسين بالمدرسة في مسقط ، وتذكر كيف كنت اكمل على راتبي لقطع قيمة بطاقة التموين ، تذكر ان راتبي كان ستا وخمسين روبية وان بطاقة التموين تكلفني ثمانين روبية وذلك للسكر والحنطة والارز ليس غير ، فبماذا اسد باقي مطالب الحياة ، ولكنه لطف الله ، فقد عين السيد عبد الباري الزواوي مدير التموين فكان يعرف حاجات ابناء وطنه من الموظفين خاصة ، وكنت احد هؤلاء فكان يرسل لي بين حين واخر بطاقة تموين ابيعها في السوق لاحد التجار فاوفي بذلك ما تجمع علي من ديون ، ولكن الى متى تمشي الحال على هذا المنوال ؟؟

    للحــــــــــدبث بقية

    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #323166
    طـــلال
    مشارك

    نكمل معكم القصة

    ان هناك منغصات اخرى لا تخفى عليك يا فاضل .. هل تذكر رحلتنا الى ((السيب)) عندما توسطنا الطريق ومررنا على قرية صغيرة حيث وجدنا امرأة تستر جسمها بشبكة صيد السمك ، هل تذكر حديث القروي ان زوجته واخته تتبادلان الخمار اذا ارادتا ان تخرجا خارج البيت ، هل تذكر البستنا المرقعة ، ثم هل تذكرة بطاقات التموين التي كانت تسلم لرؤساء القبائل بعشرات الالاف من الروبيات ، فيبيعونها في السوق السوداء على حساب الفقراء مقابل ولائهم لحكومة مسقط . هل تذكر احوالنا انذاك ؟؟

    وما كان فاضل ليجهل ذلك فقد طبعت تلك الفترة بقلبه جروحا ما زال يعاني آلامها كلما خلا نفسه ولكنه كان يعتمد استدراج صديقه لسرد ذكرياته وعاد يقول له : (( احد علينا خبر استقالتك )) ولم يل عليه خالد اذ اجابه بانه استقال ولحسن حظه لم يعارضه احد وعلم مدير الجمارك عن استقالته فارسل اليه يريد توظيفه وعرض عليه راتبا يبلغ سبعين روبية فطلب خالد تسعين فرفض المدير المحسن وصمم على الخروج من مسقط بعد ان شغل وظيفته التي اراده مدير الجمارك احد الباكستانيين براتب بلغ مائة وخمسين روبية ، واستمر خالد يحدث صديقه قائلا : (( ان علي الان ان احصل على جواز سفر وتلك مهمة عسيرة لم اوفق فيها لاني موظف مستقيل فصممت على الذهاب الى دبي ، وهنالك علمت ان شركة انكليزية تضم موظفين وعندما قصدت مديرها سألني عن الراتب الذي اريده ، لم اطلب كثيرا فقد كنت في حاجة الى عمل فقلت : (120 روبية )) ووافق المدير واخبرني ان محل عملي سيكون مترجما بجزيرة مصيره وفي مصيره ايضا لقيت الاذى ، ليس في عملي فقد كان ذلك المصدر الوحيد لراحتي ولكني تألمت لحالة العمال من ابناء وطني ، فلقد منحت الشركة مقاولة تغذية لا حد التجار الهنود فاخذ هذا يتفنن في تزويدهم برديء الطعام وعينت طبيبا يهوديا لمعالجة عمالها وموظفيها وعندما شكا العمال سوء الطعام حكم الطبيب باه صالح ، صالح رغم الدود الذي يتبخر بين التمر والطحين وكان من ضحايا هذه المعاملة زميلي وصديقي محمد حبيب شنون الذي اشترك في اضراب موظفي الجمرك عام 1941 ثم هرب اثر الامر بحبسه وحصل في الاخير على عمل في مصيره حيث لاقى اجله رحمه الله .

    وكنت بحكم ترددي على مسقط قد تمكنت من اقناع المسئولين بإعطائى جواز سفر واستقلت من الشركة وسافرت الى قطر وعملت هناك كاتب عند احد المقاولين )).

    وعاد فاضل يأل صديقه عن استقراره بعد هذه السنوات من الكفاح في سبيل العيش وكانت مناسبة لخالد لم يكن ينتظرها قال : (( لقد كنت سعيدا يا صديقي اذ وجدتك تعيش في عش الزوجية ولكم اتمنى ان اوفق الى زوجة صالحة تشاطرني حياتي ، ليست هنالك موانع مادية تحول بيني وبين الزواج ولكنها عمان يا اخي نحمل همها بفخر واعتزاز منذ النشأة . فانا لا اكتم عليك اترقب الامر من زعمائي لخوض المعركة وانت تعلم باعتداء سلطان مسقط على دولة الامام وتعلم بضرورة وجود هذه الدولة بعيدة عن نفوذ الاستعمار لما تتمتع به من استقلال وثروة وامكانيات وعلى فرض تأجيل ذلك الان فان الاوضاع السيئة التي تعيشها بلادنا تفرض علي ان اعيش اعزب لاتحمل ما علي من مسؤولية نحو بلادي )).

    أترك دموعك تنهمر

    مأساة القرن العشرين

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #323174
    EMPEROR
    مشارك

       قصة  حلوه  قريتها امس  خلصتها اليوم  

    #323180
    طـــلال
    مشارك
    #323306
    طـــلال
    مشارك

    نكمل الحديث

    واجاب فاضل : (( هذا يتوقف على الزوجة التي تختارها يا خالد ، قد تكون هذه الزوجة سندا لك في هذه المهمة المقدسة )) .

    كانت وداد تصغي الى محاورة الصديقين ولم تكن زوجة فاضل اقل حظا في الاصغاء بل انهاء ادخلت على المحاورة جوا من الخفة اذ شاركت زوجها في دفع خالد الى الزواج الامر الذي جعل خالد يفكر في ان هنالك خطة مرسومة لاغرائه لولا انه يعرف صديقه فاضل ودخوله الى كل موضوع مباشرة دون مراوغة .

    وفجأة قال خالد لصديقه : (( انني مقتنع بوجوب الزواج ولكن تنفيذ ذلك مقيد بحصولي على امرأة مثقفة تفهم الحياة الزوجية عن وعي وادراك وتتزوجني على انها معي في عمان ، واذا حصلت على مثل هذه المرأة فمن المكن ان اعالج مشكلة واجبي نحو وطني لانني سأعيش مع من تفهم هذا الواجب … وانسحبت وداد من الحجرة متظاهرة بانها تجهز لهم قهوة في حين اجاب فاضل صديقه بصعوبة الحصول على امرأة كهذه واخذ يمزح معه (( يابا انت تذرع السماء ، ان المثقفات يردن محيطا عاليا يناسب أزياءهن ومطالعاتهن ، والله افضل لك المرأة الجاهلة اذا كنت تحب ان تعيش في عمان )) . وادرك خالد ان الحديث هذا لم يدبر بل جاء عفوا ولكنه ادرك اشياء من انسحاب وداد .

    وسافر خالد من الكويت وعاد الى عمله في قطر وكانت حياته هناك توحي له بكثير من الافكار فهو يعيش في حجرة بأم سعيد يقضي نهاره في العمل ويتنزه عصرا مع اصدقائه فاذا ما جاء الليل اوى الى حجرته وانهمك في افكاره ، لقد كانت قضية وطنه تملك عليه تفكيره قبل ان يلقى صديقه فاضل اما الان فقد شاركتها قضية القلب . لقد احب خالد وداد فهو يفكر فيها ايضا ليلا ونهارا ، انه لمس من وداد مشاركة له في هذه العاطفة نظراتها ، صمتها مظهر الخجل ، انسحابها عندما تكلم عن المرأة المثقفة . ترى هل يكتب لفاضل خاطبا وداد ؟ هل يكتب لوداد مخبرا عن وصوله بسلامه ؟ ليكتب رسالة الى فاضل وزوجته

    أترك دموعك تنهمر

    مأساة القرن العشرين

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #323507
    طـــلال
    مشارك

    واجرى الى وداد وكتب :

    اختي الكريمة وداد :

    تحية العروبة ،

    لست ادري كيف اشكرك على حسن رعايتك خلال وجودي بالكويت ولكني لا استغرب ذلك فان اخاك قد اظهر لي من الفضل والاخوة ما يجعلني احمل له وافر الشكر مدى الدهر فانا اعتبره قد طوقني بمعروفه اذ جعلني فردا من افراد البيت وكذلك شعوركم انتم ايضا .

    لقد تأثرت لقصتك وخروجك من وطنك في سبيل مبدأ كريم ، وانا اشاركك في نفس السبب وارقب اليوم الموعود بالعودة الى الوطن ان شاء الله )) . .

    وضع الرسالة في رسالة فاضل ولكن وداد اجابت في رسالة منفردة وكانت رسالتها مليئة بتقدير خالد وحماسها لقضية عمان ودعائها الى العاملين في حقلها بالنصر .

    واستمر المكاتبات بين خالد وداد بريئة نبيلة ، ولكنها قادت الطرفين الى تفاهم بينهما وربطت خالدا برباط وثيق فقرر ان يخطب وداد من اخيها وكتب رسالته وجاءه رد فاضل :

    اخي الحبيب خالد ،

    تحياتي لقلبك الكبير

    لقد استلمت رسالتك الكريمة واشكرك على ثقتك بنا ورغبتك في التقرب من اسرتنا . انت تعلم يا اخي اني انظر اليك نظرة الاخ الشقيق فايام الشدة التي كابدناها سوية في مسقط والاخوة التي ربطتني بكثير من ابنائها جعلتني اشعر اني مهاجر عماني في الكويت لا عراقي . وصدق اني ارى زواجك بوداد عضدا قويا لي والرجل الذي اجده كفوءا لها ولذلك بادرت بمصارحتها وزدتها بوجهة نظري نحوك وكان لحسن الحظ انها تحمل نفس الانطباع ولكنك يا خالد تقدر بعدها عن امها ومسقط رأسها ولذلك فقد كان جوابها يعتمد على انها لا ترغب في الزواج بالوقت الحاضر وانها ستنظر في ذلك عند عودتنا الى العراق )).

    وتلقى خالد الرسالة فقرأها مرارا وصمم ان يعيش مع الامل وان يعتبر الزواج من وداد سبيلا من سبل كفاحه .

    ومرت اشهر لم تنقطع خلالها المراسلات بين خالد وفاضل وكان يكتب لوداد في بعض المناسبات كتب لها عن العدوان على مصر وكتب لها عن قضية النفط العراقي وما ذاع عن تزويد اسرائيل به وعن التنكيل بالاحرار في العراق ، وهنأها بعيد الفطر وكتب ايضا انه يتدرب الان على التمريض لدى صديق له بمستشفى قطر .. لماذا ؟ وعرفت وداد السبب ، ان خالد يهيئ نفسه لمعركة عمان وانه ليشعر بدور التمريض في المعركة المنتظرة … وشكرته وداد على ذلك وكتبت له : جميل يا خالد لقد التقينا اخيرا في شيء واحد )) واطرق خالد وهو يقرأ هذه العبارة وسأل نفسه (( ترى الم نلتق في الحب ايضا ؟؟ ))

    أترك دموعك تنهمر

    مأساة القرن العشرين

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #323730
    طـــلال
    مشارك

    وفي مايو عام 1957 تلقى خالد رسالة من الزعيم صالح بن عيسى الحارثي : (( انني اشكرك على رسائلك وهي تلقى منا دراسة لما تحويه من صراحة واخبار وملاحظات ، وقد كتب الله لنا النجاح بما رسمناه لك وعليك ان ترهف اذنك وتواصل ))..

    وطوى خالد الرسالة ولم يخف عليه معناها ، انه يعلم مهمته حق العلم ، ان مهمته هي التكتيل للثورة وتكوين مركز قوى للمجاهدين في قطر شأن غيره من شباب عمان في بلدان الخليج العربي ، فاذا ما دقت ساعة الجهاد هبوا جمعيا الى نزوى مقر التجمع . وبدأ حالا في الاستعداد للاشارة ، فاتصل بانصار الامامة واجتمعوا ذات ليلة وتبايع مائة وخمسون مهاجرا عمانيا على العودة الى الوطن وتحريره ووضع خالد يده في يد الجماعة وبايعهم ايضا على العودة وتركوا له تعين اليوم ، وفي يونيه 1957 أستلم خالد برقية من احد اصدقائه هذا نصها : يزوركم طه بعد شهر استقبلوه .
    توقيع : احمد الجابري

    وفهم خالد كل شيء ، وبادر بطلب ثلاثين متطوعا من المائة والخمسين حسب التعليمات التي لديه وطلب منهم السفر ولم يتردد هؤلاء فقد استقالوا من اعمالهم ولم تكن تتعدى حراسة المنشآت وكتابة اسماء العمال والعمل بالبناء وخرجوا من قطر للجهاد في ارض الوطن ، خرجوا وكلهم ايمان بعدالة قضيتهم والاخلاص لامامهم ودعهم الجميع على الميناء وقل من يعرف سبب هذا السفر . وفي الباخرة الثانية سافر ثلاثون آخرون وعن طرق السفن البخارية سافر ستون واوشكت مهمة خالد ان تنتهي وبدأ يستعد للسفر مع الدمعة الاخيرة ولكن بيانا اخر ورده مشيرا بالتأخير وانتظار التعليمات .

    وذاعت اخبار الثورة منذ ان عمت دعوة الامام غالب لا استرجاع نزوى وهب المجاهدون من كل مدينة من عمان الداخلية يتحينون الفرصة لاخراج ولاة سلطان مسقط ثم دخل الامام نزوى وسلمت له المدن الرئيسية وعادت الامامة كما كانت قبل العدوان .

    وادرك السلطان خطورة موقفه ، لقد عز عليه ان يعود الى حدوده عام 1955 وابى التسليم بالواقع الذي اظهره له تأييد الشعب لامامه والموقف الكريم من للامام بحيث اوقف تقدم الجيش . وبدلا من ان يمد يده الى قرين له من قومه مدها الى عدو له من غير قومه فدخل الانجليز المعركة ، وكأنهم اسراب الجراد ، وصمد المجاهدون وقاوموا على ابواب نزوى فانتصروا في معركة فرق وهزموا امير اللواء ( روبرت ) وارتفعت الراية البيضاء على قلعة نزوى خافقة متباهية ولكن الانجليز اعادوا تشكيل جيشهم واعتمدوا على الطائرات ، فقصفوا القلعة فلم يؤثر فيها القصف ، ومزقوا العلم الابيض برشاشات الطائرات ففوجئوا بعلم اخر يرتفع فمزقوه ثم فوجئوا بثالث وهكذا دواليك حتى ادركوا ان هذه القطعة البيضاء اغلى من النفوس واقوى من الرشاش واعلى من الطائرات .

    واشتد الهجوم على نزوى وقست الطائرات على المدنيين فما كان من الامام الا ان استشار رفيقيه سليمان بن حمير وطالب بن علي فرأوا وجوب التحصن في الجبل الاخضر حيث تحميهم الطبيعة وحيث يمكن ان يضمنوا سلامة السكان من عدوان الطائرات .


    للحديث بقية


    أترك دموعك تنهمر

    مأساة القرن العشرين

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #1146904
    فكر
    مشارك

    السلام عليكم

    هل يملك أحدكم تتمة هذه الرواية؟

    أو نسخة إلكترونية منها؟

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 15)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد