بهذه العبارة تبدأ النبذة التعريفية بالمصور البريطاني وبغض النظر عن مدى دقة التصنيف أعلاه، إلا أن نظرة سريعة عبر مجموعة ساندرز الضوئية تكشف بجلاء عن مدى انتماء فن هذا الرجل للعالَم المسلم، على امتداده الجغرافي الشاسع.

فتاة من تركمانستان ـ الصورة لساندرز

ولد ساندرز في لندن عام 1946. وبدأت مسيرته الضوئية كمحترف منتصف الستينات حين تخصص بتصوير نجوم

الموسيقى من أمثال بوب ديلان و جيمي هاندركس وفرقة Rolling Stones إلا أن مصورنا قرر ذات يوم من عام 1970 القيام برحلة ضوئية- روحانية للهند. وهناك.. حيث تتصارع ألوان الجمال على ضفاف ( الجانغ ) ويؤبن مليار إنسان ذكرى الحب كل يوم تحت قباب ( تاج محل )، تعرف ساندرز على الإسلام.. وأغرم به.

واحدة من أعمال ساندرز القديمة أثناء الستينات

اعتنق بيتر هذا الدين بعد عودته لانجلترا وتسمى بـ (عبد العظيم). وكأنما فتح له إسلامه نافذة جديدة على العالم فانطلق يجوب أرجاءه مستكشفاً جوانب الجمال التي بثتها حضارة الإسلام فيه وطيف الألوان التي يشكلها وجوه أتباعه. وقاده ترحاله بحثاً عن اللحظة التي ستخلدها كاميرته لأفريقيا، شرقها وغربها، ولمدن المسلمين المقدسة الثلاث، بالإضافة لأنحاء الجزيرة العربية وآسيا الوسطى وأوروبا وأميركا.

الهند.. كانت بوابة ساندرز للعبور لعالمنا

التصوير الضوئي عند ساندرز ليس إلا هبة من عند الله، يتاح للمرء من خلالها أن يعرف نفسه أكثر عبر استكشافه لجوانب الجمال وملامح الوجوه عبر هذه الأرض. وهو يقول أن كل ما يصوره يشكل امتداداً له، وعمراً يحياه فوق العمر المكتوب.
في الغرب، تحظى صور ساندرز باهتمام خاص كونه يعتبر الوحيد في فئته الملتزم بهدف إنساني، يتمثل في تعريف الدنيا بجوانب خفية من العالم المسلم الذي ينتمي هو إليه. ويدرك النقاد أن خصوصية ساندرز تنبع من كونه ذا خلفية أوروبية من جهة، ومن كونه، من جهة أخرى، ذا فهم أعمق لأساسيات الدين والتراث الإسلامي تتيح له قراءة للحظة وبعداً فنياً ليسا لسواه من المصورين الأوروبيين. وتحظى صوره الملتقطة في مكة والمدينة بأهمية مضافة في هذا الصدد، وقد نشرت أعماله في دوريات عالمية مرموقة كمجلات.
ومجلة المجلة العربية الدولية Time و Paris Match

ضحكة مفعمة بالشباب.. من أقصى غرب الصين

إدراكاً من ساندرز لقلة اعتماد وسائل الإعلام الغربية على المواهب الضوئية المسلمة، مما ينعكس سلباً على روح عرض رموز الحضارة الإسلامية بها، فقد قام عام 1986 بإنشاء مكتبة ضوئية ضمت أعماله من رحلاته المتعددة. ولا تزال هذه المكتبة في نمو ويصل عدد محتوياتها اليوم للـ 120 ألف مادة ضوئية. ويأمل ساندرز أن تسهم أعماله في تعريف العامة أكثر بجماليات هذه الحضارة عبر معارضه العديدة ومكتبته وكتبه التي طرح أولها في الأسواق تحت عنوان: In The Shade of The Tree

وبعد هذا التقديم، تخيلوا لو أتيحت لكم الفرصة لتلتقوا مصوراً بريطانياً مسلماً.. ذا صيت عالمي لا بأس به.. عماذا كنتم ستسألون؟ وماهي المواضيع التي ستناقشونها معه؟

بالنسبة لي.. فلو سارت الأمور كما يرام فسيقدم ساندرز استعراضاً لبعض أعماله في رحاب Texas A&M حيث أدرس، شعاره (وهل الحياة إلا لحظة: أوديسا ضوئية عبر العالم الإسلامي)، وستتاح لي الفرصة لمجالسته لفترة ليست بالقصيرة.

سأحاول أن أغطي الاستعراض، وأحاور الرجل، وسأطرح عليه بعضاً من الأسئلة التي أرجو أن تثبتوها ههنا. الآن دوركم لاقتراح محاور للحوار المرتقب.

أترككم مع ترنيمة البراءة بصوت مائة وجه صيني جميل.