كل من تابع مباراة المنتخب السعودي الأخيرة مع المنتخب الأوزبكي حتى لو كان أجهل خلق الله في الأمور التكتيكية ككاتب هذه السطور فلن يجد وصفا دقيقا للخطة الفاندرليمية العجيبة التي لعب بها المنتخب السعودي في تلك المباراة إلا بكلمتين هما بالعامية البسيطة ” ارفع يا دوخي ” .

هذه الحقيقة حتى وإن كانت مرة , ففاندرليم في تلك المباراة لم يكن له تكتيكا يقنعك بأن هذا المنتخب الذي أمامك يطبق تكتيكا متطورا يليق ببطل القارة الصفراء لثلاث مرات . كل ماكان هناك أن الخمسة المهاجمين يقفون بجوار الحارس الأوزبكي وينتظرون هذا الذي يدعى بأحمد الدوخي يخرج عليهم كالبطل من بين غابة الأقدام الأوزبكية ويعكس لهم الكرة .

أراد للصحف أن تكتب “بسداسية مزقنا الشباك الأوزبكية” :

السيد فاندرليم عندما أخرج لاعبي الوسط واستبدلهم بخماسي هجوم كان بحسن نيته التي قد لا تجدي في عالم التدريب يريد للصحف السعودية أن تتغنى بالمغامرة الفاندرليمية في صباح اليوم الجديد وتنسج العبارات ” بخماسية أو بسداسية مزقنا الشباك الأوزبكية ” لكنه للأسف نسي أن الكرة تخطيط وتكتيك وتنظيم ونسي أيضا أن هناك اختراعا اسمه لاعبي وسط ولاعبي محاور و أظهره وأجنحة وتذكر فقط في تلك المباراة أن الكرة عبارة عن حارس مرمى ومدافعين وهجوم وقبل أن أنسى الخط الجديد في نظر فاندرليم والملقب بأحمد الدوخي .

سيدي فاندرليم : هل حققت البرازيل كأس العالم بخمسة مهاجمين ؟

لو كان لي شرف لقاء فاندرليم بعد تلك المباراة لسألته سؤالا واحدا فقط : ” البرازيل التي حققت كأس العالم … هل حققته بخمسة مهاجمين ؟ ” . يا سيدي فاندرليم كيف تريد الفوز وأنت تفتقد للتنظيم , وكيف تريد النصر و أنت ذكرتنا بمباريات الحواري في تلك المباراة عندما يقول الكابتن لمهاجميه : ” انتم (الصقوا) عند مرماهم والبطل المغوار سيأتيكم بالكرات ” و طبعا مثّل دور البطل المغوار في تلك المباراة نجم المباراة بلا منازع والذي ذكرنا بمستوياته أول ظهوره اللاعب أحمد الدوخي , ولكن للأسف يا أحمد اليد الواحدة لا تصفق . ومادام السيد فاندرليم لم يعط أي من المهاجمين أدوارا غير الوقوف بجوار المرمى الأوزبكي فلن تجدي ( رفعاتك ) يا أحمد حتى لو كنت كارلوس السعودية .

لو أردنا أن نقول أنك يا مستر فاندرليم أبدعت ومغامرتك في محلها في تلك المباراة ولم يعد لخط الوسط أي داعٍ مادمت دعمت هجومك بخمسة مهاجمين , أين أدوار أولئك المهاجمين يا سيدي الفاضل إذن ؟ ما نعرفه أن المهاجم دوره لا يقتصر على التسجيل في مرمى الخصم فقط بقدر ما هو إرباك للمدافعين وسحبهم عن زميله وتجهيز الكرات لزميله المهاجم الآخر وخطط ليست ببعيدة عن خطط الحرب الهجومية إن صح التعبير .

يقولون لا تجعلوا فاندرليم شماعة إرهاق اللاعبين مع أنديتهم :

البعض بعد تلك المباراة وبعد اتضاح العيب الكبير في منتخبنا البطل أصبح يردد موالنا المعهود منذ ثمانية ألمانيا الشهيرة وهو ” إرهاق اللاعبين مع أنديتهم ” كمحاولة منهم لتبرير هبوط المستوى الفني للاعبين ولا ادري فقد يكون من يردد هذا الموال يريد أن يفهمنا أن نكوّن نادٍ جديد كأندية الهلال والنصر والاتحاد و الأهلي ونسمّيه ( المنتخب السعودي ) ونجعل لاعبيه في راحة تامة طوال الموسم حتى لا يرهقوا في مشاركات هذا المنتخب .

مشاركات الأندية ليست بعيب . وفي كل أنحاء العالم المنتخب ما هو إلا تجميع لأبرز لاعبي الأندية سواء في الداخل أو الخارج . ثم من هي أنديتنا أمام نادٍ مثل ريال مدريد الأسباني مشاركاته قد تأتي ضعف مشاركات أنديتنا مجتمعة . ومع ذلك ما أن يلعبوا نجومه مع منتخباتهم في أي بطولة إلا ويحققوا نجومية تلك البطولة .

أيضا كرد على من يضع الأندية شماعة لإخفاقاتنا ( المنتخبية ) . نتذكر جميعا أن منتخبنا حقق كأس الخليج في منتصف الموسم تقريبا وفي خضم المشاركات المحلية والخارجية لأنديتنا وليس كوقت الكأس الآسيوية الآن والتي تأتي بعد انتهاء الموسم السعودي بفترة كافية جدا . وقبل كأس الخليج أيضا حققنا كأس العرب عندما لعبنا بنجوم كانوا في نظر البعض أنصاف نجوم نظرا لأنهم تشكيلة جديدة على المنتخب السعودي في ذلك الوقت .فكيف تغلبنا على إرهاق اللاعبين في تلك البطولتين وبالذات الخليجية التي تزخر بمنافسة من نوع خاص قد تكون أصعب من أيس منافسة أخرى وأخفقنا أمام منتخبات كتركمانستان وأوزباكستان رغم توقف موسمنا حاليا .

أخيرا سيدي فاندرليم :

إن كنت قد صدقت مسألة ” نحن لازلنا نبني منتخب 2006 ” فهذه مصيبة . لأنك لا تدرب منتخبا حديث عهد بالمشاركات القارية والدولية أولا ثم إذا كنت بعد أن انتصف البناء وذهبت سنتين من بدايته وتبقي سنتين على نهايته ولازلت تخسر من أوزباكستان وتتعادل مع تركمانستان فمتى ستفوز إذن على اليابان أو كوريا ؟

البناء يا سيدي الفاضل لمنتخب كالمنتخب السعودي هو أن تحقق بطولاتك الإقليمية في فترة البناء هذه كما قاله المسئولون بعد تحقيق كأس العرب وكأس الخليج وليس أن تخسر من منتخبات ضعيفة تصنيفها العالمي أقل منك بمراحل بحجة أنك لازلت تبني منتخب . وتذكر دائما سيدي الفاضل أن التاريخ يسجل و لا يقف قلمه أبدا ولا يفرق أيضا بين منتخب يبني وغيره .