الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة الانتحاريون الجدد في المغرب ..أغنياء وعائلات “تمتهن” الموت

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #80449
    ابو الخير
    مشارك

    نقلت أجهزة الأمن المغربية تركيزها ورقابتها في الأسابيع الأخيرة إلى فئات جديدة ميسورة الحال، ولم تعد تتوقع أن تأتي العمليات الإرهابية والانتحارية من أحياء الصفيح الفقيرة والأحياء الهامشية فقط، ويؤكد خبراء مغاربة في شؤون الإرهاب والجماعات المسلحة أن الخطير في الأمر أن الانتحاريين التقليديين القادمين من الأحياء الفقيرة اخترقوا الأحياء الغنية، مجندين عائلات كاملة أصبحت تتخذ الموت “مهنة” لها.

    وكانت محاولة الشاب هشام الدكالي تفجير حافلة للسياح بمدينة مكناس يوم الإثنين 13 من أغسطس/آب الماضي كسرت الصورة النمطية، التي لا تزال تُرْسم حتى الآن لمنفذي العمليات الإرهابية بالمغرب، وأربكت أجهزة الأمن وخلطت أوراق المتتبعين والمهتمين بقضايا الإرهاب بالمغرب.

    فبعد هذه العملية أصبح على أجهزة الأمن ألا تركز فقط على الذين يعيشون في هامش المجتمع ومدن الصفيح؛ إذ ظهر أن فئات جديدة تم اختراقها وأن هناك انتحاريين لا يعانون من أي ضائقة اقتصادية، وظهرت في الأفق أيضا عائلات انتحارية، بمعنى أنها امتهنت بالكامل هذا النوع من الإرهاب.

    وقد اختار هشام الدكالي ساحة الهديم بمدينة مكناس لإحياء عيد ميلاده الـ30 عبر “دعوة” مجموعة من السياح إلى الموت، غير أن سرعة بديهة سائق الحافلة السياحية جعلت هشام يفجر قارورة الغاز التي كان يحملها معه ليصاب بجروح بليغة ويسقط على بعد أمتار قليلة من الحافلة.

    ولم تكن محاولة تفجير الحافلة هي التي قضت مضجع الأمن المغربي فقط، بل نقل العمليات الإرهابية خارج مدينة الدار البيضاء، وفي هذا الصدد يقول د.محمد ظريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية لـ”العربية. نت” “إننا أمام أول حالة لشخص يقدم على عملية إرهابية وهو مندمج كليا في المجتمع وحاصل على وظيفة محترمة جدا، ويتقاضى أجرا عاليا ويتوفر على شقة وسيارة، بخلاف مسار كافة الانتحاريين منذ تفجيرات الدار البيضاء يوم الـ16 من مايو/ أيار 2003.

    ويتابع محمد ظريف وهو أيضا خبير بشؤون الجماعات الإسلامية “التصور الذي كان سائدا لحد الآن هو أن الانتحاريين يأتون من الأحياء الهامشية والفئات المعدمة، كما أن حالة هشام تضعنا أمام نموذج للإرهاب غير المنظم؛ حيث غياب الخلايا المنظمة والدعم والإمكانيات اللوجيستيكية، وهو ما يقلق في عملية مكناس الفاشلة”.

    الهامش والإرهاب

    نزل ليلة الجمعة الـ16 من مايو 2003، 16 شابا إلى وسط مدينة الدر البيضاء قادمين من أحد أفقر الأحياء الهامشية، وبعد بضعة ساعات أثر وصولهم إلى مركز العاصمة الاقتصادية اهتزت 5 مواقع، أثر تفجيرات انتحارية ذهب ضحيتها 33 قتيلا معظمهم مغاربة، إضافة إلى العديد من الجرحى.

    وبذلك أخرجت تفجيرات الـ16 من مايو 2003 مدن الصفيح بمدينة الدار البيضاء إلى دائرة الضوء، وتحولت هذه الأحياء الهامشية إلى قبلة للقنوات والجرائد العالمية، وذلك لأن أغلب الانتحاريين 13 (تراجع 3 انتحاريين في آخر لحظة) الذين فجروا أنفسهم في 5 مواقع بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، ينحدرون من هذه الأحياء المعدمة، وكذلك كان المستوى الدراسي المحدود والمهن الهامشية قاسمهم المشترك.

    عائلات “انتحارية”

    وما فتئت السلطات المغربية تعلن بشكل منتظم منذ تفجيرات الـ16 مايو عن تفكيك الخلايا الإرهابية، وكان القاسم المشترك بين الذين جرى اعتقالهم انحدارهم من الأوساط الاجتماعية نفسها لانتحاريي الـ16 من مايو، مع استثناءات قليلة شملت بعض القياديين.

    وفيما كان الجميع يعتقد أن الأمن المغربي وجه ضربة قاضية لتنظيم “السلفية الجهادية”، هز انفجار قوي أحد مقاهي الإنترنت ليلة الـ11 من مارس/ آذار بحي سيدي مومن، الذي ينحدر منه العديد من الانتحاريين والمعتقلين، وكان وقع المفاجأة كان كبيرا على أجهزة الأمن التي اكتشفت أن الانتحاري الذي فجر نفسه ليس سوى عبد الفتاح الرايضي أحد المحكوم عليهم في تفجيرات الـ16 من مايو، والذي غادر السجن قبل سنة مستفيدا من العفو الملكي.

    بعد هذه العملية بشهر اهتز حي شعبي بمدينة الدار البيضاء على وقع ثلاث عمليات انتحارية يوم الثلاثاء الـ11 من إبريل 2007. ولم يكن منفذ إحدى تلك العمليات سوى أيوب الرايضي شقيق عبد الفتاح الذي فجر نفسه بمقهى الإنترنت، واعتقلت أجهزة الأمن بعد ذاك عثمان الرايضي شقيق عبد الفتاح وأيوب؛ حيث اتهم بكونه “انتحاريا مفترضا”.

    وخلال التفجيرات الانتحارية نفسها ليوم الـ11 من إبريل/نيسان اكتشفت أجهزة الأمن كذلك أن أحد الانتحاريين الأربعة (الانتحاري محمد منتالا قتل على أيدي رجال الأمن وهو يستعد لتفجير نفسه)، لذلك اليوم الدامي ويدعى محمد الرشيدي هو شقيق أحد المعتقلين في ملف “السلفية الجهادية”.

    ويعتبر الباحث عبد الله الرامي أن العلاقات الاجتماعية، سواء وسط العائلة أم الحي سابقة عن الارتباط الإيديولوجي. مضيفا “هناك استثمار كبير للعلاقات العائلية والاجتماعية التي تستعمل كمدخل للتعبئة والتأثير، وقد لاحظنا ذلك في تفجيرات الدار البيضاء لهذه السنة، وفي ملفات شبكات الاستقطاب للتوجه إلى العراق بشمال المغرب؛ حيث كافة المعتقلين ينتمون إلى الحي نفسه السكني”.

    ولم يتوقف مسلسل “العائلات الانتحارية” عند يوم الثلاثاء الـ11 من إبريل، بل تكرر الأمر مرة أخرى أربعة أيام بعد ذلك؛ حيث فجر الأخوان محمد وعمر ماها نفسيهما أمام القنصلية الأمريكية والمركز اللغوي الأمريكي بالدار البيضاء، وقد وقعت العمليتان بنفس الشارع وبفارق ثوان قليلة.

    وتضم عائلة الرايضي 6 أخوة يعيشون صحبة والدتهم بعد انفصالها عن زوجها، وتقطن العائلة بيتا صفيحيا لا يتعدى طوله وعرضه متران ونصف، و لا يتعدى المستوى التعليمي للأخوين عبد الفتاح وأيوب وعثمان المستوى الابتدائي، ويمتهنون بيع المرطبات والنعناع بالحي.

    فيما يقطن الأخوان ماها بحي درب السلطان الشعبي، ولا يتعدى مستواهما الدراسي المستوى الإعدادي، ويمتهنان بيع الملابس، ويعيشان صحبة زوجة أبيهما المتوفى، وعانى الأخوان من الوضع الذي توجد عليه والدتهما المصابة بخلل عقلي، حسب شهادات سكان الحي.

    ويفسر الباحث عبد الله الرامي هذه “الظاهرة” بصعوبة الإقناع والاستقطاب التي تواجهه المجموعات الإرهابية، ويقول “السمة الغالبة لانتحاريي الدار البيضاء هو الانتماء إلى الهامش والفقر، والارتباط بنفس المدينة والحي واستثمار علاقات القرابة”.

    أما د. محمد ظريف فيرى أن المقلق في العملية الانتحارية الفاشلة لهشام الدكالي أنها وضعتنا أمام “انتحاريين جاهزين”، سهلوا مهمة التنظيمات الإرهابية التي تجد صعوبة في الاستقطاب، مضيفا “يكفي أن يتحقق التواصل لنجد أنفسنا أمام خلايا إرهابية جديدة وجاهزة، وتنتمي إلى أوساط اجتماعية غير مهمشة”.

    #904678

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الفاضل أبو الخير الكلام كثير والحقيقة يعرفها لكل ولاحول ولاقوة الابالله العلى العظيم يارب يحفظنا من شر الأعداء هذا خير ماأقول اخي

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد