أي ذوو العقول السليمة. ثم عدد تعالى صفاتهم

الصفة الأولى: قوله تعالى:” الذين يوفون بعهد الله”

قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد الذين عاهدهم عليه حين كانوا في صلب آدم وأشهدهم على أنفسهم

“ألست بربكم قالوا بلى”

أو كل عهد أخذ عليهم كان للخالق أو للمخلوق ولو كان كافراً, فيجب الوفاء بالعهد ولاتجوز

الخيانة.

الصفة الثانية:قوله تعالى: ” ولاينقضون الميثاق”

الميثاق ماوثقه المكلف على نفسه أي إشارة إلى ماإلتزمه العبد من أنواع الطاعات بحسب

إختيار نفسه كالنذر بالطاعات والخيرات.وعنه صلى الله عليه وسلم (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة, ومن كنت خصمه

خصمته: رجل أعطى عهداً ثم غدر,ورجل أستأجر أجيراًاستوفى عمله وظلمه أجره,ورجل باع حراً فاسترق الحر

وأكل ثمنه).

الصفة الثالثة: قوله تعالى:” والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل”

من الأرحام والقرابات ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابة

المؤمنين الثابتة بسبب الايمان ” إنما المؤمنون إخوة” بالاحسان اليهم ونصرتهم والشفقة عليهم

وافشاء السلام عليهم,وعيادة مرضاهو, وشهود جنائزهم.

الصفة الرابعة: قوله تعالى:” ويخشون ربهم”

الخشية لجام يوقف المؤمن عن الركض في ميادين الهوى , وزمام يجره إلى إستدامة حكم

التقوى.

الصفة الخامسة: قوله تعالى:” ويخافون سوء الحساب”

هو أن ييبدو من الله مالم يكونوا يحتسبون.

الصفة السادسة: قوله تعالى:” والذين صبروا ابتغآء وجه ربهم”

الصبر على جميع النوائب والمأمورات , من سائر العبادات والطاعات , وجميع أعمال البر

وترك جميع المنهيات .

الصفة السابعة: قوله تعالى:” وأقاموا الصلاة”

إعلم أن الصلاة والزكاة وإن كانت داخلتين في الجملة الاولى إلا أنه تعالى أفردها بالذكر تنبيهاً على كونها أشرف من

سائر العبادات .

الصفة الثامنة: قوله تعالى:” وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية”

المراد الزكاة الفروضة , فان لم يتهم بترك أداء الزكاة فالأولى أداؤها سراً , وإن إتهم بترك

الزكاة فالأولى أداؤها علناَ.

الصفة التاسعة: قوله تعالى:” ويدرؤن بالحسنة السيئة”

أنهم إذا أتوا بمعصية درؤها ودفعوها بالتوبة كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (يامعاذ اتبع السيئة الحسنة تمحها).

هؤلاء هم اولو الالباب أما جزاؤهم فهو قوله تعالى:

“–اولئك لهم عقبى الدار , جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة

يدخلون عليهم من كل باب , سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”

نسأل الله تعالى أن يوفقنا بأن نتصف بصفات عباده الصالحين , ونتخلق بأخلاق سيد

المرسلين والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله

وصحبه أجمعين.

****************
وماشربت لذلذ الماء من ظمأ ——-إلا وجدت خيالاًمنك في الكأس
وماجلست إلى قوم أحدثهم————–إلا وكنت حديثي بين جلاسي