مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #7282
    VIP
    مشارك

    القواعد الأربع التي تفرق بين دين المسلمين ودين العلمانيين

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد : فهذه قواعد يعرف بها المسلم الفرق بين دينه العظيم، وبين الوثنية الجديدة والشرك المعاصر المسمى: بالعلمانية بجميع أصنافها الكثيرة؛ ليجتنبها، ويبتعد عنها، ويبرأ منها ومن أهلها المسمين: بالعلمانيين، و يبرأ إلى الله منهم ويكفرهم ويعاديهم ويبغضهم ويجاهدهم، سواء أكانوا مفكرين، أو مثقفين، أو سياسيين، أو حكام، أو صحفيين، أو مغنين، أو ممثلين، أو نظريات، أو حكومات، أو أنظمة… وغير ذلك . وهذه القواعد الأربع هي :

    القاعدة الأولى : أن المشركين الذين بُعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بالربوبية، قال تعالى: }قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) {[سورة يونس] .

    وقال تعالى: }قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(84)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(85)قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(86)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ(87)قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(88)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ(89) {[سورة المؤمنون] . وقال تعالى: } وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ(106) {[سورة يوسف] .

    ومع ذلك قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكفّرهم، ولم يدخلهم ذلك في الإسلام.

    والعلمانيون- غير الغلاة- : يقرون بالربوبية كذلك، وعندهم بعض العبادات، فلم يدخلهم ذلك في الإسلام، أما الغلاة فهم أشد؛ فعندهم لا إله، ولا رب، والحياة مادة .

    القاعدة الثانية : أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في أناس لهم تشريعات وقوانين، يفصلون فيها بينهم في الخصومات وغيرها، ولهم عوائد جاهلية يسيرون عليها؛ فلم يقبلوا حكم الله ولا هديه؛ فكفرهم الله ورسوله وقاتلهم، ولم يدخلهم في الإسلام.

    فمن تشريعاتهم ما جاء في قوله تعالى:} وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ(121) {[سورة الأنعام] .

    وقال تعالى عن قريش ومن تبعها:} أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ…(21){ [سورة الشورى] .

    والعلمانيون: لهم تشريعات وقوانين، ومحاكم وضعية محلية، أو إقليمية، أو عالمية، يفصلون فيها بينهم في الخصومات وغيرها، ولهم عوائد جاهلية يسيرون عليه يسمونها حضارة وتنور وتطوير، فلم يقبلوا حكم الله ولا هديه؛ فلابد من تكفيرهم والبراءة منهم .

    القاعدة الثالثة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء إلى أناس يجعلون الدين في شيء دون شيء، يعبدون الله في الشدة دون الرخاء، فيشركون، قال تعالى:} فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ(65) {[سورة العنكبوت] . وكذلك يجعلون لله شيئاً ولأوثانهم شيئا مثل ما جاء في قوله تعالى:}فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا(136) {[سورة الأنعام] . والعلمانيون: يعبدون الله في المسجد، وفي رمضان، وفي النكاح، والطلاق، والأحوال الشخصية فقط، وفي غير ذلك يرجعون إلى تشريعاتهم وعوا ئدهم الضالة .

    القاعدة الرابعة : جاء الرسول إلى المشركين ولهم أرباب كثيرة و مختلفة، فمنهم من يعبد الأصنام والأوثان، ومنهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الجن، ومنهم من يعبد النجوم، ومنهم من يعبد النار، ومنهم من يعبد عيسى ابن مريم، ومنهم من يعبد الأنبياء، ومنهم من يعبد الصالحين؛ فلم يفرق بينهم في الحكم والكفر والقتال .

    والعلمانيون: كذلك لهم آلهة كثيرة، وهم طوائف باعتبار معبوديهم منهم من يعبد الأمريكان، ومنهم من يعبد الأوربيين، ومنهم من يعبد الروس، ومنهم من يعبد النظام العالمي الجديد، ومنهم من يعبد الحكام، ومنهم من يعبد النظريات، ومنهم من يعبد الوطن، ومنهم من يعبد القومية والجنس، ويعبدون قيادييهم ومفكريهم؛ فلا فرق بينهم في الكفر والردة 0

    والعصرانيون أيضاً:

    ويلحق بذلك نابتة وطائفة ضالة في هذا العصر، وهم جسر العلمانيين وأذنابهم وأفراخهم، وهم طائفة العصرانيين : فهم من غلاة المرجئة في باب الإيمان والتكفير، وفي باب الفقه أهل أهواء وشهوة، وإباحية، وخضوع للواقع، وترخص ينتهي بهم إلى الزندقة .

    وفي الختام:

    نضيف كلاما للشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري رحمه الله، فإنه ـ فيما أعلم ـ من أوائل من فضح هذه الوثنية الجديدة، وهذا الشرك اللعين المعاصر، آلا وهي العلمانية، حيث جعل خاتمة على كتاب “كشف الشبهات” للشيخ محمد بن عبد الوهاب، كشف فيه رحمه الله أستار الوثنية الجديدة، والشرك المعاصر، كما كشف الشيخ محمد بن عبد الوهاب الشرك المعاصر له،

    فقال الشيخ عبد الرحمن الدوسري:( إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه “كشف الشبهات” عالج شرك التخريف بصورته المتمثلة في دعاء الأموات والغائبين وتقديس القبور، ثم حدثت ضروب من الشرك برزت بأسماء وألقاب ينخدع بها الجهلة، ويتعلق بها المغرضون والحاقدون- ثم قال: – إن الذي تولى كبره هم اليهود والمجوس، لما خافوا من البعث الإسلامي الصحيح الذي ندب إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقام به مع أعوانه، وفي هذا الوقت كسبوا أنصاراً من بني جلدتنا؛ فألهبوا حماس الجهلة بنعرات العصبيات القومية في كل أمة إسلامية، فظهرت الوثنية الجديدة، وعبادة المادة والشهوات، وتقديس الأشخاص، بحجة الجنسية والوطنية، حتى تكونت في المحيط الإسلامي والعربي –خاصة- ردة جديدة بما انتحلوه من مبادئ وطنية، ومذاهب مادية مزخرفة بألقاب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب) .

    وبعد هذه المقدمة تكلم الشيخ عبد الرحمن الدوسري عن معنى الألوهية وأصولها، وهما أصلان:

    1 ـ الكفر بكل معبود
    2 ـ إفراد الله بالعبادة والاستسلام لحكمه .

    ثم تكلم عن حقيقة العبادة، والحب في الله، وبغض أعداء الدين، ثم تكلم عن حقيقة ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقال:( وبه تعرف مدى ما انغمس فيه غالب المحسوبين على الإسلام من الوثنية الجديدة، وما استجلبوه من مباديء الغرب، ومذاهبه المادية، فجعلوا حدود الوطن فوق حدود الله، وجعلوا لأنفسهم الخيرة فيما يشرعون وينظمون خلافاً لما قضى الله ورسوله، واتبعوا ما يمليه رجال تألهوهم بالحب والتعظيم، وجعلوهم أنداداً من دون الله: كالقومية، والوطنية، وما يستلزمها من المذاهب المادية …- ثم ذكر من جعل الوطن ندا لله في قول قائلهم- :

    بلادك قدمها على كل ملة ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم

    وجلبوا موالاة أعداء الله بحجة الجنس والوطن، وتعطيل الشريعة بحجة التطوير الفاسد، وعبادة كل طاغوت في سبيل ذلك .

    ومن مبادئهم الباطلة :

    مبدأ: الدين لله والوطن للجميع .

    ومبدأ: الدين علاقة بين العبد وربه فقط لا شأن له في الحياة .

    ومبدأ: إرادة الشعب من إرادة الله .

    وذكر أنه لا يزال خريجو المدارس الاستعمارية يركزون هذه المفاهيم في طبقات الأمة الإسلامية، وقال: إن المدارس هي أول ما فرض الاستعمار علينا ثقافته بواسطتها،ثم قال: فعلى المسلمين شيباً وشباناً، وحكومات وشعوباً أن يقاوموا هذا الشرك الجديد والوثنية الجديدة ، أهـ ملخصاً .

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    من رسالة :”القواعد الأربع التي تفرق بين دين المسلمين ودين العلمانيين”

    للشيخ/ علي بن خضير الخضير

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد