سوف اتطرق اليوم لموضوع مهم هو ممارسة حق التاديب.
ممارسة حق التاديب من أسباب التبرير أو حالات زوال الوصف الجرمي أي لايعاقب عليه القانون الا في خلاف مانص عليه القانون. نصت المادة (38) من قانون الجزاء العماني في فقرتها الثانيه على حق التأديب كسبب من اسباب التبرير حيث جاء بها(لايعد جريمه ضروب التأديب التي ينزلها بالاولاد آباؤهم أو اساتذتهم في حدود مايبيحه العرف العام)
ووفقا لهذا النص سوف احدد أصحاب الحق في التاديب والخاضعين له وضروب التاديب وغايته.

اولا- اصحاب الحق في التأديب :

لقد حدد القانون اصحاب الحق في التأديب بأنهم “الاباء والاساتذه”.وعلى الرغم من استخدام المشرع لفظ الاباء الذي يوحي في ظاهره أنه يقتصر على الاب ، إلا أنه ينبغي تفسير هذا اللفظ تفسيرا واسعا يشمل كل من له الولاية على نفس الصغير كالجد الصحيح أو العم . يضاف الى ذلك ضرورة امتداد هذا اللفظ ليشمل الام .
والى جانب الاباء يقر القانون للاساتذه الحق في التاديب ولايقتصر لفظ الاساتذه على معلمي المدارس والمعاهد التعليميه وانما يمتد الى كل من يقوم بتلقين الصغار حرفة من الحرف.

ثانيا- الخاضعين للتأديب:

استخدم المشرع لفظ الاولاد للتعبير عن الخاضعين للتاديب . ويصدق هذا اللفظ على الصغار الذين لم يدركوا سن البلوغ الشرعي ولم يتحرروا بعد من الولاية على النفس.

ثالثا- ضروب التأديب:

لم يحدد المشرع صراحة ضروب التأديب التي يجوز للاباء والاساتذه الالتجاء إليها لتاديب أبنائهم وتلاميذهم، وأنما احال ذلك الى ما استقر عليه العرف العام.
وقد تتخذ ضروب التأديب صورة اللوم أو التوبيخ أو الزجر . كذلك قد تتخذ صورة الضرب الخفيف باليد الذي لايحدث كسرا أو جرحا ولايترك أثرا ولاينشأ عنه مرض.

رابعا- غاية التأديب :

يشترط لتبرير ضروب التأديب التي سبق بيانها أن تكون غاية التأديب هي تهذيب وتعليم الخاضع له ، فإن كانت غايته غير ذلك كالانتقام أو الاعتداء أو حمل الصغير على القيام بسلوك خاطئ فلا مجال للتبرير.