مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #4967
    مجالسنا
    مدير عام

    لا يعبر الشعر عن المعنى من خلال التجريدات بل من خلال الجزئيات العينية ذات الأهمية القصوى التي لا تقتصر على التجميل.
    وتعقد تلك الصور مقارنات من أنواع مختلفة ومن ثم فهي وسائل مهمة من وسائل التفسير. وتؤثر الصور في المعنى بطرق مختلفة غير مباشرة، لذلك يصعب تقديم تعريف دقيق أنيق لوظيفتها. ولم يعد القول العتيق بأن الاستعارة أو التشبيه وظيفتهما الإيضاح والتجميل صالحا، وتبدو الاستعارة وكأنها تقدم وصفا بديلا، وصفا أبسط وأكثر ألفة وأيسر استيعابا. حقا أن المقارنة الاستعارية غالبا ما تقوم بذلك، ولكنها الوسيلة الوحيدة في الشعر التي يستطيع بها الشاعر أن يصف لنا الموقف الذي يريد تقديمه، وقد تكون المقارنة دقيقة وعميقة.
    فإحدى وظائف الاستعارة هي اكتشاف الحقيقة لا توضيحها فحسب بمعنى تبسيطها. كما أن التجميل يتضمن شيئا من التزييف الجزئي (أي إضافة تلوين خاص أو زخرفة خاصة) ولكن للمقارنة الاستعارية وظيفة بنائية، فهي الطريقة الوحيدة المتاحة أمام الخطابوهي جزء من أساس القول وليست زائدة تجميلية، وليست الاستعارات ذات الفاعلية في حاجة إلى أن تمضي أو تشير إلى موضوعات جميلة، فبعض موضوعاتها محايد أو دميم (كما في الهجاء).
    ويخطئ الإيضاح والتجميل الهدف باعتبارهما الوظيفة الأساسية للاستعارة. فالاستعارة وسيلة للحدس والاستبصار وهي أداة للخلق وليست قشرة يمكن نزعها عن لب موجود بدونها، وهي جزء بنائي لا يمكن فصله عن القصيدة كما لا يمكن التعبير بأشياء غيرها. إنها ترتبط بالمعنى الكلي المكتمل للقصيدة ارتباطا مرنا مرهفا، وليست الاستعارات أدوات ميتة خاملة تبعد القارئ عن قلب القصيدة ببهرجها الخاص كأجزاء من زينة غبية لا تلفت النظر إلا إلى نفسها، فوظيفتها الإضافة إلى المعنى الكلي وخلقه داخل سياق خاص.
    وحينما يكون الهدف إبراز معنى فلسفي، فقد تكون المقارنات والمقابلات مفصحا عنها سافرة، وقد تكون الأشياء التي تعقد بينها المقارنة مختلفة صارمة الاختلاف، وقد لا تكون الأشياء شعرية بالمعنى السطحي بل دميمة متنافرة، غير سارة في ارتباطاتها وتداعياتها، ملحة على منطق معين (أو منطق زائف) في براعة حيلها، وتقريبها بين ما هو متباعد في استخدام سافر جسور لمبدأ التماثل.
    ويستخدم مبدأ التماثل في الشعر الرومانسي بطريقة مستترة حيية، فبدلا من الاستعارات التي تعلن في سفور إن (أ) هي (ب) نجد هذا الشعر يتجه نحو استعمال الرموز أي استخدام صور في سياق مرتب بإحكام بحيث تومئ (أ) إلى (ب) وتوحي بها، ويبدو أن الاستعارة هنا قد اختزلت إلى حد واحد أو طرف واحد أي أصبحت مضمرة بدلا من أن تكون سافرة طافية على السطح.
    مثل قول دعبل الخزاعي:
    لا تعجبي يا سلم من رجل
                ضحك المشيب برأسه فبكى
    ……………………………………………

    أنا مسلم لا البغي يقهرني كلا ولا الاهمال والكسل
    قلبي إلى الرحمن مبتهل وإلى ثباتي يطمح الجبل

    #332514
    مجالسنا
    مدير عام

    أينكم جلاسنا الاعزاء ، أينكم من الاستعارة في الشعر العربي وفي الشعر العماني ، ولكن هل تعرفون أولا الاستعارة ؟؟
    الاستعارة هي: تشبيه حذف أحد طرفيه ، وتنقسم إلى استعارة تصريحية واستعارة مكنية .. هذا بكل بساطه الاستعارة ومن اراد التعمق في هذا الموضوع عليه الرجوع إلى أمهات الكتب البلاغية وهي اسرار البلاغة والبلاغة والتحليل الادبي وغيرها من مثل هذه المصادر .
    ………………………………………………..

    أنا مسلم لا أعرف النسب       وغيري يسارع يبتغي العرب

    #332521
    فتى سمائل
    مشارك

    شكرا أخي الناعبي والاستعارة ليست بعيدة عنا بل هي صلب محبتنا فزدنا فيها علما بوركت وشكرا

    ليس بعاقل من لا يحبك ياسمائل
    تسكنين الروح وتعانقين الوجدان
    وتحكمين على القلوب يا مليكة القلوب

    #334480
    أبو لينا
    مشارك

    مشكور على الموضوع الحلو

    الوحدة داء ، والفرقة داء ، والحرب داء ، وكلها تحتاج لقلب يعرف معنى الحياة

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد