كانت حكاية طويلة .. قتلتها الأيام على أيدي الجريمة .. فأصولها عميقة .. وأسبابها حب حياة السعادة والبقاء ..
حفرت صورتك بداخلي .. فلم تغادره إلى يومي هذا .. حديثك كان قيثارة تغني على أوتارٍ من زهور الربيع .. وومضات عينيك الخجلى كانت شعاع الأمل القادم .. أما ابتساماتك فلوحة فنان أضاءت الأرض نورا .. وملأت الآفاق سحر الوجود ..
كان اللقاء الأول بحديث على أرجوحة أجنحة طائر همسة به تخيلاته أن يواصل الطيران .. ولم يعلم بأن للطيران حدود !! .. كان يوما عاصفا برعود الذكريات وتوهج أصول الكيان على رنين همسٍ مرصّع بغرة في أعلى الجبين .. نسيت نفسي أو تناسيتها.. فأحسست بأني أبحر مع عبلة لا بل مع عزة أو أقول مع ليلى .. كلهن كنّ شيء واحد في سرج خيالي .. كلهن طرقن بابي .. ضيعن صلاتي وتنهدات دعائي .. أبحرت وأنا على أمل الرسو في مدينة السعادة .. حيث بركات الغفران .. فلا هم .. ولا كدر .. ولا ظنون .. ولا شيء غير الحب فالحب إلى آخر الطريق .
توالى الحديث .. وطال الأمل الموعود .. ولم أعلم أني مسكين فقير .. لكن الحب أماط لثام الفقر كنوز .. صارت الدنيا لا مأوى مأمون .. فبدون ليلى الدنيا جحيم .. وإن لونتها أقاصيص وأساطير .
رسمنا الحياة .. البيت .. الأولاد .. التفاهم والعلاقة الأزلية ..فامتزجت الروحان .. وصارت البهجة والابتسامة أبرز معالم جمهورية عالمي المجهول .. وفجأة وبدون سابق إنذار .. دخل الوجه الصارخ حبلا مقطوع .. فأطاح بتيمنات الغد وتلهفات المستقبل المنتظر .. فبؤساً لليوم الذي أُطلقت فيه صنوف الهول العظيم .. حيث النبأ الذي أرق مضجعي .. فقد كان يوما حاسدا غيور ..نبأ له من العرف والعادات ضيم كبير .. فآه وألف آه للعرف وللعادات ولأمور تفني العمر وما تعود .. تحطم قلبي .. وغيض دمعي .. فآه لمساوئٍ غزت سويداء قلبي بسيوف ورماح تغور .
عزمت أمري .. ولمست دربي لجلب الحقيقة التي قد تسود .. لكني وجدت قتل الحب على طريقة الجزارين طريقة لا تغتفر .. فعنوان دربي الذي أرداني القدر إليه قد أتعبني مسيره .. فعدت والقلب قد أخمد لهيبه .. بعد أن أطفأته بأعذار خيانة القدر الذي ساقني لذلك اللهيب .. وهاأنذا أطفأت توهجات قلبي كلها إلا جزء مكين .. سيبقى يضيء إلى الأبد بصمة وفاء ومحبة وصدق لحبيبتي الأولى .. فما الحب إلا للحبيب الأول .. وإن جار الزمان .
وفقنا الله جميعا لننعم بما وهبنا إياه …

مرسل مع التحية للحبيب فقط
أبو بلعرب