الرئيسية منتديات مجلس القانون والقضايا والتشريعات مفهوم القانون الإداري وعلاقته بالقضاء الإداري في السلطنة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #360367
    مجد العرب
    مشارك

    ثانيا : من جانب القضاء الإداري .

    لقد رأينا سابقا أن المرجعية القانونية في إنشاء المرافق العامة هي القانون الإداري ، ومن المعروف أن المرافق العامة لا يمكن لها أن تمارس أنشطتها العادية من غير توفر القوى العاملة لديها والتي من خلالها تقدم المرافق العامة خدماتها للأفراد .

    وأي فرد يتم تعينه في أحد القطاعات الحكومية ، فإنه يصبح موظفا عاما ، والموظف العام ذلك الشخص الذي يتعين بإحدى الإدارات العامة بقرار من السلطة المختصة التي تملك استصداره ويتقاضى راتبه من خزينة الدولة ، وهو ما يميزه عنه عن العامل الذي يعمل بالقطاع الخاص ، وبتلك الصورة فلا يهم صفته إن كان الموظف العام موظفا بالقطاع الحكومي المدني أو موظفا بالقطاع الحكومي العسكري لطالما يتقاضى مرتبه من خزينة الدولة .

    فإن كان موظفا في القطاع الحكومي المدني ، فلابد من إنشاء علاقة أو رابطة تربط بين الإدارة العامة وبين الموظف وتحديد تلك العلاقة المنشئة فيما بينهما ، ولذلك فمن الضروري وجود قانون ينظم أحكام هذه العلاقة أو الرابطة ، وهذا القانون يطلق عليه في السلطنة بقانون الخدمة المدنية وتتبعه لائحته التنفيذية .

    وطبعا هذا القانون ينظم ويبين الأحكام العامة في التعيينات في الوظائف الشاغرة ، والترقيات ، والتنقلات ، والإجازات ، والإعارة ، والندب ، وإنهاء الخدمة ، والبعثات والتدريب الوظيفي ، وتقارير الكفاءة وغيرها من المسائل التي تناولها ، أما اللائحة التنفيذية ، فهي تفصل الأحكام العامة الواردة بقانون الخدمة المدنية .

    أما بالنسبة لموظفي الحكومة بالقطاع العسكري ، فلهم قانونهم الخاص يطبق بشأن تعيينهم وترقيتهم وإنهاء خدماتهم وغيرها ، وكذلك لديهم محاكم عسكرية خاص بهم ، فهؤلاء لا يخضعون لرقابة القضاء الإداري ، وإن كان هذا القول لم يورده قانون محكمة القضاء الإداري الصـادر بالمرسـوم الســــلطاني رقم 91/99 .

    ومن الطبيعي أن الأفراد سواء إن كان فردا عاديا أم كان موظفا عاما ، فلا يقوى لهم الوقوف أمام الحكومة التي دائما تتمتع بالقوة والهيمنة والسيطرة ، ولها سلطات استثنائية في علاقاتها بغيرها كإنهاء العقد المبرم بينها وبين الطرف الآخر دون إنذار سابق ، أو نزع الملكة الخاصة للمنفعة العامة في الوضع الذي لا يجوز فيه التعرض أو الاعتداء على ملكية الغير دون وجه حق ، وهي تعتبر دائما الطرف القوي في كل الأحوال ، وأن الأفراد هم الطرف الضعيف .

    لذلك فإن للأفراد بحاجة إلى طرف آخر محايد يقف معهم وينصفهم في الأوقات التي تتضارب فيها المصالح بين الإدارة أو الحكومة وبين الأفراد بالصفة التي أشرنا إليها أعلاه .

    والطرف المحايد هنا هو القضاء الإداري ، حيث أن وجود القضاء الإداري نتيجة لتلك العلاقة التي تربط بين الحكومة وبين الأفراد في المجتمع ، ولكون أن الحكومة صاحبة السلطة والسيادة ونتيجة لتمتعها بسلطات استثنائية ، فقد تتجاوز السلطة العامة صلاحياتها المحدودة بالقانون في علاقاتها بغيرها كمخالفة أحكام القانون أو إساءة استعمال السلطة الممنوحة لها أو عدم تطبيق القانون ، وغيرها
    وأيضا نتيجة لأعمال بالمبدأ العام الوارد بالقوانين المدنية في بعض الدول وهو ” لا ضرر ولا ضرار ، والضرر يزال ” .

    لذلك جاء القضاء الإداري ليكون مراقبا على الأعمال العادية للحكومة من أي تجاوزات قانونية قد تصدر منها أثناء ممارسة اختصاصها وصلاحياتها القانونية ، وبالتالي قد تهدر حقوق الأطراف الضعيفة من جراء هذه الممارسة وأيضا ليعيد التوازن في حالة فقده بين الأطراف المتباينة .

    نستخلص مما جاء بعاليه أن القانون الإداري هو المحرك الأساسي لأنشطة الحكومة ، والذي يبين كيفية أداء وظائفها وهو الذي يحدد علاقاتها بالأفراد ، وكذلك علاقتها المركزية بالإدارات المحلية في الأقاليم ودرأ من تجاوزات لصلاحية السلطة العامة المحددة أثناء ممارسة أعمالها العادية ، وصون حقوق وحريات الأفراد من هذه التجاوزات فجاء القضاء الإداري ليقف أمام هذه المسألة .

    #365008
    ya ghli
    مشارك

    السلام

    اشكرك على المعلومات

    واتمنى ان تواصل الكتابة في مواضيع اخرى

    وارجوا ان تحوز اعجابي مثل الموضوع هذا

    وشكرا

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد