فلنصنع (ايها الاحبة ) أفكارنا لان الذين لا يصنعون افكارهم بانفسهم ربما يفرض عليهم الاخرون الذين يسيطرون بيئيا او اجتماعيا او اقتصاديا او سياسيا فكرا ليس هو فكر الحق فيقودهم الى جهنم وبئس المصير،لذلك فان الاسلام يريد للانسان ان ينتج عقيدته وعاطفته واخلاقه وعاداته وتقاليده،وليس معنى ذلك ان نرفض تراثنا وتاريخنا ولكن ان نفهمه من خلال ان يكون لنا ترثناالذي تركه لنا الاقدمون ، وهو التراث الذي نصنعه من خلال ما نراه حقا لدى الاقدمين ، ومن خلال ماننتجه من حق ليكون تراثا رائدا للاجيال المقبلة .
لقد اعطانا الله كتاب السموات والارض، واعطانا كتاب الزمن كله ، وقال لنا ان اي واحد منكم يستطيع ان يصنع نفسه بنفسه فيما يملك ان يفكر فيه وفيما يملك ان يجربه ،واذا اشكلت عليكم الامور (ارجع الى سورة النحل اية 43)وحاولوا ان تجادلوا بالحق وحاولوا ان تعرفوا الحق وربما نستوحي من الاية ان الله يريد منك ومني ومن الاخرين ان نعرف كل ما يتعلق بمسؤولياتنا بالمستوى الذي نستطيع ان ندافع فيه عن ذلك ، اي انه لابد لك ان تدافع عن عقيدتك فيما اعتقدته ، ولابد لك ان تدافع عن عاطفتك فيما تحبه، ولابد لك ان تدافع عن اخلاقك فيما اخترته ،وعن كل علاقاتك فيما ارتبطت بها لماذا؟؟؟
لان ركيزتها في نفسكفكيف تستطيع نفسك ان تجادل عن عقيدتك عندما يسألك الله سبحانه عنها، وتجادل عن عملك عندما يسألك الله سبحانه عنه وعن حبك وبغضك وكل سلوكك ، هل تستطيع ان تجادل والجدال هو ان تدافع بالحجة لا ان تعيش جدلا عقيما ، لان الجدل العقيم يمكن ان ينجح فيه الانسان مع الانسان الاخر عندما يهيمن عليه بمختلف الاساليب غير المسوؤلة ، ولكن امام الله تعالى لابد ان يكون الجدل جدل الحق ، ومن هذا نفهم اننا سنحتاج غدا ان نجادل عن كل تاريخنا وان نقسم بكل الكيان عن نفسنا العقلية ، وعن نفسنا القلبية وعن نفسنا الحركية في كل مجال.
جلسة للفكر ؟؟
فما رايكم (ايها الاحبة )في ان نبدا من الان ….. فهذه جلسة ليست للاستهلاك، فانا لا احب استهلاك الكلمات ،ولكنها جلسة للفكر فلنفكر جميعا خاصة وان التحديات تواجهنا في كل مكان : فهناك تحديات الجهل الذي يفرض كل قيمه علينا ، وهناك تحديات التخلف الذي لا يزال يعشش في رواسبنا، وفي ضاعنا ، وهناك تحديات الكفر الذي يستغل الجهل والضعف فينا من اجل ان يبعدنا عن اسس العقائد والشريعة والمنهج، فاذا ارتم بقاء الاسلام فحاولوا ان تفهموه جيدا وان تتثقفوابه جيدا ، وان لا تعتبروه مجرد شي على هامش حياتكم بل كل حياتكم ، لان الاسلام يدخل معنا في كل مواقعنا : يدخل في صالوناتنا كيف نفتحها للناس ،ويدخل في مطابخنا ليقول هذا حلال لكم ان تاكلوه او تشربوه وهذا حرام لا يجوز لكم ، ويدخل في غرف نومنا ليحدد لنا الحلال والحرم في المسموح وغير المسموح ، ويدخل في ساحاتنا على مستوى العلاقات والصدقات والسياسات والاجتماعات ، لذلك فان الاسلام هوكل الحياة وليس بعضها وقد حدثنا الحديث الشريف عن يوم القيامة ((ثلاث يظلهم الله بظل عرشه يوم لاظل الاظله : رجل اعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم، ورجل قال الحق فيما له وفيماعليه ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر اخر حتى يعلم ان ذلك لله رضا )) والمقصود ليس الرجل فقط بل النساء ايضا
وذلك بان نعرف بان رضا الله فيما نعتقد بانه الحق ورضا الله فيما نحب ونبغض على اساس انه عاطفة الحق ورضا الله فيما نقول ونعمل لانه قول الحق وخط الحق ، (وقل اعملوا ) فكريا وعاطفيا وحركيا (فسيرى الله عملكم )في الداخل من شخصيتكم وفي الخارج (ورسوله والمؤمنون)
(( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ))

والحمد الله رب العالمين