رحل عني ولدي . وحيدي . ذي العامين . رغما عني . بقانون أعمي لم ير أنه ينتزع نبض فؤادي . ومر عام ولم يعد فأرسل له تلك القصيدة عله يعيها ويدرك معانيها … ويعود . أو علها تظل هنا باقية حتى يكبر ويعلم كم كنت أتألم عليه

أسامحُ إن بكيت عليك عذرا … فكان الحلمُ أن أبقى شجاعا
فكنتُ أودُ أن ألقاك صرحا … ولكن قد خبا صرحي وضاعا
فكنت َ سياجَ عيني حين تلهو … وأحني الأنف إن تبكي انصياعا
وأقسم بالإله فقد تهاوت … حصون القلب واخترتُ الضياعا
غرستك في هشيم الأرض نبتا … ترتكتك يافعا تُسقـَى الخداعا
أتعلم حين قيل رزقت طفلا ؟ … بكيت وقلت للشكوى وداعا
وحين صرخت َ مخلوقا جديدا … صرخت ُ وقلت جدّدت الرقاعا
أتذكر حين كان ضياء عيني … يداعب نور عينيك اندفاعا ؟
أداعب مقلتيك بكل وقت … وأغضب حين تلتمس الرضاعا
وأدعو الله يرزقني بثدي … لتبقى بين أجنحتي شعاعا
وحين زحفت تحبو كنت ُ أحبو … وحين بلغت تلتمس الذراعا ..
لتبدأ في الخطا وتقول ” بابا ” … أردد ما تقول لكي يشاعا ..
وأعطيك اليدين بكل فخر … تعلق راحتيك بيَ ارتفاعا
وبعد مرور عام رحت تخطو … تغني لي فارتجف استماعا
تلازمني خطاك بكل صوب ٍ … وتأبي ترك أظلالي امتناعا
وتصرخ حين أرحل دون إذن ٍ… تعاقبني إذا عدت انقطاعا
أدور كما يدار على مُقام … وأمسح فوق كاهلك انتزاعا ..
لبسمة مقلتيك أذوب ودّا … فتضحك ثم تلتقط الذراعا
تسامحني وتشترط انصياعي … أرى التوقير قد ولى وضاعا
وحين أقوم تعطيني حذائي … وتأمرني خروجا واندفاعا
وتلحن حين تنطق كل لفظ ٍ … وثغري باسم زاد اتساعا
تقلدني وتكتب دون علم … وتمسك في أناملك اليراعا
تخاطب كل خط في هدوء … وترسم كل حرف طال باعا
أتذكرحين كنت ُ أقود رفقا؟ … فتجلس فوق فخذي ارتجاعا ؟
وتجلس مثل سلطان عظيم ٍ … يؤرجح فوق مقوده الذراعا
فقدتك يا شقيق الروح حتى … شققت الخد بالدمع انخداعا …
بأني سوف أصمدُ في غياب ٍ … فلم أملك جمودا واصطناعا
تهاوت كل أغصاني حنينا … وذاب الجفن مكلوما وضاعا

أبو القوافي ” أبو سامح ” ( 8-2-2007 )