بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الشيخ حامد بن ناصر بن حامد الشكيلي  رحمه الله بقلم أحد تلامذته
كان الشيخ حامد بن ناصر  مدرسا بجامع نزوى برهة من الزمن وبلغني أنا بدأ التدريس لما كان سيف بن حمد بن سيف البوسعيدي واليا في عهد السلطان فيصل بن تركي ثم في عهد الإمام سالم بن راشد الخروصي ثم في عهد الإمام محمد بن عبد لله الخليلي رحمه الله في سنة 1364 هجريا وذلك لأني درست عنده النحو 1362-1363 هجريا ورجعت بلادي فنجا ولما رجعت في السنة التالية وجدته متوفى .
كان رحمه الله ملما بعلوم العربية ، وخاصة علوم النحو ، وبلغني أنه حصيت أعوامه التي درس فيها ،فوجدت أربعين عاما ، وفي كل يوم ما عدا الجمعة يصبح للتدريس إلى الظهر ، لا يعتريه كلل ولا ملل ، ويراجعه بعض الطلبة في منزله بعد صلاة العصر ،  أنفق أيامه في العلم والتعليم تجده دائما منبسطا نشيطا ولا يقبل أن تخرج عنه الطلبة ، ولعل الشيخ سليمان بن سالم الكندي الذي تخرج من مدرسته مدرسا بعلاية نزوى ، رأى الازدحام عليه ، فرحم شيبه فقال لبعض الطلبة تعالوا عندي لأن الشيخ عنده ازدحام فخففوا عنه ،وبعد يومين فقد الشيخ بعض الطلبة ، فذهب إلى بيوتهم ، وقال لهم ما الذي انتقدتم علي حتى تنقطعوا عني فأخبروه فغضب على سليمان غضبا شديدا وقال يا بالأمس تخرج من مدرستي واليوم تسول له نفسه ذلك لا أرضى إلا أن تعودوا فعادوا إلى سليمان فعادوا على سليمان فطلبوا منه وبلغ سليمان فقال : عودوا إليه ، وإنا وإياكم لتلامذته .
كما أنه ذات يوم قال الإمام الخليلي رحمه الله لبعض الطلبة الصغار الذين لم يبلغوا : إنكم لا تفهمون ، فلو قرأتم في مبادئ العقيدة والدين والأنوار كان أفضل فامتثلوا الأمر ، ففقدهم الشيخ ، فسئل عنهم فأخبر بذلك ، فذهب في اليوم التالي إلى الإمام وقال له : عندي سؤال ، ماذا كان ابتداء تعليمك ، فقال النحو ، فقال كيف تمنع الطلبة ، أنا لا أرضى منك بذلك ، فأمرهم الإمام بالعودة فعادوا . هذا وقد تخرج العلماء والقضاة والمدرسون من مدرسته ثم من تلامذته الذين تخرجوا عنه ، ولا ولا تستطيع عد وحصر الذين تخرجوا ، وحسبنا أن نذكر الذين بلغنا عنهم والذين شاهدناهم ، ونذكر فيهم درجتين الأولى العلماء والقضاة ، والثانية بقية المتعلمين ، كان رحمه الله كفيف البصر فاتح البصيرة ، فقير المال غني النفس ، صبورا قنوعا يرضى من العيش ما يسد رمقه وعياله ، وكان لا يقبل من الطلبة أن يكتبوا العبارة خوفا أن يتكلوا على الكتابة ، ويطلب منهم حفظها ،و وكان لا يعبر لهم حتى يكملوا القراءة ، فيعبر لهم على قدر أفهامهم ، فيخرجون من عنده غير فاهمين للعبارة ، فإذا جلس أحدهم أوكلهم في ناحية من نواحي المسجد ، ترجع لهم تلم العبارة شيئا فشيئا حتى تكتمل ، ذلك سر من الأسرار التي وهبها الله عز وجل له ، وكان له أسئلة نظيمة لفقهاء عصره ،وبلغني أن رجلا من المخالفين يدعى محمد سعيد جاء يبحث ذات يوم في علم الصرف ، والأكثر في صيغة منتهى الجموع ، وجمع التكسير ، والمتعلمون حوله فعدوا سبعين وزنا ، ويتوفى رحمه الله وجامع نزوى مملوء بالطلبة ، وفقدت الأمة شخصا عظيما ، وبالعلم كريما وكان الفقهاء والعلماء والمتعلمون عيالا عليه ، وهو لهم أب في فن النحو والعلوم العربية ، وأخلفه بغض تلامذته الين تخرجوا من مدرسته ولله الأمر من قبل ومن بعد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
أولا درجة العلماء والقضاة الذين تخرجوا على يده
1/ الشيخ العلامة الفقيه الباسل الغضنفر القاضي : محمد بن سالم بن زاهر الرقيشي ( إزكي ) رحمه الله
2/ الإمام غالب بن علي بن هلال الهنائي ( بلاد سيت ) أبقاه الله
3/ الفقيه القاضي منصور بن ناصر الفارسي ( فنجا ) كان قاضيا بولاية بدد فنقله الإمام إلى ولاية نزوى فقي فيهل إلى أن مات رحمه الله .
4/ الفقيه القاضي سعيد بن ناصر بن خميس السيفي ( نزوى ) رحمه الله
5/ القاضي أحمد بن ناصر بن خميس السيفي ( نزوى ) رحمه الله
6/ الفقيه القاضي سفيان بن محمد بن عبد لله الراشدي ( القريتين ) لكنه قاض بنزوى إلى أن مات رحمه الله
7/ الفقيه قسور بن حمود بن هاشل الراشدي (القريتين ) كان قاضيا ثم ذهب إلى أفريقيا رحمه الله
8/ سرحان بن مراش العامري ( القريتين ) كان قاضيا ثم استقال ففضل العزله رحمه الله حتى توفي
9/ سالم بن قسور الراشدي ( القريتين ) أبقاه الله تردد القضاء في عدد من الولايات
10/ الفقيه القاضي سعود بن سليمان بن جمعه الكندي أبقاه الله ( نزوى )
11/ القاضي سعود بن سليمان بن محمد الكندي رحمه الله ( نزوى )
12/ الفقيه سليمان بن سالم الكندي (نزوى ) كان فقيها ومدرسا وخطيبا ينوب عن الإمام أحيانا في صلاة الجمعة
13/ الفقيه صالح بن نصر لله الكندي ، كان عالما بأمور الدين ( نزوى )
14 الفقيه القاضي محمد بن شامس البطاشي رحمه الله ( المسفاة ) بولاية قريات
15/ الفقيه القاضي خالد بن مهنا البطاشي أبقاه الله ( المسفاة ) قريات
16/ الفقيه القاضي عيسى بن سالم بن فريش الشامسي ( فنجا ) رحمه الله
17/ الفقيه القاضي حمد بن محمد بن زهير الفارسي رحمه الله ( فنجا )
18/ الفقيه القاضي سيف بن محمد بن سعيد عافاه الله ( فنجا )
19/ الفقيه القاضي حمود بن عبد اللة الراشدي أبقاه الله (سناو) المضيبي
20/ السيد اغلفقيه القاضي حمد بن سعيد البوسعيدي رحمه الله ( الشريعة سمد الشان )
21/ الفقيه القاضي حمد بن عبد لله البوسعيدي رحمه الله ( الشريعة سمد الشان )
22/ الفقيه القاضي أبو عبيدة عبدلله بن نجو البلوشي رحمه الله ( قريات )
23/ القاضي مالك بن محمد بن حمد العبري ( الحمرا )
24/ القاضي عيسى بن حمود الراشدي من بني راشد رحمه الله (و ادي بني رواحة ) سمائل
25/ الفقيه زاهر بن عبدلله العثماني ( نزوى )
26/ القاضي يوسف بن سعيد بن حميد الرواحي رحمه الله ( وادي محرم ) وكان هو أحد قراء الإمام محمد بن عبد الله الخليلي
القاضي محمد بن علي الشرياني ( بهلا ) ثم سكن منح إلى أنتوفي
27/ الفقيه القاضي سليمان بن راشد الجهضمي ( سمد الشأن )
28/ الفقيه أبو يوسف حمدان بن يوسف اليوسفي ( السيب ) هاجر منها لطلب العلم ، فأخذ مبادئ النحو من الشيخ المدرس آنذاك منصور بن ناصر الفارسي بفنجا قبل توليته القضاء ثم أكمل دراسته للنحو بنزوى عند المدرس حامد بن ناضر وتخرج مدرسا بعلاية سمائل وتخرج من مدرسته كثير من الطلبة منهم الشيخ عبدلله بن علي الخليلي والمدرس سعيد بن سالم المعروف والمدرس علي بن حمد الناعبي وعلي بن منصور الشامسي وسالم بن سعيد الأزكوي وغيرهم ، وكان حمدان رحمه الله خليفة للشيخ حامد في علم النحو ويلقب بشيخ النحويين
وفي وقت آخر نوافيكم بباقي القائمة

ليس بعاقل من لا يحبك ياسمائل
تسكنين الروح وتعانقين الوجدان
وتحكمين على القلوب يا مليكة القلوب