قادتني سيارتي ذات ليلة إلى سوق السيب ومررت في الشارع الساحلي المحاذي للسوق وهالني ذلك العدد الكبير من الناس – وأغلبهم أن لم يكن كلهم – من الشباب وهم يتـفـنـنـون في القضاء على الوقت  وكأنه عدوهم اللدود  ،  غاظني شاب يمشي الهويناء بسيارته المزيونة غير عابىء بزمجرة السيارات من خلفه وعجبت من شباب لا  تكاد تراهم ودخان النارجيلة يحفهم  ، وآخرون تبضعوا هنا وهناك يتسامرون في القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال .
فأين الوعي بأهمية الوقت  ، وأين تلك الجهات التي تتبنى الشباب ووقتهم الثمين  ، وأين شبابنا من الإدراك بوجود طرق كثيرة لقضاء وقت الفراغ أكثر فائدة من التسكع في سيارة مديونة أو ارتشاف السموم الضارة .