الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان ( 2 )

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #7284
    VIP
    مشارك

    وسائل وأفكار وتوجيهات في الاهتمام بالقرآن:

    الوسيلة الخامسة والعشرون :حلقات للكبار لتحسين التلاوة: نسمع كثيراً ممن يقرءون القرآن في المساجد من العامة بل ومن الموظفين وغيرهم وهم كحاطب ليل في القراءة، وقد يسمعهم من بجوارهم يخطئون ويلحنون ومع ذلك يخجل من تقويمهم والرد عليهم؛ فيظل كثير من الناس على حالهم مع كتاب الله بلحنهم وأخطائهم .

    فلماذا لا تقوم جماعات المساجد وأئمة المساجد بإقامة حلقات للكبار لا نقول للحفظ، وإنما لتحسين التلاوة. ويكون ذلك أيضاً بعد صلاة الفجر أو الظهر أو العصر، أو الأوقات المناسبة التي يتفقون عليها ويُعلن عن ذلك من قبل جماعة المسجد، مع حث الجميع على المشاركة خلال شهر رمضان، وتذكيرهم بفضل تلاوة القرآن، وفضل الماهر بالقرآن.. ولا شك أننا سنجد خيراً كثيراً؛ لو وجدنا مثل هذه الأمور منتشرة في مساجد أحيائنا .

    الوسيلة السادسة والعشرون: عقد حلقة في البيت لتلاوة القرآن: لم لا يتوجه الأب بعد صلاة العصر مباشرة إلى بيته، فيعقد حلقة لتلاوة القرآن مع أولاده وبناته، ويرصد لهم ولمن يرى فيهم الحرص على الاستمرار جوائز وهدايا تشجيعية . وبهذا العمل تحصل مكاسب عظيمة ومن هذه المكاسب :

    أولاً: حفظ الأولاد من البرامج المسمومة الموجهة لهم وقتل أعظم أيامهم وأفضلها .

    ثانياً: مشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن تربيتهن والمحافظة على أوقاتهن .

    ثالثاً: إحياء البيت بذكر الله، وملئه بالجو الإيماني بدل إماتته وملئه بالأغاني وبرامج التلفاز ومسلسلاته خاصة في شهر رمضان .

    رابعاً: تقوية الارتباط الأسرى الوثيق بين الأب وأولاده وبناته .

    خامساً: محاولة ختم القرآن لأهل البيت جميعاً واستغلال رمضان من جميع أهل البيت .

    الوسيلة السابعة والعشرون: تدبُر القرآن: يمر علينا رمضان وربما ختمنا القرآن كثيراً، وربما كان هَمُّ أحدنا متى يصل إلى نهاية السورة؟ ومتى يصل نهاية القرآن؟ ولا شك أن في ذلك أجراً عظيماً، فقد كان السلف يكثرون من ختم القرآن في رمضان, ولكن لماذا لا نضع خطة خلال هذا الشهر أن نقرأ القرآن بتدبر، ونقف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير وتقييد الفوائد منها .

    كان ابن تيميه رحمه الله يقول:” ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ! ثم أسأل الله الفهم وأقول يا مُعلم آدم علمني “.

    فنتمنى أن نرى شبابنا في المساجد يقرءون القرآن وبجوارهم كتب التفاسير ينظر في هذا تارة وفي هذا تارة.. ونغفل أيضاً عن الأحاديث الرمضانية والنظر فيها وفي شروحها، وتقييد الشوارد والفوائد منها، فإنه يُفتح على الإنسان في هذا الشهر لمناسبة الزمان ما لا يُفتح عليه في غيره .

    الوسيلة الثامنة والعشرون: درس على الرصيف: وهى موجهة للتجماعات والشلل الشبابية سواء على الأرصفة، أو في الاستراحات، أو في الخيام، أو في غيرها، والتي تقضى ساعات الليل في لعب الورق تارة، وفي الاسترخاء ومشاهدة التلفاز تارة أخرى، وفي الأحاديث والثرثرة تارة وهكذا تقتل ليالي رمضان دون أي استشعار لعظمة هذه الأيام وفضلها، فأقول لهؤلاء الشباب: لماذا لا يفكرون ولو في ليالي رمضان من إدخال بعض البرامج النافعة- نتمنى أن يغير البرنامج كاملاً ويستبدل بما فيه نفع لهم ولأمتهم بدلاً من تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه- فإن كان لابد من هذه الجلسات فلنحاول الإصلاح قدر الاستطاعة وذلك بإدخال بعض البرامج النافعة وذلك مثل: الاجتماع على تلاوة القرآن ولو لمدة نصف ساعة .

    فالقرآن ليس حكراً على الصالحين فهو كلام الله جلا وعلا، وكتاب الله سبحانه وتعالى وهو لنا جميعاً، وإن عصينا أو وقعنا في كبائر الذنوب؛ فالباب مفتوح للجميع وقراءة القرآن من الحسنات، وقد قال الله سبحانه:}إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ(114){ [سورة هود] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا…] رواه الترمذي وأحمد والدارمي. فلماذا لا نقترح على هؤلاء الشباب، أو يقترح بعضهم على بعض أن يكون من البرنامج: قراءة القرآن ولو لنصف ساعة أو استماع شريط أو غيرها من البرامج الجادة النافعة.

    توجيهات ووسائل للجادين خاصة:

    الوسيلة التاسعة والعشرون: الحرص على تكبيرة الإحرام: لو نظرنا لأنفسنا وحِرْصِنَا على الصلاة والتبكير إليها؛ لوجدنا التقصير الواضح خاصة ممن يوُسم بالخيرية والالتزام، فلم لا يكون رمضان فرصة عظيمة لمحاولة تصحيح هذا الخطأ، وذلك بمعاهدة النفس ألا تفوت تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر، فإذا نجحت فحاول أن تستمر على ذلك لمدة عشرة أيام بعد رمضان ليكون العدد أربعين يوماً، فتحصل على براءتين: من النار وبراءة من النفاق كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[ مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ]رواه الترمذي.

    ثم حاول أن تحسب: كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر رمضان؟ ولعلك أن تنجح إن شاء الله في تصحيح هذا الخطأ. ثم لماذا لا تحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان، وذلك بالحرص على النوافل والطاعات وإحياء السنن، فلا تفوت عليك السنن والرواتب خلال هذه الثلاثين يوماً، ولا تغفل عن لسانك وحبسه عن الغيبة والنميمة وغيرهما، وأيضاً لا تغفل عن صلاة الليل والقيام، ولا عن قراءة جزء واحد من القرآن على الأقل، والحرص على الصدقة وصلة الرحم، وقضاء حاجات الناس من الفقراء والمساكين، وزيارة المرضى والمقابر والاستغفار والدعاء وكثرة ذكر الله في كل لحظة فإن هذه غنيمة باردة .

    الوسيلة الثلاثون :تذكير الغافلين: لماذا لا يُستغل تصفيد الشياطين، وفتح أبواب الجنان، وإغلاق أبواب النيران، و انكسار النفوس ورقة القلوب في هذه الشهر من الجادين في توجيه طلابنا وزملائنا في الفصول والقاعات الدراسية، وذلك بعد صلاة الظهر مثلاً أو في أماكن العمل والدراسة، فأين الكلمة الصادقة الناصحة في نهار رمضان من المدرس لطلابه أو من الطالب أو الموظف لزملائه ؟ أين الجلسات الانفرادية بالزملاء الغافلين والتحدث معهم ونصحهم لاستغلال شهر رمضان، وإهدائهم الشريط والكتاب، أو غير ذلك من الهدايا النافعة؛ فإن النفوس كما ذكرنا مهيئة [ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ]رواه الترمذي وأحمد .

    الوسيلة الحادية والثلاثون: للجادين خاصة وللمسلمين عامة الصدقة في السر: الصدقة في رمضان لها منزلة خاصة، وهى من دواعي قبول الأعمال، وأنت يا أخي بحاجة ماسة شديدة لنفعها وأجرها وظلها يوم القيامة، فلم لا تجعل لك مقداراً من الصدقة تعاهد نفسك على أن تخرجها كل ليلة وتداوم عليها، ثم أيضاً تنوعها، فتارة مالاً وتارة طعاماً وليلة ثالثة لباساً وليلة رابعة فاكهة أو حلوى وتتحسس بيوت المساكين والفقراء بنفسك لتوصلها إليهم، وأنصحك أيضاً بألا يعلم عن هذا العمل أحد غيرك؛ فإنك بحاجة إلى عمل السر بينك وبين الله، فكم من الأجر العظيم ينالك بهذا الفعل، ولا يخفي عليك أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله:[ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ]رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد .

    وقد ورد مثل هذا عن عدد كبير من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم كعمر بن الخطاب وعلى بن الحسين زين العابدين وغيرهم ممن حرصوا على التسلل في ظلم الليالي للقيام على الأرامل والمساكين :[السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ]رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد . فهل تفعل ذلك وتحرص على هذه العبادة العظيمة في السر بينك وبين الله؟

    الوسيلة الثانية والثلاون: السحر من أجمل الاوقات ومناجاة المولى جلا وعلا: وفي رمضان لا شك نستيقظ للسحور، فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة الليل تناجى فيهما ربك، فبعض الناس يتصور أنه إذا صلى التروايح مع الناس وأوتر في أول الليل؛ انتهت صلاة الليل واكتفى بذلك، وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية، فالله الله في استغلال السحر ما دمت فيه يقظان، فإن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله تعالى:}الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ(17){[سورة آل عمران] . و ذكر سبحانه في صفات المتقين، أصحاب الجنات والعيون أنهم:}وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18){ [سورة الذاريات].

    هذه من صفات المتقين فهل تستغل هذه الأوقات في الاستغفار ؟ فإن قلت نعم فأقول عليك بسيد الاستغفار، فعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ]رواه البخاري والترمذي والنسائي وأحمد.

    وعليك أيضاً بكثرة تكرار الاستغفار مائة أو سبعين مرة كما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم في كل ليلة، وفي كل وقت من أوقات السحر، ولا تنس أن من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله :[…وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ] رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ومالك وأحمد . فاحرص يا أخي على هذا الوقت الثمين، واحرصي يا أختي على هذا الوقت العظيم ألا يفوت علينا خاصة وأننا في شهر رمضان، وأننا ممن قام للسحور فجميعنا يقظان، فلنستغل هذه الدقائق في هذه العبادة العظيمة .

    توجيهات وأفكار موجهة للمرأة في رمضان :

    الوسيلة الثالثة والثلاثون: استحضار النية وكثرة الذكر أثناء عمل البيت: فالمرأة في رمضان يذهب الكثير من وقتها في مطبخها، خاصة في الساعات المباركة مثل ساعات الغروب وأوقات الاستجابة، وكذلك ساعات السحر في وقت السحور، ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً فعليها أن تنتبه لهذه الأمور، وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا إلى مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها ومنها:

    1- استحضار النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب والإرهاق في إعدادها فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ قَالَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ أَكْثَرُنَا ظِلًّا صَاحِبُ الْكِسَاءِ وَمِنَّا مَنْ يَتَّقِي الشَّمْسَ بِيَدِهِ قَالَ فَسَقَطَ الصُّوَّامُ وَقَامَ الْمُفْطِرُونَ فَضَرَبُوا الْأَبْنِيَةِ وَسَقَوْا الرِّكَابَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالْأَجْرِ]رواه البخاري ومسلم والنسائي .

    إذاً: أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبداً بل هل تصدقين إن قلت لك إن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال ؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم فما بالك وأنت صائمة، ثم أنت أيضاً تعدين هذا الطعام، وتقضين كثيراً من وقتك في إعداده، فلا شك أنك على خير، والمهم استحضار هذه النية: من طاعة للزوج، ورعاية للأولاد.. وغير ذلك، ولن يضيع الله عملك إن شاء الله .

    2- يمكن للمرأة استغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة وهى كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وهى تعمل، فبدلاً من أن يضيع عليها وقتها في رمضان بدون فائدة؛ فإنها تجمع بين الحسنيين: استحضار النية وكثرة الذكر والدعاء وهى تعمل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

    3- الاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ، وأقول “الخاص بالمطبخ” لأحث الرجال والإخوان على الحرص على توفير جهاز تسجيل خاص بالمطبخ .. لماذا ؟ لأن المرأة تقضى كثيراً من وقتها في المطبخ، فلعلها أن تستغل هذا الوقت في مثل هذه الأمور تارة: باستماع شريط، وتارة: بالتسبيح والتهليل والتحميد، وأيضاً بالاحتساب واستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها لها ولأولادها وزوجها .

    الوسيلة الرابعة والثلاثون: شراء ملابس وحاجيات العيد في بداية رمضان: وفي ذلك مكاسب منها: استغلال أيام وليالي رمضان- وخاصة العشر الأواخر- فما الذي يحدث ؟ يضيع وقت كثير من النساء وكذلك أولياء أمورهن في الذهاب للخياطة، أو الذهاب للمعارض أو الأسواق، وهكذا تضيع الأوقات الثمينة في أمور يمكن قضاؤها والانتهاء منها قبل دخول الشهر أو في أوله حيث تكون الأسواق شبه فارغة، والأسعار رخيصة، فلماذا ننتظر إلى وقت الزحام وغلاء لأسعار ؟!

    أمر آخر: وهو تفريغ الزوج وعدم إشغاله في أعظم الأيام وهى العشر الأواخر.. لماذا أفتن ولدي، أو زوجي، أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة ؟!

    الوسيلة الخامسة والثلاثون: صلاة التراويح في المساجد: روحانية متميزة فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصة وتسمع التسبيح والبكاء، إلا أن هذا الخير قد تحرمه بعض نسائنا لا إهمالاً منها وإنما انشغالا بالأولاد والجلوس معهم وهى بهذا بين أمرين: أولاً : إما الذهاب إلى المسجد وأخذ صغارها وقد يؤذون المصلين فتنشغل بهم، أو الجلوس في البيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين، وربما حاولت الصلاة في بيتها ولكنها تشكو من ضعف النفس وقلة الخشوع وكثرة الأفكار والهواجس فماذا تفعل إذن ؟

    أسوق هذا الاقتراح: لم لا تتفق مع بعض أخواتها بالاجتماع في أحد البيوت للصلاة جماعة مع اهتمام إحداهن بالصغار، أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن للصلاة في المسجد، وهكذا إذا اتفقت الأخوات على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالاهتمام بالصغار؛ فإنها على الأقل ستكسب كثيراً من أيام وليالي رمضان مع المسلمين أما أن تخسرها بهذه السهولة فلا .

    وعلى الأزواج والآباء الحرص على حث أزواجهم وأخواتهم وبناتهم على الذهاب معهم إلى المساجد فإن في ذهابها خيراً كثيراً، إذا خرجت بصفة شرعية: غير متعطرة ولا متجملة أو متبرجة كذلك ينبغي عليها ألا تخضع بالقول، وألا ترفع صوتها في المسجد؛ فتؤذى المصلين، وعليها أن تتجنب الحديث في المسجد لغير حاجة خشية أن تقع في المحرم من غيبة أو نميمة.

    وخلاصة القول: أنه ينبغي أن يعلم أن صلاة المرأة في بيتها أفضل، وخروجها للمسجد لتحصيل منافع لا يمكن تحصيلها في البيت، وإلا فبيوتهن خير لهن .

    وفي صلاح المرأة صلاح المجتمع؛ فلذلك نحث الآباء والإخوة على الحرص على أخذ أزواجهم وبناتهم إلى المساجد، وألا يُتركن في البيت بلا عون ولا توجيه، عرضة للغفلة: [ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ ]رواه أبوداود والنسائي وأحمد .

    الوسيلة السادسة والثلاثون: وضع جدول غذائى منتظم: لماذا لا تجعلي لك جدولاً غذائياً منتظماً لتقسيم الأصناف على أيام الأسبوع، ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أموراً كثيرة منها:

    أولاً:عدم الإسراف في الطعام والشراب، وقد نهينا عن ذلك .

    ثانياً:قلة المصاريف المالية، وترشيد الاستهلاك .

    ثالثاً:التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يومياً.

    رابعاً:حفظ وقت المرأة، وطلب راحتها، واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك. ويا ليت أن بعض الأخوات يفعلن مثل هذه الجدول، وأن ينفعن غيرهن من أخواتهن في توزيعه في مدراسهن وأماكن اجتماعهن؛ فإن فعل ذلك- كما ذكرنا- فيه فوائد جمة .

    ثم أختم الاقتراح الخاص بالمرأة بتحميلها المسؤلية أمام الله عن الإسراف في بيتها، فهي المسؤلة الأولى عن الإسراف في الطعام والشراب وتعدد الأنواع .وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ] ثم قال [وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا]رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وأحمد .

    الوسيلة السابعة والثلاثون:استغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر: الصلاة في أول وقتها من أعظم الوسائل لاستغلال رمضان، والملاحظ عند المرأة تأخير الصلاة عن وقتها، والتكاسل عنها، ثم نقرها كنقر الغراب وذلك بحجة إما العمل في المطبخ أو التعب في الدراسة أو التعب من الصوم أو غيرها من الأعذار، فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس في وقتها بخشوع وخاصة في هذا الشهر المبارك، والذي كما ذكرت تتضاعف فيه الحسنات وتتنوع فيه العبادات.

    وأيضاً: فبعض النساء إذا حاضت أو نفست؛ تركت الأعمال الصالحة، وأصابها الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر وخيراته، فنقول لهذه الأخت: وإن تركت الصلاة والصيام فهناك عبادات أخرى مثل: الدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية .

    كيف ذلك ؟ لحديث رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه:[إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا] رواه البخاري وأبوداود وأحمد .

    إذاً: فلتبشري، والمهم استحضار النية الصالحة، والحرص على كثير من الخيرات، والعبادات التي تستطيعينها.

    وقراءة القرآن للحائض والنفساء: فيها خلاف مشهور بين العلماء لكن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى رأى جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد .

    أخيراً من الوسائل والأفكار للصغار في رمضان:

    الوسيلة الثامنة والثلاثون:تشجيع الصغار على المحافظة على الصلاة: اقتراح لأئمة المساجد للاهتمام بالصغار وتشجيعهم على المحافظة على الصلوات والتبكير للمسجد وتعويدهم على صلاة التروايح، وذلك بأن يعلن إمام المسجد لأهل الحي أول يوم في رمضان عن رصد عشر جوائز لأحسن عشرة صغار يحافظون على صلاة الجماعة، ويبكروا لها، ويحافظوا على صلاة التروايح . ومن الجميل: مشاركة بعض جماعة المسجد بالتشجيع كبعض التجار بالجوائز القيمة، و بعض الآباء بطرح بعض المبالغ لشراء جوائز قيمة لتشجيع هؤلاء، ولا بأس من تعاون الشباب مع إمام المسجد بمتابعة هؤلاء الصغار، ثم في نهاية الشهر أي في ليلة العيد توزع الجوائز على هؤلاء الصغار، ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار، بل والكبار، بل والحي كله، ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر لرأيت عجباً من الأبناء والأباء .

    الوسيلة التاسعة والثلاثون:مسابقات في حفظ القرآن والسنة: وهى خاصة أيضاً بالصغار، وذلك بطرح مسابقات رمضانية لهم: إما بحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية، أو بمعرفة سيرة الصحابة معرفة شاملة، أو غيرها من المسابقات النافعة، وتوزيع الجوائز في الليلة الأخيرة من رمضان، ولك أيضاً أن ترى أثر ذلك على الصغار، واستغلال أوقاتهم وحفظهم من الشوارع ووسائل الإعلام، وانشغالهم بالبحث والقراءة والنظر والحفظ من خلال هذه المسابقات.

    الوسيلة الأربعون والأخيرة :تعويد الصغار على الصيام وفعل الخيرات: وتشجيع الأب بصحبتهم للمسجد تارة، وبالثناء تارة، وبالكلمة الطيبة وبالجوائز، بل وتعويدهم على الصدقة وبذل الطعام، وتوزيعه على الفقراء والمساكين المجاورين . وعندما تعطى الطفل الصغير ليوزعه بنفسه للجيران وللفقراء والمساكين وتذكره بالأجر وبفضل هذه الأعمال؛ فإن ذلك يُنشأه نشأة صالحة

    وتقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء: “فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ” رواه البخاري ومسلم وأحمد.

    أي: حتى يُتم صومه ذلك اليوم تُشغله بهذه اللعبة، وفي ذلك تمرين لهم، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفعل؛ لأنه فُعل بحضرته، فهو أيضاً من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وسلم .

    خاتمة

    هذه أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان، وما بقى أيها الأحبة إلا أن نحرص على هذه الوسائل وننشرها بين الناس كافة، ومحاولة الوقوف مع أئمة المساجد لإحياء مساجدنا وأحيائنا بمثل هذه الأفكار والاقتراحات وغيرها مما يفتح الله به على بعض المهتمين، جعلنا الله وإياكم من مفاتيح الخير في كل مكان .. اللهم بلغنا شهر رمضان، واجعلنا من الصائمين القائمين فيه يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    من محاضرة:”أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان” للشيخ/ إبراهيم الدويش

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد