الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات الاعلام العربي والاسلام

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #860

    ربما يغيب عن البعض مدى ما يشكله الاعلام من قوة باستطاعتها أن تؤسس للغات أخرى في العلاقة مع العالم الخارجي· ولأن الغرب مع مطالع القرن العشرين أعلن أنه يخاف من مارد نائم يدعى الأمة الاسلامية؟ فإن هذا الاعتراف والتحركات التي كانت تحدث مع استقلال دول العالم الثالث انعكست في صمت غالبية الدول المسلمة، التي اعتبرت ان فصل الدين عن الدولة ضرورة لامناص منها، خاصة وان المجاهرة بالاسلام قد تأتي بما لا يحمد عقباه مثلما حدث مع اندلاع شرارة الثورة الاسلامية الايرانية منذ بداية عقد الثمانينيات·والمتتبع لخريطة البرامج التليفزيونية أو الاذاعية العربية أو المتصفح للصحف اليومية العربية ايضا سيكشف كيف يقدم اعلامنا الاسلام، فالاسلام محصور بين الفقه والمواضيع الحياتية العامة، حتى في الفقه فان الاسئلة تكاد تكون خجلى ومتوارية وتمس الحياة الخاصة اكثر من الأمور العامة· والملفت ان الاعلام العربي يتعامل مع كل الحركات الاسلامية على انها اصولية متطرفة تجنح للارهاب، دون النظر لأي جماعة تمثل هذه الحركة، ،وربما لعب الاعلام دورا سلبيا في ازدياد هذه الحركات وتواريها وربما عنفها عندما يتعمد تجاهلها· وفي المقابل يعامل الاعلام اليهود المتشددين من أهله بكل احترام ويعتبرهم المنقذين، والمصلحين لفساد الحياة، لدرجة ان اي عملية انتحارية يقوم بها متطرف يهودي تعامل على انها مسألة عادية ألزمه بها واجبه الديني الصرف· فالاسلام الذي يخافه اليهود واعداء المسلمين هو مصدر قلق حقيقي لاؤلئك حين يتحول على ايدي هؤلاء الى شاحذ للهمم ودافع الى تأسيس النضال وتفعيله· وزيادة على ذلك فان تعاليم الاسلام وقدسيته، من شأنها ان تجمع كافة القيادات المختلفة سياسيا حول فكر جماعي يهدف الى تطبيق شريعة الله وان اختلفت الاساليب·وهذا ما لا يبرر خوف الاعلام من التطرق الى مضامين الاسلام المتعددة والواسعة المدى والتي من شأنها فتح باب الاجتهاد وبالتالي اتساع رقعة الفكر الاسلامي المتحرر من ضرورات الاتباع ·
    ان الفئات الشعبية بقطاعاتها الواسعة ترفض المساس بالدين، لذلك فان ما يخافه الاعلام العربي والاسلامي لا يخافه الشعب بل ربما لو انتبه الاعلام وركز على طرح جوانب اسلامية متعددة للنقاش والحلول لكان للتطرف- المزعوم -ابوابه في التنازل عن تشدده ومطالبه في مسايرة متطلبات الحياة العصرية المعاشة· وبالتالي خلق حالة من الوفاق الحتمي بين الجماعات الاسلامية وباقي المجتمع·

    لكن الاشكالية الرئيسية ان الاعلام العربي يردد كل ما يتعاطاه الاعلام الغربي دون النظر الى معطيات الحياة الخاصة بالمسلمين الأمر الذي ادى الى عزلة الجماعات الاسلامية بعضها عن بعض وتفاقم الخلاف فيما بينها·

    الانتفاضة والتكنولوجيا وارادة الجمهور كلها ترسم مستقبلا واضحا يجعل من الاسلام الأولوية الأولى في حياتنا جميعا، فمن عدم الفطنة استمرار تجاهل الاعلام لهذا الزخم الاسلامي القادم والمتزايد يوما بعد يوم

    نقلا عن جريدة الإتحاد

    كثير من الورد يهوى العيش بين الاشواك

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد