الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري دراسته للثقافة الإسلامية

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #70509

    تعريف الثقافة :

    الثقافة لغة تعني الحدق وسرعة الفهم ، وكان الأقدمون يستعملون لفظ العلم على كل معرفة مهما كان نوعها تم أخذ يتحدد معنى العلم بمعارف معينة ، ومعنى الثقافة بمعارف خاصة فالثقافة اصطلاحاً تعني المعرفة التي تؤخذ عن طريق الأخبار والتلقي والاستنباط كالتاريخ واللغة والفن والأدب والتفسير والفلسفة والحديث ، وصار العلم اصطلاحاً يعني المعرفة التي تؤخذ عن طريق الملاحظة والتجربة والاستنتاج كعلم الفيزياء والكيمياء وسائر العلوم التجريبية .

    والفرق بين العلم والثقافة إن العلم عالمي لا يختص بأمة دون أخرى ، وأما الثقافة فتكون خاصة وعامة ، فالثقافة الخاصة تنسب للامة التي أنتجتها أو تكون من خصوصياتها ومميزاتها ، كالأدب وسير الأبطال وفلسفتها في الحياة ، وأما الثقافة العامة فهي كأساليب التجارة والملاحظة ونحو ذلك ، وبناء عليه فإن العلم يؤخذ أخذاً عالمياً ، بينما في الثقافة تبدأ الأمة بثقافتها حتى إذا درستها ووعتها وأنشأت أبناءها عليها وتمركزت في أذهانهم انتقلت إلى الثقافات الأخرى ، فمثلاً المسلم العربي عليه أن يتعلم لغته العربية ويدرسها ويستوعبها نطقاً وكتابةً وقراءةً حتى إذا تشبع من ذلك واستوى انتقل إلى لغة أجنبية ليدرسها ويتعلمها ، فهل نحن المسلمون العرب نحافظ على ثقافتنا العربية الإسلامية أم أن الكثير منا ضاق ذرعاً بها ومال الى الغرب والشرق في عقوق لا يعرف له مثيل ، ظناً منه إنه تطور وخرج من التخلف ؟ لماذا يستخف البعض منا بثقافتنا الأصيلة بينما الغرب لا يزال يدرس ثقافة الاغريق والرومان وهما ثقافتان وثنيتان من عصر ما قبل المسيح عليه السلام ؟

    من هانت عليه نفسه هانت عليه ثقافة أمته وهان بالتالي على الناس كمن ترك مشيته ليتعلم مشية الحمامة فلا احتفظ بمشيته ولا صار كالحمامة .

    إنما يهتم بالثقافة العربية الإسلامية من اعتنق الاسم ديناً وآمن به ورأى إن حياته متوقفة على فهم الاسم ، ورأى في الإسلام رابطة تجمع كل المسلمين وترشدهم إلى نهضتهم وعزهم ومجدهم ولهذا قام أسلافنا بدراسة اللغة والأدب ليفهموا القرآن والسنة من حيث اللغة ، ثم اقبلوا على العلوم العقلية ليدافعوا ويدفعوا الشبهات عن الاسم وعقيدته بالمنطق العقلي ، وم اتساع الفتوحات والاحتكاك بالملل وبالشعوب تكونت لدى المسلمين ثقافة إسلامية متعددة النواحي ، واقبل المسلمون على ما في الكون من علوم وصناعات ، ولكن كان كل عالم من المسلمين يتشبع أولاً بالثقافة الاسمية ثم يتثقف بغيرها ..، حتى إذا جاء عصر الاستعمار حيث ضعف المسلمون وقوى الصليبيون فاحتلوا البلاد وبثوا سمومهم في العباد ، وبسطوا سلطانهم علينا وشنوا من الدعايات المضللة على الإسلام وثقافته ما سبب نفور من استجاب إليهم من أبناء جلدتنا خاصة فتركوا ثقافتنا ونهلوا من ثقافة الغرب ثم قالوا لنا هذه أوروبا فقلدوها إذا أردتم التقدم واطرحوا كل ماضيكم إن رغبتم في التطور فالعصر عصر العلم والآلة والسلاح الذري وقد ولى عصر السيف والرمح والقرطاس والقلم .. فاغتر بعض الشباب بهؤلاء فظهر فينا العلمانيون ودعاة المرون من أصالتنا تحت مسميات كثيرة ولقوا من الغرب كل ترحيب وتشجيع ، ودعونا الآن من سرد الرثاء مما حل بنا ولنسأل كيف ندرس الثقافة الإسلامية ؟

    هناك طريقة تتلخص في ثلاث نقاط .

    1. درس الأشياء بعمق حتى ندرك حقائقها إدراكاً صحيحا ، لان الثقافة الإسلامية ثقافة فكرية دينية عميقة الجذور ودراستها تحتاج إلى صبر ( قال إنك لن تستطيع معي صبراً ) .

    2. أن يكون الدارس صاحب إيمان يدفعه للعمل بما يدرس ويتعلم وبالتالي لا بد أن يصل إلى درجة التصديق في الحقائق التي يدرسها خصوصاً فيما يتعلق بالعقيدة ، ويكفي أن يغلب على ظنه مطابقتها للواقع إن كانت غير العقيدة كالأحكام والأدب شريطة أن تستند إلى أصل ثابت .

    فالمسلم في دراسته للثقافة الإسلامية يأخذ بالأصل أو فرع قوى يعتمد على أصل . وبذلك تكون هذه الثقافة في وضع ممتاز وحصين ونجعل من دارسها طاقة عاملة لا خاملة .

    3. أن تكون دراسة الثقافة الإسلامية للدارس دراسة عملية تعالج الواقع المدرك والمحسوس لا تجرد دراسة مبنية على الافتراضات النظرية ، فالإسلام خلاصته إيمان وعمل فمهما كانت حضارتنا بها نعيد مجدنا ، وأما الخوض في القيل والقال وكثرة الجدل والنظريات فهي ترف فكري مفسد لنا ولا يزيدنا إلا خبالاً.

    ونؤكد على وجوب أن تكون الثقافة الإسلامية هي أساس التثقيف والتعليم فإذا أدرك المسلم ما يكفيه منها فإنه يجوز له الاطلاع ودراسة ثقافة الغير وبهذا نحافظ على أصالتنا ونزداد علماً وثقافة دون أن يكون ما نتعلمه من غيرنا ماسحاً وماسخاً لهويتنا الإسلامية ، فنحن نريد أن ننتفع بثقافة وعلوم غيرنا ولا نريد أن نتأثر، والفرق واضح بين التأثير والانتفاع ، لان المنتفع يحتفظ بشخصيته ويريد الارتفاع بها وأما المتأثر فهو لا يحتفظ بشخصيته بل هو تابع ومائع .

    فهل نحن نسير على الطريق الصحيح مع ثقافتنا الإسلامية ؟ فإذا كان الجواب لا ، فمتى نسير ؟

    اللهم وفق أهل الخير إلى الخير و وفقنا إلى ما تحبه وترضاه .

    #805053
    noor_888
    مشارك

    هلا مجنون مطالعة إنت مميز بمواضيعك

    الله يعطيك الف عافية

    #806217

    مجنون مطالعه

    مشكور اخى

    طرح رائع من اخ مثلك فعلا رائع

    بارك الله فيك

    #819814
    mobi
    مشارك

    مشكور اخوي

    موضوع متميز

    بارك الله فيك

    تحياتي الخاصة

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد