الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات المتنبي شاعر العربية الاوحد

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #4995
    مجالسنا
    مدير عام

    المتنبي
    المتنبي خلاصة الثقافة العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة. هذه الفترة كانت فترة نضج حضاري في العصر العباسي ، وهي في الوقت نفسه كانت فترة تصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العالم العربي . فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء، وقادة الجيش ومعظمهم من الأعاجم، ثم ظهور الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام ، ثم تعرض الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية ثم الحركات الدموية في داخل العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة.
    لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ثم هم وسائل صلة بين الحكام والمجتمع بما تثبته وتشيعه من مميزات هذا الأمير وذلك الحاكم ، فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك. والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلا يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعرا معروفا استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته.
    في هذا العالم المضطرب المتناقض الغارق في صراعه الاجتماعي والمذهبي كانت نشأة المتنبي وقد وعي بذكائه ألوان هذا الصراع وقد شارك فيه وهو صغير، وانغرست في نفسه مطامح البيئة فبدأ يأخذ عدته في أخذه بأسباب الثقافة والشغف في القراءة والحفظ. وقد رويت عن أشياء لها دلالاتها في هذه الطاقة المتفتحة التي سيكون لها شأن في مستقبل الأيام والتي ستكون عبقرية الشعر العربي. روي أنه تعلم في كتاب كان يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعرا ولغة وإعرابا. وروي أنه اتصل في صغره بأبي الفضل بالكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله. وروي أنه كان سريع الحفظ، وأنه حفظ كتابا نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه، وغير ذلك مما يروى عن حياة العظماء من مبالغات . . .
    ولم يستقر في موطنه الأول الكوفة وإنما خرج برحلته إلى الحياة خارج الكوفة وكأنه أراد أن يواجه الحياة بنفسه ليعمق تجربته فيها بل ليشارك في صراعاتها الاجتماعية التي قد تصل إلى أن يصطبغ لونها بما يسيل من الدماء كما اصطبغ شعره وهو صبي . . هذا الصوت الناشئ الذي كان مؤهلا بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أدرك أن مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربه ومعارفه فخرج إلى بغداد يحاول أن يبدأ بصراع الزمن والحياة قبل أن يتصلب عوده، ثم خرج إلى بادية الشام يلقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم ويمدحهم فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص. كان في هذه الفترة يبحث عن فردوسه المفقود، ويهيئ لقضية جادة في ذهنه تلح عليه، ولثورة حاول أن يجمع لها الأنصار، وأعلن عنها في شعره تلميحا وتصريحا حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا :
    أبـا عبـد الإلـه معاذ أني          خفي عنك في الهيجا مقامي
    ذكرت جسيـم ما طلبي وأنا           تخاطر فيـه بالمهج الجسام
    أمثلـي تـأخذ النكبات منـه          ويجزع من ملاقاة الحمام ؟
    ولو برز الزمان إلى شخصا          لخضب شعر مفرقه حسامي
    إلا أنه لم يستطع أن ينفذ ما طمح إليه. وانتهى به الأمر إلى السجن. سجنه لؤلؤ والي الإخشيديين على حمص بعد أن أحس منه بالخطر على ولايته، وكان ذلك ما بين سنتي 323 هـ ، 324 هـ .

    أنا مسلم لا أعرف النسب       وغيري يسارع يبتغي العرب

    #332753
    ^الساحره^
    مشارك

    يقال اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
    وهذا ما يجب أن يفعل في موضوع المتنبي شاعر العربية الأوحد لكن كان لابدمن كلمة و هي ما نثره ابن رشيق القيرواني في حديثه عن المتنبي بأنه ملأ الدنيا وشغل الناس وهذا أمر ليس بالغريب لأن المتنبي كان أول شاعر اهتم به النقاد في عصره و هو لما يزل حيا أيضا الشمولية التي امتاز بها المتنبي في شعره فأنت تراه فيلسوفا تارة و عاشقا حتى الجنون تارة أخرى بل يتعجب ممن يموتون و لم يتذوقوا طعم العشق وهذا في قوله :
    أرق على أرق و مثلي يأرق        و جوى يزيد و عبرة تترقرق
    جهد الصبابة أن تكون كما         أرى عين مسهدة وقلب يخفق
    الى أن يصل الى قوله
    فعذلت أهل العشق حتى ذقته    فعجبت كيف يموت من لايعشق
    كذلك نجد تلك القوة الشعرية في السبك و التناسق في أبيات المتنبي خاصة في مديحه لسيق الدولة الحمداني الذي ارتبط به اسم المتنبي و الذي كان من الأوائل الذين احتضنوا المتنبي لغرض مدحهم لكن العلاقة بينه و بين المتنبي تطورت الى أن تعدت علاقة المادح بالممدوح و التي انتهت بموقف لم يحسب له سيف الدولة حسابا و لم يقف فيه الموقف الذي انتظره المتنبي من سيف الدولة فكان هذا الموقف نهاية العلاقة بين المتنبي و سيف الدولة و التي اختتمها المتنبي بقصيدته
    وا حر قلباه ممن قلبه شبم   و من بجسمي و حالي عنده سقم
    هذا الموقف الذي أثار عداء على سيف الدولة ممن عرفوا القصيدة و قرأواها لأن سيف الدولة كان عالما بشخصية المتنبي التي تأبى السكوت عن الحق فسكت
    من الأمور التي امتاز بها المتنبي و التي فهمت عن قصد أحيانا و عن غير قصد أحيانا أخرى الغرور الذي ملأ قصائده لدرجة أن بعض النقاد قالوا أن المسألة لاتتعدى كونها تعويض عن مركب النقص الذي يعانيه المتنبي بسبب أصله و عائلته و البعض ممن أحبوا المتنبي نظروا الى الأمر على أنه ثقة المتنبي بنفسه و بقدراته كان هو السبب في قصائد الفخر التي نظمها المتنبي
    المهم في هذا الموضوع أن المتنبي فعلا استطاع أن يجعل من شعرة أسطورة تتغنى بها الأجيل في كل عصر فقصائدة تحمل طابع التجدد الصالح لكل عصر
    ودمتم
      

    #334478
    أبو لينا
    مشارك

    لا بد من يعرف الجميع أن المتنبى شاعر العرب الأوحد ومشكور أخويal-naaebi على هذا الموضوع الحلو

    الوحدة داء ، والفرقة داء ، والحرب داء ، وكلها تحتاج لقلب يعرف معنى الحياة

    #337307
    مجالسنا
    مدير عام

    هذه الروح الحوارية التي يرقى اليها الانسان بالعلم والمعرفة ، ولكن اختي العزيزة أسمحي لي بهذا السؤال :
    ما موقف المتنبي من المرأة ؟ هل هي حبيبته و عشيقته أم الامه هي محور الحوار في شعر المتنبي والمرأة كان يبدأ بها قصائده لينفس عن الحب الذي عاشه في حياته متنقلا بين بادية واخرى وذلك في شبابه ؛ لكي يكتسب اللغة العربية ، ووجوده في كنف سيف الدولة جعله غير قادر على اظهار مشاعره لناس حتى لا يقال إن المتنبي يحب أخت سيف الدول كما يقال عنه في الدراسات العربية في وقتنا الحاضر !!!!!!!!!!!!!
    مع تحياتي

    من رام ان يسمو..اجتهد
    وعلى المطالعة اعتمد
    ذاكر وثابر يا فتى
    من يزرع الاغلى حصد
    أما النجاح فشرطه ..
    من جد – سباقا – وجد

    #337330
    ^الساحره^
    مشارك

    أخي العزيز مرحبا بك من جديد بعد غياب
    بالنسبة للمتنبي فقد كانت المرأة هي الأم و هي الأخت و الجدة و الحبيبة التي لم يستطع اخبارها بمكنونات نفسه فالمرأة عند المتنبي أيضا هي رمز الأمة وضميرها النابض ألم يكن المتنبي هو الذي قال
    و ما التأنيث لاسم الشمس عيب و لا التذكير فخر للهلال
    ألم يكن المتنبي هو الذي صرخ في قصيدته الرثائية في لاميته
    نعد المشرفية و العوالي و تقتلنا المنون بلا قتال
    اذن المرأة كانت وجدان المتنبي فهي ضمير الأمة وهي الحبيبة القريبة بكل علاقاتها القريبة و البعيدة
    أما بالنسبة لخشية المتنبي من الناس فهي أمر بعيد لأنه لو كان كذلك لما كتب قصيدته التي صرخ فيها مجاهرا بالحب
    فعذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لايعشق؟
    و بالنسبة للنقاد اليوم فاعذرني لكن البعض منهم يسقط سمات المتنبي العامة على شعره مما يفقده رونقه في أحايين أخرى
    و الله أعلم

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد