الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات لمحه من تراث ابن عربي

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #5851
    فتى قريات
    مشارك

    ولد محمد بن علي بن عربي في مدينة “مرسية” في الأندلس، لأسرة عربية عريقة معروفة بالتقى والعلم. وانتقل مع أسرته إلى اشبيلية فدرس هنالك القرآن والحديث والفقه على يد أحد تلاميذ “ابن حزم” إمام المذهب الظاهري في الأندلس. وكان في الثامنة من عمره حين وصل إلى إشبيلية

    وكانت نشأته الأولى نشأة فتى مترف في أسرة ثرية، فقد التفت إلى الصيد ومجالس الأدب، ولم تظهر عليه أمارات الزهد والتصوف. ولكن هذه الصورة تبدلت إثر زواجه من مريم بنت محمد بن عبدون بن عبد الرحمن الباجي. وكانت مثلاً صالحاً في التقى والصلاح والورع .

    له العديد من المؤلفات منها علي سبيل المثال الفتوحات المكية وهو أعظم كتاب له ألفه خلال أربعين سنه من وجوده في مكه وأنهاء بدمشق ،وكذلك “فصول الحكم”: ويعتبره النقاد أعمق كتبه وأكثرها تركيزاً وتلخيصاً لآرائه الصوفية ، وله أيضا تفسير ابن عربي: وهو تفسير ضخم للقرآن الكريم والعديد من المؤلفات الاخرى في الفكر الصوفي مثل القول بوحدة الوجود والله والانسان ، ويرى ابن غربي في كتاباته ان العلوم على ثلاث منازل
    1/ – منزلة هي علم العقل: وهو يبحث في الدليل وصحة الرأي وفساده
    2/- منزلة علم الأحوال: ويتوصل إليها بالذوق، وبالتجربة.

    3/- منزلة علم الأسرار: وهو فوق طور العقل. وهو أشرف العلوم، لأنه محيط بكل المعلومات. ويخص الأنبياء والأولياء.

    نشأ ابن عربي الاديب في عصر نضج فيه الأدب، وفي بيئة تعتبر تربة صالحة لنمو المواهب وصقلها، سواء أكان ذلك في طبيعة الأندلس الجميلة أم في التركيب السكاني المتنوع أم في الحياة الاجتماعية المترفة، فأزدهر شعره العربي وخاصة في فن الموشحات وله ديواني شعر الاول ما زال قيد الطبع والآخر أسماه ( ترجمان الاشواق)
    ونجد في شعره كل معاني التصوف التي شغلته مدى حياته، واستخدامه الرمز في معان كثيرة يمتزج فيها الظاهر بالباطن، والاتصال بالانفصال والستر بالتجلي والفناء بالبقاء، وهو يعبر في هذا الشعر عن العلاقة بين المفاهيم البشرية المختلفة في نطاق مذهبه الصوفي الفلسفي القائم على وحدة الوجود
    .
    كما تتضح في شعره المسألة الأخلاقية التي شغلته إنساناً ومتصوفاً وشاعراً. وهو
    يفيض في الحديث عن أخلاقية الأفعال الإنسانية من حيث ارتباطها بالخير والشر عرفاً واصطلاحاً وموافقة للغرض أو ملاءمة للشريعة.

    وهو صاحب الموشح الزجلي المعروف والمغنى حتى اليوم في بلاد المغرب

    شويخ من أرض مكناس

    وسط الأسواق يغني

    ايش عليّ أنا من الناس

    وايش على الناس مني

    يحسن ابن عربي استخدام النظم التوشيحي في مطالعه وأدواره وخرجاته وأقفاله. ونجد في موشحاته أصنافاً من النظم كالموشح الأقرع والمحير والممتزج وذي المثقال وذي الرأس… الخ.

    ومن أمثلة ذلك موشحه المشهور وهو مضفر ذو مثقال

    “مطلع”

    للِنَّاظرينْ
    لاَحَتْ عَلَى الأَكْوَانْ
    سَرَائِر الأعْيَانْ

    يُبْدِي الأَنِينْ
    مِنْ ذَاكَ فِي بُحْرَانْ
    وَالعَاشِقُ الَغيْرَانْ

    يستخدم ابن عربي مفرداته الخاصة التي تشير إلى مذهبه في وحدة الوجود والحيرة والشك الصوفي والذات الإلهية استخداماً بارعاً في موشحاته.

    وهكذا نرى ابن عربي يشد القارئ إلى التفكير في هذه الفلسفة الفكرية العالية المستوى ولكن في حقيقة الامر لا يجد منا في هذه الفترة الاهتمام الكبير الذي نجده لغيره من الكتاب ولهذا ندعوا أخواننا القراء إلى الاستفادة من هذه الكتب التراثية المهمة .

    والعلم زين وتشريف لصاحبه
    أتت إلينا بـذا الأنبـاء والكتـب
    فاطلب بعلمك وجه الله محتسباً
    فما سوى العلم فهو اللهو واللعب

    تم تعديلة بواسطة فتى قريات في 10-09-2001 10:06 ص .

    #342856
    ^الساحره^
    مشارك

    معلومات قيمة أخي الفاضل
    كذلك لابن عربي مجموعة من الرسائل التي يشرح فيها فكره في التصوف و في مذهبه التصوفي نجد اعتدالا في بعض الأفكار و تطرفا في الآخر شأن بقية المتصوفين خاصة فكره حول الشيخ و المريدين لكن الأمر الذي لاينكر أن فلسفة ابن عربي في التصوف أثارت الكثير من الدارسين و المهتمين بالتصوف و يعد العلم البارز في التصوف الى جانب الحلاج و ابن الفارض و غيرهم من المتصوفين

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد