ردود العضو
-
الكاتبالمشاركات
-
30 نوفمبر، 2002 الساعة 6:59 م #385055
الحبيب العماني
مشاركالعزيزة فخّورة
تتسائلين في موضوعك الذي أشك بأنك نقلتي فكرته من بعض المواقع الأصولية و التي تحارب خروج المرأة للعمل و تريدها أن تتوقع في بيتها و تنقبر فيه و لا تخرج منه إلا إلى بيت الزوج أو للحج و أخيرا إلى القبر و في سبيل تحقيق هدفها ذلك تتبع شتى الطرق في التشويش على دورها في المجتمع.
و ردا على تساؤلاتك: هل تصلح المراة لتدريس البنين البعض وافق ولكن في حدود الاطفال من البنين وذلك بحكم عاطفتها الحنونة وما تملكه من رحمة وعطف وصبر!
أقول :
*الرجل اكثر معرفة بخصائص الرجال وما يصلحهم فهو الاصلح لغرس ذلك في عقول الابناء.
ذلك صحيح فالرجال أكثر معرفة بخصائص الرجال و لكننا هنا نتحدث عن أطفال دون سن الرجولة وهم لا زالوا بحاجة إلى حنان و عطف و رعاية خاصة و من أكثر حنانا و عطفا و رعاية للطفل من الأم و الأخت و الجدة و العمة و الخالة و لهن في المدرسة ممثلة بالمُدرِّسَة. فكم مدرس رجل يترك في نفوس الصغار نفورا من المدرسة بسبب قسوته و جبروته و فضاضته و هيكله و عاداته و سلوكه و قلة صبره.
*علماء النفس والمتخصصون في علم الاطفال يقولون ان الطفل في عامه الثالث يبدا في الاحساس بالاعتزاز بشخصيته فكيف وسنه فوق السادسة فسيشعر بالنقص عن الاخرين لان معلمته امراة.
هذا الاحساس الذي تصفينه و تذكرينه ليس إحساسا طبيعيا و لكنه و ليد أفكار و ممارسات و معتقدات محلية في مجتمعات منغلقة تعشش فيها أفكار متطرفة يبثها الأصوليون. و لكن في المجتمعات التي للمرأة كيانها و احترامها و دورها في المجتمع ندا للرجل فإن مثل هذه الأفكار و المشاعر لا وجود لها على الإطلاق.
* ان هناك اعوجاج في اللهجة لدى اطفال التمهيدي لانهم اخذوا الحروف على لهجات تحاكي لهجة المراة.
شيئ مضحك فعلا فما دخل اعوجاج اللغة في محاكاتها للهجة المرأة، فهل لغتك التي تتحدثين بها معوجة مثلا؟ ألا تلاحظين بأن معظم مذيعات الأخبار في الفضائيات هن من النساء و تغلبن على الرجال في إتقان النطق باللغة. إن اعوجاج اللغة و استقامتها لا دخل لها بنوع المدرس ذكرا كان أم أنثى و لكن بدرجة ثقافة المدرس فهو المحك في تقييم هذه اللغة.
*ان المراه ليست دائما اكثر حنانا او صبرا من الرجل فنشاهد في الواقع خلاف ذلك فكم من اب تفوق الام في ذلك وهذه مواهب يرزقها الله لمن يشاء فحتى في احدى اعياد الام في كندا فاز رجل بلقب الام المثالية
تقولين بأن كون المرأة أكثر حنانا و صبرا ليس دائما ، فهل ثبت لديك بأن المدرس الذكر أكثر حنانا و صبرا و دائما؟ و إذا تحدثنا عن النسب فهل نسبة الحنان و الصبر لدى الرجال هي أكثر مما لدى النساء؟
*ان الاطفال في هذا السن يحكون كل ما يحدث لهم ويصفون كل شئ فيصفون المعلمة من كل جانب وهذا الوصف قد يستغله اصحاب النفوس المريضه.
إذا الخلل ليس في المُدرِّسة و لكن في أصحاب النفوس المريضة. و أصحاب النفوس المريضة هؤلاء أليس لهم مورد يسمعون فيه عن وصف المرأة سوى الأطفال؟ أليس في الفضائيات و المجلات و الصحف و السينما و الشواطئ و الاسواق و المجمعات التسويقية ما يكفي أصحاب النفوس المريضة؟ و هل المرسة تتعرى لا سمح الله في الفصل ليصفها الطفل وصفا سيئا لأصحاب النفوس المريضة؟
و لك فخّورة خالص التحية
الحبيب العماني
29 نوفمبر، 2002 الساعة 4:37 م #384916الحبيب العماني
مشاركلعلكم تعرفون بأن عملي هو في عالم الكتب. و الكتب كما يعرف الجميع يكتبها أناس يسمون بكتاب او مؤلفين أو مبدعين. و بأن هناك فئة أخرى مهمتها نقد ما كتبه هؤلاء الكتاب و هم بالتالي يسمون بالنقاد. و مهمة الناقد هو نقد الكتاب أي شرحه و تبيان ما فيه من سلبيات و ما فيه من إيجابيات و في كثير من الأحيان يكون النقد في حجم الكتاب نفسه إن لم يكن أكثر منه كلمات و صفحات.
النقد الموضوعي نقد مرغوب فيه و يسمى مثل هذا النقد بالنقد البناء، أي أنه يساعد المنقود على القيام بإصلاح المادة المنقودة. كتابا كانت هذه المادة أو لوحة أو عملا فنيا أو معماريا أو مشروعا صناعيا أو تجاريا، أو مشروعا تجاريا أو صناعيا أو عمرانيا.
و كل منا له الحق في القيام بدور الناقد و لكن شريطة أن يكون ملما بأصول النقد و شروطه و أدواته. و بصدد هذا الموضوع المطروح للنقد هنا ألا و هو سياسة وزارة التربية و التعليم فلا بد للناقد الموضوعي قبل أن يفكر في مثل هذا النقد لمنظومة حكومية ضخمة أن يكون تحت يديه مجموعة كبيرة من المعلومات كبيانات الطلبة الدارسين في مختلف المناهج و الدورات و الفصول و الناجحين منهم و عدد المدرسين و الإداريين و المدارس و عدد من تخرج منهم و قبلته الجامعة و عدد من حصل على بعثات خارجية و عدد من انخرط في مختلف الكليات و المعاهد المتخصصة و عدد من درس على نفقته الخاصة ثم أخيرا عدد من عمل من هؤلاء في السلك الوظيفي للحكومة و عدد من عمل منهم في السلك الوظيفي الخاص و غيرها الكثير من البيانات و الاستبيانات ثم يتصدر لنقد ما يشاء بانيا نقده على معلومات أكيدة و موثقة.
نقد كتاب أو لوحة أو عمل فني أو دراسة ما قد يقوم به شخص واحد أو أكثر من شخص يعملون في نفس المجال. و لكن نقد عمل مؤسسة تعليمية واسعة التأثير في بنية الأمة بكل ما تتحمله هذه المؤسسة من مسؤوليات و تبعات و بكل مالديها من خبراء أجانب آخذون بالانخفاض تدريجيا و خبراء محليون مواطنون حاصلون على شهادات دراسية أكاديمية عليا و مسؤولون مضى على وجودهم على رأس دوائرهم ردحا من الزمن اكتسبوا فيها العلم و المعرفة و الدراية و الخبرة فهي لعمري مهمة لا يتجرأ أي إنسان عاقل للتصدي لها وحده بل لا بد أن يشكل معه فريق عمل ناقد يبحث و يحقق و يجمع المعلومات و البيانات ليكون لنقده أهمية ثم لنصائحه و توجيهاته وزن و ثقل.
أما النقد للنقد فقط دون أن يظهر أو يقدم الناقد أي دليل أو حجة أو بيان أو استشهاد فاسمحوا لي بتسميته هنا “بسوالف المعصرات” و مع الأسف الشديد فإن النقد الذي قرأته في هذا الموضوع لا يستقيم على أي طريقة أو منهج أم مسلك من طرق و مسالك و مناهج النقد الموضوعي.
و لا أقول في هذا بأن سياسة وزارتنا للتربية و التعليم هي في منتهى الكمال و لا تشوبها أية شائبة و ليس فيها أي عوج ولا ميلان و لكن الكمال لله وحده، و لو جاء النقد مجزءا أي إن رأى أحدكم منكرا في سياسة الوزارة أو عملها فنقد هذا المنكر أو هذا التقصير أو هذا الخطأ و في نفس الوقت لو تقدم مشكورا بطرح فكرة للتصليح و التقويم و التعديل و التصحيح فله الشكر و الأجر و الثواب. و لكن أن نصم سياسة الوزارة بقضها و قضيضها بأنها سياسة فاشلة و بأنها ستودي بأولادنا و نشأنا إلى الهاوية، فهذا لعمري هو البهتان المبين.
بارك الله لكم هذا الشهر الفضيل و مبارك عليكم قدوم عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم و علينا و على القائمين بوزارة التربية و التعليم و على كل طالب و طالبة مهددين بالسقوط إلى الهاوية باليمن و البركات و النجاة من السقوط .
و السلام
24 نوفمبر، 2002 الساعة 7:32 م #384369الحبيب العماني
مشاركمن أجل ثقافة جنسية حقيقية
بقلم/ د.عمرو أبو خليل
أخصائي الطب النفسي – الإسكندرية——————————————————————————–
هل نحن في حاجة إلى ثقافة جنسية؟قد يكون هذا هو السؤال المهم .. حيث إن إدراك وجود المشكلة هو نصف الحل، بينما تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى تفاقمها بصورة لا يصلح معها أي حل عند اكتشافها في توقيت متأخر … فما بالنا ونحن نحوم حول الحمى.. و لانناقش الأمور المتعلقة بالصلة الزوجية و كأنها سر و لا يسمح حتى بالاقتراب لمعرفة ما إذا كان هناك مشكلة أم لا؟ لأن ذلك يدخل في نطاق “العيب” و”قلة الأدب”، فالمراهقين والمراهقات يعانون أشد ما يعانون من وطأة هذه الأسئلة وهذه المشاعر!!، ونحن نسأل: كيف إذن يتم إعداد الأبناء لاستقبال هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم بكل ما تحويه من متغيرات نفسية وجنسية وفسيولوجية، وحتى مظهرية؟ .. فالأم تقول: إني أصاب بالحرج من أن أتحدث مع ابنتي في هذه الأمور. وطبعًا يزداد الحرج إذا كان الابن ذكرًا.. وهكذا يستمر الموضوع سرًا غامضًا تتناقله ألسنة المراهقين فيما بينهم، وهم يستشعرون أنهم بصدد فعل خاطئ يرتكبونه بعيدًا عن أعين الرقابة الأسرية، وفي عالم الأسرار والغموض تنشأ الأفكار والممارسات الخاطئة وتنمو وتتشعب دون رقيب أو حسيب. ثم تأتي الطامة ويجد الشاب والفتاة أنفسهما فجأة عند الزواج وقد أصبحا في مواجهة حقيقية مع هذا الأمر، ويحتاجان إلى ممارسة واقعية وصحيحة، و هما في الحقيقة لم يتأهلوا له. ويواجه كل من الزوجين الآخر بكل مخزونه من الأفكار والخجل والخوف والممارسات المغلوطة، ولكن مع الأسف يظل الشيء المشترك بينهما هو الجهل و عدم المصارحة الحلال بالرغبات و الاحتياجات التي تحقق الإحصان، ويضاف لهذا الخوف من الاستفسار عن المشكلة أو طلب المساعدة، وعدم طرق أبواب المكاشفة بما يجب أن يحدث …وكيف يحدث..!
إنني كطبيب أواجه يومياً في مركز الاستشارات النفسية و الأسرية العديد من الحالات لمراهقين أوقعهم جهلهم في الخطأ و أحياناً الخطيئة ، و أزواج يشكون من توتر العلاقة ،أو العجز عن القيام بعلاقة كاملة، أو غير قادرين على إسعاد زوجاتهم، و زوجات لا يملكن شجاعة البوح بمعاناتهن من عدم الإشباع لأن الزوج لا يعرف كيف يحققها لهن ، و غالباً لا يبالي.. ومع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب، حيث لا تقدم المناهج التعليمية -فضلاً عن أجهزة الإعلام- أي مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه رغم كل الغثاء و الفساد على شاشاتها و الذي لا يقدم بالضرورة ثقافة بقدر ما يقدم صور خليعة.
ويزداد الأمر سوءاً حينما يظل أمر هذه المعاناة سرًا بين الزوجين، فتتلاقى أعينهما حائرة متسائلة، ولكن الزوجة لا تجرؤ على السؤال، فلا يصح من إمرأة محترمة أن تسأل و إلا عكس هذا أن عندها رغبة في هذا الأمر( وكأن المفروض أن تكون خُلقت دون هذه الرغبة!) والزوج -أيضًا- لا يجرؤ على طلب المساعدة من زوجته..، أليس رجلاً ويجب أن يعرف كل شيء.. وهكذا ندخل الدوامة، الزوج يسأل أصدقاءه سرًا؛ وتظهر الوصفات العجيبة والاقتراحات الغريبة والنصائح المشينة، حتى يصل الأمر للاستعانة بالعفاريت والجانّ، لكي يفكّوا “المربوط”، ويرفعوا المشكلة.
و عادة ما تسكت الزوجة طاوية جناحيها على آلامها، حتى تتخلص من لَوم وتجريح الزوج، وقد تستمر المشكلة شهوراً طويلة، ولا أحد يجرؤ أن يتحدث مع المختص أو يستشير طبيبًا نفسيًا، بل قد يصل الأمر للطلاق من أجل مشكلة ربما لا يستغرق حلها نصف ساعة مع أهل الخبرة والمعرفة،.. ورغم هذه الصورة المأساوية فإنها أهون كثيرًا من الاحتمال الثاني، وهو أن تبدو الأمور وكأنها تسير على ما يرام، بينما تظل النار مشتعلة تحت السطح، فلا الرجل ولا المرأة يحصلون على ما يريدون أو يتمنون، وتسير الحياة وربما يأتي الأطفال معلنين لكل الناس أن الأمور مستتبة وهذا هو الدليل القاطع- وإلا كيف جاء الأطفال!!
وفجأة تشتعل النيران ويتهدم البيت الذي كان يبدو راسخا مستقرًا، ونفاجأ بدعاوى الطلاق والانفصال إثر مشادة غاضبة أو موقف عاصف، يسوقه الطرفان لإقناع الناس بأسباب قوية للطلاق، ولكنها غير السبب الذي يعلم الزوجان أنه السبب الحقيقي، ولكنّ كلاً منهما يخفيه داخل نفسه، ولا يُحدث به أحدًا حتى نفسه، فإذا بادرته بالسؤال عن تفاصيل العلاقة الجنسية -كنهها وأثرها في حدوث الطلاق- نظر إليك مندهشًا، مفتشًا في نفسه وتصرفاته عن أي لفتة أو زلة وشت به وبدخيلة نفسه، ثم يسرع بالإجابة بأن هذا الأمر لا يمثل أي مساحة في تفكيره!أما الاحتمال الثالث -ومع الأسف هو السائد- أن تستمر الحياة حزينة كئيبة، لا طعم لها، مليئة بالتوترات والمشاحنات والملل والشكوى التي نبحث لها عن ألف سبب وسبب… إلا هذا السبب.
هل بالغنا؟.. هل أعطينا الأمر أكثر مما يستحق؟.. هل تصورنا أن الناس لا هم لهم إلا الجنس وإشباع هذه الرغبة؟، أم إن هناك فعلاً مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من الخجل والجهل، ولكنها تطل علينا كل حين بوجه قبيح من الكوارث الأسرية، وإذا أردنا العلاج والإصلاح فمن أين نبدأ؟ إننا بحاجة إلى رؤية علاجية خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا حتى لا يقاومها المجتمع، و أن نبدأ في بناء تجربتنا الخاصة وسط حقول الأشواك والألغام،و نواجه هذه الثقافة الغريبة التي ترفض أن تتبع سنة رسول الله في تعليم و إرشاد الناس لما فيه سعادتهم في دائرة الحلال، و تعرض عن أدب الصحابة في طلب الحلول من أهل العلم دون تردد أو ورع مصطنع،هذه الثقافة التي تزعم “الأدب” و “الحياء” و “المحافظة” و تخالف السنة و الهدي النبوي فتوقع الناس في الحرج الحقيقي و العنت و تغرقهم في الحيرة و التعاسة. وهذا يحتاج إلى فتح باب للحوار على مختلف الأصعدة وبين كل المهتمين،نبراسنا السنـة وسياجنا التقوى والجدية والعلم الرصين وهدفنا سعادة بيوتنا والصحة النفسية لأبناءنا.
وهذا ما سنناقشه تباعأً
4 نوفمبر، 2002 الساعة 4:31 ص #381958الحبيب العماني
مشاركالحلقة الرابعة :
إذاً ما ذا سيتبقى من السعودية الحالية؟ في الواقع ستعود اسرة آل سعود إلى موطنها الأصلي الذي خرجت منه في الأساس و هو منطقة نجد الصحراوية و بالطبع سوف لن يبقى لها من منفذ على أي من البحار و لن يبقى لها من مصير إلا الاتحاد مع الكويت ليجتمع “المتعوس مع خايب الرجا”
هذه السيناريوهات ربما تكون قريبة الحدوث و لكن الآتي منها ربما سيستغرق وقتا أطول و هي احتمالات و تكهنات تتداولها أروقة واضعي الاستراتيجيات البعيدة المدى. و محورها هو ما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة.
هذه الدولة نشأت على عجالة من أمرها و بعد أن قررت بريطانيا الانسحاب من منطقة الخليج و بدأت الفكرة بدمج المحميات البريطانية في المنطقة في دولة واحدة و هي سلطنة مسقط و عمان و البحرين و قطر و إمارات ساحل عمان المتصالحة (و هي السبع إمارات الحالية). و لكن المفاوضات لم تنجح لأنه كان من الواضح بأن القيادة و الرئاسة كانت ستؤول إلى سلطان مسقط و عمان و لكن لعب العنصر المذهبي في عدم نجاح مثل هذه الفكرة، بالإضافة إلى الضغوط و المؤامرات السعودية. و هكذا أعلنت دولة في قطر و أخرى في البحرين و بقيت سلطنة مسقط و عمان على ما هي عليه من استقلال، أما الإمارات السبع فقد دخلت في وحدة كونفيدرالية على أن تتحول مع الأيام إلى وحدة إندماجية. و قد تقرر أن يتبادل رئاسة الدولة واحد من الحكام السبع كل سنتين و اختير الشيخ زايد كأول رئيس على أن يليه حاكم دبي المرحوم الشيخ راشد بن مكتوم. و لكن الشيخ راشد تنازل عن حقه للشيخ زايد و لم يجد بقية الشيوخ بدا إلا من اتباع خطاه و التنازل عن الرئاسة للشيخ زايد و ذلك عرفانا منهم بجميله في إعطائهم و حكوماتهم المحلية الكثير من الأموال لتسيير أمورهم الشخصية و أمور إماراتهم الفقيرة.
و مرت السنون و حالة الإمارات تزداد سوءا و تشرذما، و لا يغرن أحد ما يوجد في بعض مناطقها من حالة اقتصادية مزدهرة إلا أنها قائمة على بحيرة من المشاكل و الأخطاء ستغرق فيها إن عاجلا أو آجلا إن لم تتدارك أمرها و تصلح أوضاعها. و أهم هذه المشاكل هي اعتمادها على العنصر الآسيوي في تسيير كل صغيرة و كبيرة في اقتصادها الهش هذا، و تسابق شيوخ الإمارات الفقيرة للإتجار بالتأشيرات و الكفالات للحصول على المزيد من الأموال التي يكدسونها في بنوك العالم تحسبا ليوم يطردون فيه إما من قبل شعوبهم أو من قبل من نصبوهم أساسا حكاما غير منتخبين بينما يتكدس الآسيويون في كل بقعة من بقاع هذه الأرض حتى أصبح المواطن فيها عملة نادرة و أصبح العربي فيها منبوذا مطرودا محتقرا و أخيرا هو إرهابي فإن لم يكن كذلك فهو مشروع إرهابي.
أما حالة الإتحاد فحدث و لا حرج، فليس هناك اتحاد بالمعنى المفهوم للدول. فكل إمارة لها نظمها المحلية الخاصة و حكوماتها الخاصة و بلدياتها و موانئها و مطاراتها و جماركها الخاصة، أي كل ما فيه جلب للأموال. أما ما فيه صرف من المال كالصحة و التعليم و الطرق و ما شابه ذلك فتركوه للحكومة الإتحادية أي يصرف على كل ذلك من جيب زايد وحده.
لذا فإن ترك أمر هذه الإمارات على ماهي عليه سيكون ثغرة قد تتسلل إليها المشاكل و هذه المشاكل ستسبب الصداع لبقية دول المنطقة ربما أدى تصدعها إلى طمع دول من خارج المنطقة لفرض السيطرة عليها و ستصبح لدينا فلسطين أخرى و لكنها في هذه المرة لن تكون يهودية و إنما هندوسية و خصوصا بعد غياب الرمز الذي يوحدها في الوقت الحاضر إلا و هو الشيخ زايد.
و الحل الذي يراه هؤلاء المخططون هو أن تقسم هذه الدولة إلى قسمين رئيسيين. الأول و هي الإمارات الجنوبية و هي أبو ظبي لوحدها. و هذه ستمنح لقطر كثمن لمواقفها المجيدة في دعم خطط الولايات المتحدة في المنطقة. أما القسم الثاني و هي الإمارات الشمالية فإنها ستعود إلى أصلها أي إلى عمان و تعود عمان الكبرى إلى ما كانت عليه فيما مضى من سالف العصر و الأوان.
فالمحصلة النهائية في المنطقة ستكون كالتالي:
• المملكة العراقية الهاشمية (راعية العتبات المقدسة الشيعية)
• المملكة الأردنية الهاشمية (راعية الحرمين الشريفين )
• جمهورية اليمن (حامية باب المندب و مدخل البحر الأحمر)
• سلطنة عمان (الكبرى) (حامية مضيق هرمز و مدخل الخليج العربي الفارسي)
• (مملكة) قطر (أرض قناة الجزيرة _ CNN العرب)
• مملكة البحرين (همزة الوصل الجديدة بين الساحل العربي و الساحل الفارسي)
• دولة الكويت و نجد أو مملكة نجد و الكويت (الله أعلم)و لكن هناك…..تساؤلات :
• ملك العراق الهاشمي ليعود إلى ملك أجداده فلا بد له من أن يدفع الثمن
• و ملك الأردن الهاشمي ليستعيد أرض أجداده فلا بد له من أن يدفع الثمن
• و اليمن و قطر و البحرين لا بد لهم من أن يدفعوا ثمن ما سيضاف لهم من أراضي و ما سيحصلون عليه من خيرات و كذلك سلطنة عمانفماذا سيكون الثمن ياترى؟
هل لدى أحد منكم أي جواب؟؟؟؟
1 نوفمبر، 2002 الساعة 7:21 م #381838الحبيب العماني
مشاركالحلقة الثالثة
تقسيم السعودية
لم تكن الحكومة البريطانية جادة في التقيد بوعودها التي قطعتها على نفسها مع الشريف حسين أمير مكة لإنشاء دولة عربية على جميع الأراضي العربية المشرقية المحررة من نير الإستعمار العثماني و تنصيبه خليفة للمسلمين بدلا من الخليفة العثماني و ذلك لأنها رأت بأن مثل هكذا دولة إسلامية كبيرة و هكذا خلافة برئاسة مثل هذه الشخصية التي تنتمي في سلالتها إلى الرسول الكريم ستكون خطرا ماحقا على الدولة العبرية التي وعد بها بلفور اليهود مقابل وقوفهم معها و مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية و خصوصا أصحاب المال و الأعمال المعروفين و المشهورين في الولايات المتحدة الأمريكية. لذا فقد لجأت إلى تفتيت المشرق العربي إلى دويلات صغيرة كاقتطاع لبنان عن سوريا و سلخ أراضي من سوريا و العراق و فلسطين لتنصيب الأمير عبد الله إبن الشريف الحسين ملكا عليها فيما سمي بمملكة شرق الأردن. ثم العراق و تنصيب الأمير فيصل و هو أيضا إبن للشريف حسين ملكا على العراق و أخيرا وضع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني المباشر و ذلك تمهيدا لتسليمها لليهود قبل انسحابهم منها.
أما في شبه الجزيرة العربية فإنهم قاموا بدعم عبد العزيز بن سعود على إبن الرشيد و الشريف حسين و تمكن بن سعود من توحيد المناطق التي تسمى الآن بالمملكة العربية السعودية عن طريق شن حروب و غارات على معظم تلك المدن و القبائل و بدعم مباشر من الحكومة البريطانية. كانت رغبة بريطانيا الخفية من هذا إيجاد إسفين تدقه بين مسلمي هذا المشرق العربي كي لا تجتمع كلمتهم و تتوحد صفوفهم متى ما اجتمعوا في مواسم الحج في مكة المكرمة و خصوصا و أن الاختلاف بين جل المذاهب الإسلامية ليست على هذا الجانب الكبير من الغلو و المكابرة و العداء بخلاف المذهب الوهابي الذي تتمسك به السعودية مكفرة غيرها من المذاهب الإسلامية الأخرى.
ظلت السعودية مخلصة و مطيعة لسياسات الحكومة البريطانية و من بعدها لخليفتها في استعمار المنطقة أعني بها الولايات المتحدة الأمريكية. و ظل شعبها يرتع في نعيم و خيرات الانفتاح البترولي غير عابيء بسياسة حكومته و لكن هذا الترف النفطي و ما صاحبه من انتشار التعليم افرز الكثير من الشباب المتعلم المثقف و الذين يخشى من إشتغالهم بالسياسة و مطالبتهم مشاركة العائلة المالكة السعودية الكثيرة العدد و المتحكمة بكل صغيرة و كبيرة من إدارات الدولة و مرافقها الهامة، لذا بادرت إلى إرسالهم إلى الخارج لنيل درجات عليا كالماجستير و من بعدها الدكتوراه و متى ما عادوا بعد ذلك فقد بلغوا من السن و الدرجة العلمية ما يحميهم من الإنزلاق في هوة التيارات السياسة و خصوصا أنهم بالإضافة إلى ذلك تكبلوا بقيود عائلية و زوجات و أولاد و مصالح اقتصادية و ما شابه ذلك.
و لكن وجودهم زاد على الحد الذي يمكن للأقتصاد السعودي من تحمله و استيعابه ثم أن الكثير عاد و معه أفكار جديدة و تطلعات جديدة للطريقة التي يجب أن تدار بها شؤون بلادهم. و هنا قامت المملكة بترحيلهم إلى خارج الديار و خصوصا المتطرفون منهم و كان في ما حدث في إفغانستان و صيحة الجهاد التي دوت في أرضها لأخراج الإستعمار الشيوعي الملحد. هذا الجهاد الذي امتدت جذوره و عروقه بقدرة قادر إلى الشيشان و جنوب الفليبين و البوسنة و الهرسك و كشمير و غيرها الكثير من المواقع التي خرج فيها المسلمون مطالبين بالإستقلال و إقامة دول إسلامية مستقلة تماما أو شبه مستقلة بحكم ذاتي و كانت المعونات السعودية و المجاهدون السعوديون و الدعم السعودي و الدعاة الوهابيون هو القاسم المشترك الأعظم في كل هذه الحركات الإنفصالية. هذه الحركات التي سببت صداعا للتحالفات الإقتصادية الغربية و الشرقية على السواء. و ما بن لادن و تنظيم القاعدة إلا مثال حي على ذلك.
كما أن هذه الحركات ذات الصبغة الدينية بالإضافة إلى الثورة الأيرانية و العائدون من الأفغان العرب أنجبت حركات إسلامية في الكثير من الدول العربية لقلب أنظمة الحكم فيها إلى حكم إسلامي يكفر الغرب و كل متعاون معهم، و لكن الحكومات تصدت لهم و أنزلت بهم خسائر فادحة جعلتهم يغيرون مواقفهم من جماعات تخطط للأستيلاء على السلطة حربا و إرهابا إلى جماعات ترسم لتحكم عن طريق صناديق الأقتراع و عن طريق الديموقراطية. أي أن خطرها قد زال و في نفس الوقت فإن القطرية ترسخت في أذهان جميع شعوب المنطقة بعد ما مرت به من أحداث كحروب العرب مع إسرائيل و حرب العراق مع إيران و غزو العراق للكويت و انتشار القواعد الغربية في كافة أرجاء الوطن العربي. هنا وجد المخططون الغربيون بأن الحاجة إلى حكم وهابي يفرقون به بين سائر الطوائف الإسلامية لم يعد له داع و بأن صيغة جديدة لا بد منها لوضع الأماكن المقدسة في مكة و المدينة. و هذا لن يتم إلا بتقسيم هذه المملكة و إعادتها إلى شبه مكوناتها الأصلية.
باختصار شديد : الخطة تقضي :
• قطع الأرض الممتدة من الحدود الأردنية و حتى لقائها مع أراضي نجران و عسير أي فيما كانت تسمى فيما سبق بالحجاز و ضم هذه إلى المملكة الأردنية الهاشمية حيث أن ملكها عبد الله الثاني هو من أحفاد الشريف حسين أمير مكة و من أحفاد الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم و هاشم هو الجد الأكبر للأسرة الهاشمية التي يحكم أحفاده الأردن و كانوا يحكمون و سيحكمون العراق حيث بقية مراقد الأئمة من آل الرسول. و هذا سيلقى هوى و رضا شديدا في نفوس المسلمين سنة و شيعة و غيرهم.
• إعادة ضم نجران و عسير إلى الوطن الأم اليمن و الذي كما يرى الجميع أصبحت ضلعا مهما في تحقيق السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة بعد أن أضناها التشرذم و التمزق القبلي في بعض مناطقها و الأيديولوجي في مناطق أخرى المتذبذب بين الماركسة و اللينينة و الماوية.
• و ما تغيير الحكم في جزيرة البحرين من مشيخة إلى مملكة دستورية إلا تمهيد لأعطاء البحرين دورا كبيرا في مستقبل المنطقة و لا أشك في أن البحرين الصغيرة إلا و سيضم إليها المناطق الشرقية من المملكة حيث الأغلبية الشيعية و حيث آبار البترول و البحرين بحكامها و وضعها الحالي مقبولة من قبل سكان الشرقية و مدعومة دوليا من قبل الغرب و إيران التي تعتبر نفسها قائدة الشيعة في العالم الإسلامي و راعية مصالحهم.و إلى اللقاء في الحلقة الرابعة من هذه التخاريف!!!!
الحبيب العماني
1 نوفمبر، 2002 الساعة 9:28 ص #381797الحبيب العماني
مشاركالحلقة الثانية
مما سبق رأينا كيف أن إتفاقية سايكس بيكو كانت تتويجا لجهود الحلفاء في الحرب في الشرق الأوسط و خطة لاقتسام ثرواتها و خيراتها و تسيير أمورها على أشكال متعددة كالإحتلال المباشر أو الإنتداب أو الوصاية أو الحماية، تعددت الأسماء و الاستعمار واحد.
شكل الاستعمار فيما مضى و باختصار شديد كان و اضحا و جليا فهو وجود قوات و قادة من الدول المستعمٍرة (بكسر الميم) في الدول المستعمَرة (بفتح الميم) و استنزاف خيراتها بشكل سافر مباشر. و لكن هذا الاستعمار انحسر تحت ضغط الحركات الشعبية و خرج المستعمر من أبوابنا و كان آخر خروج له في العام 1970 حين أعلنت بريطانيا خروجها النهائي من مستعمراتها و محمياتها في الشرق العربي. و لكنها و قبل أن تخرج هذا الخروج العلني من الأبواب الرسمية كانت قد دخلت من الشباك و استعمرت بل و استوطنت في أوطاننا و أراضينا و كياننا بواسطة الشركات العالمية المتعددة الجنسيات و تحت مسميات ما أنزل الله به من سلطان و في حماية و رعاية و جوار الوكيل الوطني حكومة كان هذا الوكيل أو مواطنا. و هذه المرة لم يكن استعمارا بريطانيا، فرنسيا، أوربيا فحسب بل دخلت معهم في هذا الحلف الاستعماري الجديد الولايات المتحدة الأمريكية و بعد أن تخلصت نهائيا من مبدأ مونرو.
هذا الاستعمار الجديد (ممثلا بالولايات المتحدة و بريطانيا و بقية المصالح الغربية و الرأسمالية” لم يرسل حاميات عسكرية مقيمة بشكل مباشر في كل بلد محتل بل أنشأ قاعدة متطورة مستقلة أسماها “إسرائيل”، عهد إليها مهمة خلق الضروف المناسبة لتجعل من الدول المستعمَرة (بفتح الميم) تهرع إليه لنجدتها و طلب حمايتها و مساعدتها و بالفعل فها هي الدول العربية بقضها و قضيضها تهرول حاملة كل ما تملك حاضرا و مستقبلا من دولاراتها النفطية متوسلة و راجية و جاثمة تحت أقدام هذا المستعمٍر ليحميها و يزودها بالسلاح و العتاد لا ليدافع عن نفسه ضد غزاة من الخارج و لكن ليدافع عن نفسه ضد غزاة الداخل من الإرهابيين الوطنيين و من الأخوة الأعداء من العرب أنفسهم.
حاضر هذه الأمة العربية، حاضر أمام أعين الجميع نهارا جهارا، منشور غسيله القذر على حبال جميع القنوات الفضائية و الأرضية و البرمائية. و على صفحات جميع الصحف و الجرائد و المجلات و كل ما يقرأ من ورق، و على جميع صفحات الويب في هذه الشبكة العنكبوتية الأخطبوطية المنتشرة في كل ركن من أركان العالم، و عن طريق جميع الموجات الإذاعية و السلكية و اللاسلكية و غيرها من الموجات الصوتية و الضوئية و اللاصوتية و اللامرئية.
و لكني و عدتكم بأم أضع لكم هنا تصورا للخطة الجديدة و تصورا للأتفاقية الجديدة بين سايكس بوش و بيكو بلير لتقسيم الشرق الأوسط من جديد و حسب رغبة أعمدة الاقتصاديين الأمريكيين و الغربيين الذين أوصلوا بوش و حكومته و بلير و حكومته إلى سدة الحكم.
الكثير من بنود هذه الخطة قد نُفِّذتْ بالفعل لذا فإن مدخلنا لن يكون من بدايته و لكن من بنود لا حقة من الإتفاق و الذي ننتظره الآن بين ليلة و ضحاها، الا و هو ضرب العراق.
و لنبدأ بعون الله تعالى :
أولا : ضرب العراق
• في يوم و تاريخ و ساعة محددة آتية لا ريب فيها سيبدأ الطيران الحليف بضرب دقيق و مركز لجميع إمكانيات العراق في مجال الإتصالات السلكية و اللاسلكية و التركيز سيكون في محيط العاصمة بغداد و ما حولها لشل كافة الإتصالات بين القيادة و جميع قطعات الجيش العراقي.
• و سيتزامن ذلك بضرب مركّز على محيط مدينة بغداد لقطع جميع الطرق الداخلة و الخارجة من بغداد بما فيها المطارات و الطرق و الجسور و خطو السكة الحديد لعزلها عن باقي مناطق العراق.
• بعد ذلك سيتم ضرب جميع التجمعات العسكرية في داخل بغداد و خصوصا الحرس الجمهوري.
• و متى ما تم لها عزل بغداد عن باقي مناطق العراق و شل كافة القدرات العسكرية داخلها سيتم إنزال وحدات من الكوماندوز و المارين بالطائرات و احتلال بغداد بالكامل.
• سيتم القبض على الرئيس صدام حسين و أبناؤه و أعوانه و سيتم التخلص منهم فورا حتي تيأس بقية قطعات الجيش الموجودة في خارج العاصمة من عودته للقيادة و كي يتحرر كبار الضباط و صغاره من عبأ الولاء و القسم العسكري الذي يكبلهم.
• من الكويت ستنطلق حملة برية لاحتلال البصرة كي لا يقوم الانفصاليون بإعلان انفصال الجنوب و إعلان دولة شيعية موالية لإيران و تطلب منها الدخول لحمايتها.
• بعد استتباب شيء من الهدوء على هذه الجبهات سيفتح مطار بغداد الدولي لساعات حيث ستهبط مجموعة من الطائرات المدنية تقل أكبر حشد صحفي يرافق كرزاي العراقي الجديد و الذي من المتوقع أن يكون حفيد ملك العراق السابق الآمير علي. و معه حكومته المؤلفة في المنفى الأمريكي البريطاني. و يعلن قيام حكومة ملكية دستورية عراقية (هاشمية) (تذكروا هذه الصفة جيدا لأن شرحا مفصلا سيأتي لاحقا) و تشكيل حكومة عراقية مؤقتة لحين استتباب الأمن في جميع ربوع العراق و إجراء إنتخابات برلمانية نزيهة و يكون نظام الحكم في العراق شبيها بنظام الحكم في بريطانيا.المزيد سأوافيكم به في الحلقة الثالثة فانتظروها
مع خالص تحيات
الحبيب العماني
28 أكتوبر، 2002 الساعة 1:26 م #381560الحبيب العماني
مشاركلأسباب خاصة توقفت عن الكتابة في مجالسنا و لكني كنت أزورها بين الفينة و الأخرى لقراءة إبداعات الزميل خالد. و قد ارسل لي أحدهم وصلة بهذا الموضوع الغريب المطروح على ساحة مجالسنا فرأيت أنه لا بد لي من المشاركة و الرد على ما جاء فيها من إفتراءات :
يقول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه : {يسم الله الرحمن الرحيم * أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * صدق الله العظيم} و أنتم أيها السادة يا من تكفرون الآخرين أقرأو أيضا قول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه : {بسم الله الرحمن الرحيم * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * صدق الله العظيم} . و أختنا العزيزة المشرفة “الغشمرية” تقول بأنها تشك بأن العضوة هنّودة هي رجل وبأنها أي الغشمرية لديها معلومات عن هذا الشخص، إسما كاملا و شكلا و كذلك اسم العقار الذي يمتلكه و صورته إن أردنا و كذلك أقرباؤه الذين يعرفهم المشرف خالد جيدا. و من بعدها جاءت الحليوة لتلمح بأن هنّودة ربما تكون الحبيب العماني و أخيرا جاء الزميل “كايندجاي” ليؤكد بأنه و بمنتهى الصدق و التأكيد بأن :(هنوووودة = الحبيب .. مشرف الرأي)
المشكلة هنا بأن الدخول إلى مجالسنا أو إلى أي منتدى حواري على شبكة الكمبيوتر لا يحتاج منا إلى إبراز البطاقة الشخصية كما نفعل مثلا على الحدود الدولية للتأكد من شخصياتنا و من ثم يُسمح لنا بالدخول. و كذلك فإن معظم المشاركين في هكذا منتديات إنما يشاركون بأسماء مستعارة أو وهمية. وأنه ليس من المطلوب للإشتراك أن يثبت المشترك جنسه و عمره و موطنه و أية معلومات شخصية عنه. فكيف تستطيع الغشمرية أن تأتي بإثبات “تتبين و تبين” كما تقول الآية الكريمة بأن المذكورين شخص واحد و خصوصا و أنه لا تتوفر هناك أي جهة رسمية تستطيع أن تقدم لها مثل هذه الشهادة اليقينية. و ليس هناك من سبيل لإثبات هذا الأمر يقينا و بأدلة و براهين مادية معترف بها. و كذلك الأمر بالنسبة للعضوين الآخرين. أنا هنا لا أتهم أيا منهم بأنه ذلك الفاسق الذي جاء بهذا النبأ و لكني أقول كان عليهم أن يتبينوا أن النبأ صحيح أولا قبل أن يصيبوا الحبيب العماني بأذى. و لما كان من المتعذر الحصول على مثل هذا “البيان أو التبيان” اليقيني كان عليهم أن يصمتوا و لا يخالفوا أمر الله فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.
و لنفترض جدلا بأن الحبيب العماني هو هنودة، أليس من واجب المشرفة الجليلة أن تلتزم بقوانين هذا المنتدى و آدابه و التي لا تجيز لمشرف كان أو عضو فيه من كشف شخصيات الآخرين و التهجم على أشخاصهم الحقيقية؟ “موقع مجالسنا لا يستقبل المواضيع التجريحية والتشهيرية والتي تمس شخص معين بدون أي ثوابت لذلك الموضوع ” هذا ما يقوله البند الرابع من قوانين مجالسنا. “لا يجوز إزعاج أو تشوية سمعة أي عضو أو ذكر إسماء الأعضاء بإسلوب غير لائق مهما كانت الأسباب وفي حالة وجود تظلم من قبل أي عضو , يمكنه مخاطبة إدارة الموقع لكي ترى سبب التظلم ومناقشتة , بعدها سوف تقرر الإدارة الحل في ذلك . ” و هذا هو أيضا البند الثاني عشر من القانون نفسه، فهل التزمتي به أيتها المشرفة العزيزة و أيها الأعضاء الكرام؟
و لنفترض جدلا أيضا بأن الحبيب العماني هو هنّودة فهل هناك أي مخالفة لقوانين هذه المنتدى أو غيره من المنتديات المشابهة الأخرى؟ إن كان هناك بند من القانون يقول ذلك فلتتفضل المشرفة الكريمة أو الأعضاء المعترضون أن يبينوه هنا. و إذا سمحنا بتوجيه مثل هذه الأباطيل في حق المذكورَين ، أليس من الممكن أن يقول أحدهم غدا بأن الغشمرية ما هي إلا رجل بشنبات و لحية كثة سوداء أو حمراء، و بأن الحليوة لا هي حليوة و لا من يحزنون بل هي خنشور بشعر مفلفل و ذقن مدبب؟
الموضوع المطروح للنقاش هنا هو أفكار حول المرأة و حجابها و حريتها، و هذا الموضوع أثارته في السابق هنّودة في موضوع شهير و دار فيه نقاش على جانب كثير من الجدية و الموضوعية و الاحترام و هنا في هذا الموضوع أيضا لم تدخل هنودة كما رأيت إلا عندما تذكرها المشرف خالد و العضوة المميزة المشرفة بدور، و عندها دخلت في الموضوع و قالت رأيها، فإن كان هذا الرأي مخالفا للبعض فما عليه إلا أن ينازلها بالحجة و الموعظة الحسنة فإما أقنعها أو أقنعته بالحجة، و ليس هناك أي داع لتحويل الموضوع لساحة من الحرب الكلامية تصيب شظاياها أشخاصا آخرين في هذا المجلس كالحبيب العماني و المشرف خالد.
أتمنى من كل قلبي أن يلتزم الجميع بالموضوعية و مناقشة المادة المطروحة للبحث و عدم فتح جبهات جانبية أو تصفية حسابات و قد أمرنا الله بأن نجادل مخالفينا بالحسنى و لا إكراه في الدين.
و فقكم الله و سامح المخطيء فيكم بحقي.
الحبيب العماني
4 سبتمبر، 2002 الساعة 6:33 ص #377394الحبيب العماني
مشاركالقبائل والدول في سياق البحث
هذا البحث يركز على مسيرة التغير، التي شهدتها عمان من كيان قبلي إلى جهاز دولة منظم. وينشغل البحث عملياً في تحليل الجهاز السياسي للمجتمع، الذي عاش طوال تاريخه من دون أن تكون له دولة بالمفهوم الغربي، لكنها وجدت من خلال عملية تحول من قبيلة إلى دولة. وبحث كهذا يشير إلي التركيب والنماذج الخاصة التي تميز عملية إقامة الدولة في مناطق ما زالت القبائل تتمتع فيها بنفوذ كبير.
تعتبر القبائل والدول نموذجين منفصلين للكيانات، واصطلح الباحثون على ان القبيلة مجموعة واسعة من الناس منظمة على أساس صلة الدم والنسب الجيني. أما الدولة فهي في نظرهم تنظيم قائم على أساس التضامن المدني، يستوجب وجوده توفر مجموعة ولاءات أوسع من تلك القائمة على أساس صلة الدم فقط. ومن ممثلي هذه النظرية البارزين الباحثة بتريشة كرون، التي ادعت “أن القبيلة والدولة الحديثة تمثلان طرفين لطيف بنيوي، وأن الانتقال من أحد الطرفين الى الآخر(من قبيلة لدولة) ينطوي علي تطورات غاية في التعقيد، حتى أن أحد طرفي الطيف يجب أن يختفي قبل أن يلوح الآخر في الأفق”. والاستنتاج من هذا الوصف يتلخص في أن القبائل عكس الدول، يجب أن تتغير بشكل راديكالي، بل وربما حتى ترك الطابع القبلي نهائياً.
إن الافتراضات الأساسية لهذه النظرية غير كافية لإيجاد أدوات تحليلية لمواجهة الواقع الأكثر تعقيداً. إن تعريف مفهومي “قبيلة” و”دولة” بخطوط حدية حاسمة لا ينسجم مع الواقع في شبه الجزيرة العربية، خاصة عمان، حيث تأسس هناك طوال مئات السنين النظام الاجتماعي على أساس مركزية القبيلة في حياة السكان. والافتراض المقبول هو أن القبيلة وحدة إثنية تنتسب إلي أصل مشترك – يشعر أعضاؤها بأنهم وحدة مميزة من حيث الأصل والاقتصاد المشترك التعاوني ومنطقة المعيشة الواحدة – وهي أشياء مطلوبة بدرجة كبيرة بسبب الطبيعة القبلية، وربما من المحتمل خلق إحساس أن المقصود هنا مؤسسة أحادية، لكن ليس الأمر هكذا، فالقبائل يمكن أن تشمل بداخلها نماذج إثنية مختلفة وأن تعكس تعددية الأساس العائلي. وكذلك فإن نشاط القبائل يدل على وجود علاقات سياسية أو علاقات حماية بين الجماعات وليس فقط علاقة دم. والجماعات القبلية لا تحسب فقط على البدوية الرعوية، وليس بالضرورة أن تكون جماعات بدائية معزولة. وفي الواقع فإنه في مجتمعات معينة عملت القبائل في الزراعة وكانت صلتهم ضعيفة بالحياة البدوية والرعوية. والحالة العمانية تشير إلي حد كبير الي الإشكالية الكامنة في تعريف القبيلة وفق مصطلحات مثل، مستوى المعيشة الأساسية، الأمية والجهل، انعدام التفاضلية أو عدم وجود الطبقات، وغياب كل أنواع المؤسسات. فمثل هذه التعريفات استخدمت كثيراً كأساس لأبحاث عديدة. غير أنها لا تناسب الواقع القبلي العماني الذي يوجد به حراك اجتماعي محدود ويجب تحليله بمصطلحات تناسب حالته الاجتماعية.
هذا البحث الخاص بالجهاز القبائلي جنوب شبه الجزيرة العربية، ينظر للقبيلة كوحدة سياسية توجد في أساسها عدة مجموعات فرعية – سلالة عائلات أو أفرع لعائلات واسعة- بنت مع الوقت آليات لتعاون اقتصادي سياسي وحتى تحالفات نتيجة لالتقاء المصالح أو بسبب الوجود في منطقة مشتركة. ويسعي البحث للتأكيد على وجود القبيلة ومعيشتها في بيئات مختلفة، بعضها بدوي وبعضها مأهول، بأحجام مختلفة وبتنظيمات سياسية مختلفة. والبحث يشدد على مدى التنوع الذي يمكن للقبيلة أن تعكسه بمصطلحات ثقافية، الأصل والطبقات الاجتماعية وأنواع العلاقات القائمة بين الجماعات القبلية. لكن يقع في قلب النقاش الفيتو القبائلي كجزء من بنية قبلية متعددة وأكثر اتساعاً، وعملياً كجزء من دولة. ومن الواضح أن القبائل كانت مرتبطة بالدول، وشكلت جزءا من جهاز الدولة وأقامت علاقات مع حكم مركزي. وهذا الافتراض يساعد البحث على إظهار أن القبائل يمكنها خلق تنظيمات دولة (لأجل التعاون في إدارة القوافل التجارية والدفاع المشترك وهكذا) والاندماج فيها، وكذلك للتشويش عليها أيضاً، وللحفاظ على حدود ثقافية يصعب على الدولة كسرها.
والأسئلة التي تثار حول مؤسسة الدولة نفسها كثيرة ومتنوعة. والأبحاث بشأن بناء الدولة في الشرق الأوسط، التي تتطرق للدولة كجسم سياسي مستقل يثير ويعكس تغييرات اجتماعية، ليست قليلة أو نادرة. وهذه الأبحاث كتبت بوحي من تحليل عميق لدراسات عن دول أوروبا وأمريكا اللاتينية أو الولايات المتحدة . ومع ذلك فإن النقاش في موضوع تكوين دولة في الشرق الأوسط ينطوي علي صعوبات عديدة، تبدأ من تحديد المفهوم. والباحثون بشأن الدولة يقولون ان الدولة هي: “صلاحية ذات سيادة تستند إلي الطاعة وقوة الإكراه في إطار إقليم محدد تمارس عليه الاحتكار لفرض الصلاحية واستخدام القوة”. وفي هذا الصدد دمجت استنتاجات أدبيات الحداثة التقليدية مثل آراء دافيد آبتر وجيمس كوامان اللذين اعتقدا أن الروابط البدائية تناقض الولاءات المدنية وأن تلك الروابط تشكل أحد التهديدات الجديدة للدولة الحديثة. أما النظرية المقبولة فقد صاغها جيداً عالم الإنثربولوجيا كليفورد جيرتز الذي قال “إن المواجهة بين الولاءات البدائية والمدنية هي التي تمنح للقبيلة الطاقة والقدرة علىي تهديد الدولة أكثر من أي مشاكل أخرى تواجهها الدولة الحديثة .
وهذا التعريف لا يلائم بالضرورة الواقع الشرق أوسطي وليس فقط دول شبه الجزيرة العربية. وهذا البحث يتبنى تعريفا آخر لمفهوم الدولة مستمدا من أبحاث لعدد من الباحثين مثل بيتر نيتل ويوئيل مجدال ويوسف كوستنر الذين قالوا ان الدولة هي تنظيم مرن ودينامي، يوضع باستمرار أمام تحديات داخلية وخارجية. وزعماء الدول مطالبون بردة فعل على هذه التحديات وتجهيز الدولة للتغيرات الحادثة في القريب. والدولة بناء على ذلك تتحرك باستمرار بين وضع من القوة والضعف، ومن الناحية العملية زوال أو تكيف مواصفات الدولة أو- إذا استخدمنا المصطلح الذي استخدمه الباحث – بيتر نيتل – “مستوي دولاني”.
وهذا البحث يؤكد السيولة في تعريف مفهوم الدولة ويدّعي أن البني السياسية يمكنها تقديم مستويات مختلفة من “الدولانية”. وبهذا فإن مصطلح “دولة” في هذا البحث عبارة عن مصطلح تقني في جوهره، يعبر عن إطار يسيطر على مجتمع في إقليم محدد. وهذه المشاكل يجب عدم تناولها وكأنها مفهومة، بالرغم من أنه بسبب غياب التراث التاريخي والثقافي المناسب فإن فكرة الدولة ستضعف في مجتمعات كثيرة، لأن جهاز الدولة كان له أثر حاسم في مسيرة التطور لكل مجتمعات هذا الزمان. ولذلك فإن تحديد ماتين هافر أنه “في أحوال سياسية مختلفة، أو في وضع سياسي في فترات تاريخية مختلفة تنشأ حالة أكبر أو أقل لـ” دولانية” خاضعة لمقادير التوجيه الذي تقوم به الدولة للمجتمع نحو أهدافه الأساسية” يعتبر نقطة أساسية في تحليل مؤسسة الدولة في هذا البحث.
وحسب المنهج المعروض أعلاه يمكن فهم أن القبائل كانت منظمة في إطار دولاني ولم تكن وحدات سياسية منفصلة، ولكن كجزء من أطر أكبر وأقوي حتى تمنح القبائل الأمن وتستجيب لحاجاتها السياسية والاقتصادية الأساسية. والباحث يوسف كوستنر طوّر نموذجا ل”دولة قبلية” يتميز الجهاز السياسي فيها بتقسيم السلطة بين الحاكم وسكان المدينة وأبناء القبائل على أساس الحقوق والواجبات. ومع ذلك فقد حافظت الجماعات القبلية على قدر كبير من الاستقلالية والتسوية السياسية بينهم وبين الحاكم، ولهذا فإن التغيير وارد. والدولة القبلية أقيمت غالباً في الضواحي من الأراضي الإسلامية – صحاري شبه الجزيرة العربية وشمال العراق- في ظروف طبوغرافية منعت سيطرة فعالة للحكم المركزي العثماني، وهذه الدولة لم تكن لها حدود ثابتة، والقبائل بداخلها لم تؤسس حياتها علي أساس قواعد لعبة سياسية ثابتة، والتحالفات عقدت ثم نقضت بانتظام. هذه الدولة تميزت بجهاز حكومي محدد، والتسوية السياسية فيها اكتسبت طابع الصدفة وليس الطابع المؤسسي.
29 أغسطس، 2002 الساعة 3:08 م #376833الحبيب العماني
مشاركالبعد الجغرافي:
الساحل العماني الذي يمتد بطول 1700كم، يختلف عن الطابع الجبلي والصحراوي للمناطق الداخلية في الدولة، وهذا الاختلاف الجغرافي وجد التعبير عنه في تشكل مجتمعين، وصراع تطور على قاعدة التناقض بين سكان الشاطئ وسكان الداخل، وكان لذلك تأثير حاسم في تطور عمان. ويمكن القول ان تراثين سياسيين مختلفين شاركا في تطور عمان . الأول هو تراث الدولة القبلية الإمامية وهي من أهل الداخل المنعزلين، وهم أصحاب اقتصاد معيشي مميز، ويمتاز الشكل القبلي البنيوي لهم بأنه يدار بواسطة إمام يعين بالاختيار(نظرياً بواسطة شخصين فقط يعطونه البيعة، وعملياً بتأييد رؤساء القبائل الكبيرة ورجال الدين الكبار)، وفقاً لتعاليم الإسلام على المذهب الأباضي. أما الثاني فهو تراث الدولة القبائلية على الساحل، سلطنة مسقط، المشهورة بأعمال سندباد الملاح أو كتب الملاح، التي تركها ملاحون مشهورون مثل أحمد بن ماجد. إن هذا التراث يصنف عمان كدولة تجارية بحرية، حيث تحرك تجارها في القرن الثامن من الصين إلى شرق إفريقيا. وهذا النشاط هو الذي ساهم في إقامة سلطنة مسقط كدولة تجارية بحرية عظمي، كانت لمدة أكثر من قرنين من (1624-1856م) القوة المسيطرة في المنطقة، وسيطرت على طرق التجارة في غرب المحيط الهندي والخليج الفارسي. وبعد ذلك تراجعت وأصبحت مناطق معزولة على شاطئ مقرن الباكستاني حتى سنة 1958م، ومنطقة أخرى في شرق إفريقية مركزها في زنجبار وحكمت بواسطة أحد فرعي ألبوسعيد. وتوجد مخلفات أثرية تدل علي اتساع تأثير الامبراطورية العمانية.
ويوجد خط مميز تمت المحافظة عليه في عمان عبر الزمن وهو انفتاحها على الشرق وحضارته. وفي تاريخ عمان يظهر تأثير العلاقات الخارجية مع إيران والبحرين وشرق أفريقيا وشبه القارة الهندية والشرق الأقصي. هذه العلاقات مكنت عمان من فهم التاريخ الآسيوي والإفريقي، وأحياناً الوقوف على ما يحدث في هذه المناطق بصورة أفضل من اي مجتمع عربي آخر، ولهذا السبب كان من السهل على عمان أكثر من معظم جاراتها أن تستقبل الآخرين بدماثة وترحيب، خاصة من جنوب افريقية.
وهكذا تشكل، منذ النصف الثاني للقرن الثامن عشر، مركزان للسلطة في عمان – سلطنة الساحل في مسقط وإمامة عمان في الداخل – وبذلك عكست عمان صورة ذات وجهين، ازدهارا وانفتاحا من جهة ومحافظة وانعزالا من جهة أخري. وبشكل أساسي فإن التاريخ العماني يعكس اللحظات السياسية الحضارية التي وجدت – بين أشياء أخرى – تعبيرها حتى سنة 1970م في اللقب الذي منح لحكام بيت ألبوسعيد: “سلطان مسقط وعمان”.
29 أغسطس، 2002 الساعة 3:06 م #376832الحبيب العماني
مشاركالبعد الجيوبوليتيكي:
إن موقع عمان جعل منها جسراً ضرورياً ومنحها مهمة مركزية في الشبكة التجارية العالمية حتي في زمن الحضارات القديمة. وذلك لأنها تسيطر علي مداخل المحيط الهندي والخطوط التجارية بداخله، التي تمتد من سواحل افريقيا الشرقية وحتي الصين، وكذلك منحها الموقع مكانة وتأثيرا في مياه الخليج الفارسي، وطور مسارات اتصال وتجارة مع فارس والعراق وشبه الجزيرة العربية، وكذلك أماكن أخرى في الشرق الأوسط. وقد برزت مركزية عمان كنقطة التقاء في محور تطور شبكة تجارية بحرية تصل الشرق بالغرب وإيران بالعراق، منذ أيام المملكة الساسانية التي احتلت أجزاء من الأرض العمانية، وفي أيام امبراطوريات أخرى بعد صعود الإسلام. وهكذا، على سبيل المثال، خلق التزايد في حجم التجارة في أيام الخلافة العباسية فرصا عديدة لجمهور التجار، الذين تركزوا في الميناء الساحلي العماني، صحار، الذي تحول إلى مركز تجاري مزدهر. وفي القرن العشرين اصبحت، بفضل موقعها الاستراتيجي وسيطرتها على الجناح الجنوبي لمضيق هرمز في مداخل الخليج الفارسي، تحتل موقعاً ضرورياً وحيوياً لدول الخليج والعالم الغربي، فيما يخص أمن الملاحة في المنطقة وتأمين طرق النفط.
29 أغسطس، 2002 الساعة 3:05 م #376831الحبيب العماني
مشاركالبعد الديني:
إن أغلب عرب عمان (حوالي 55% من مجمل سكان البلاد، التي كانت تضم في بداية عقد السبعينات 450 ألف نسمة)، محسوبون علي المذهب الأباضي الذي أسسه عبد الله بن أباض المتوفي سنة 748 ، وإضافة للأباضية توجد أقلية كبيرة من السنة حوالي 40%، وأقلية صغيرة من الشيعة حوالي 5%. والمذهب الأباضي تأسس في البصرة في القرن السابع من خلال انشقاقه عن الخوارج الذين خرج أتباعهم من معسكر علي بن أبي طالب زمن حربه مع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان خلال حرب صفين سنة 657 على خلفية المحاولة لوقف الحرب بالتسوية أو بالتحكيم. وهؤلاء ادعوا أنه لا بد من الاستمرار في الحرب وأنه لا حكم إلا لله واعتبار أن ترك الأمر في الحسم للبشر يعتبر كفراً، ومثل بقية الخوارج رأى الأباضيون أنفسهم كمن يعيش معزولاً عن بقية الجماهير الإسلامية منذ موت الخليفة الثاني عمر بن الخطاب سنة 644، وكانوا قد رفضوا حكم الخليفة الثالث عثمان بن عفان، رغم أنهم لم يستقلوا إلا في فترة حكم خليفته علي.
انتهت أجنحة الخوارج المتطرفة مع مرور الزمن ولم يبق سوى المذهب الخارجي المعتدل (الأباضية)، والمؤمنون به تفرقوا في ارجاء العالم الإسلامي، وقامت دول أباضية في شمال أفريقية وفي حضرموت جنوب اليمن وفي عمان. والتجمعات الأباضية الموجودة حتى هذا اليوم في شمال إفريقيا وشرقها وكذلك في عمان تدل على ذلك. وفي شمال افريقيا أقام الأباضيون مدينة مزدهرة كان مركزها في تاهرت شرق الجزائر، والتي استمرت أكثر من مائة وثلاثين عاماً من سنة (776-909م). وبعد تخريب مملكتهم علي يد الفاطميين انسحب الأباضيون إلى عمق صحراء سهاري وتركزوا في مناطق منعزلة مثل واحات الصحراء في مادي مزاب، وأحياناً في جزيرة جربة (تونس) وفي جبل نفوسة، وهناك يقيمون شعائرهم حتي هذا اليوم.
وفي مقابل ذلك نجح الأباضيون في عمان بتثبيت وجودهم ، كما إن الإمامية الأباضية استمرت وذلك بفضل، من بين أسباب أخري، الاتجاهات المعتدلة التي طورتها بشأن مسألة السلطة والمجتمع . وهكذا رفضت الأباضية أساس المذهب الخارجي المؤمن بالقتال من دون هوادة ضد المسلمين من غير المذهب الخارجي لأنهم ضلوا عن طريق الإسلام النقي. ورأى الأباضيون أنفسهم أهل الشورى، واعتقدوا أن الجماهير الإسلامية يجب أن يحكمها إمام منتخب، ورفضوا توارث السلطان. وبتبنيهم هذا المنهج فإن الإباضيين يحافظون على المبدأ المهم في الحكم إلاسلامي، فالزعيم السياسي والروحي (إمام) للجماهير يجب انتخابه علي يد علماء الدين وأعيان القبائل علي أساس معايير مثل، التضلع في الدين والمستوي الاخلاقي المرتفع، والقدرة على القيادة والمعرفة بالقواعد التي يقرها الإسلام. وللجمهور الحق في خلع الإمام الذي ينحرف عن هذه المبادئ، وأكثر من ذلك أباح المذهب الأباضي وضعاً يدير المجتمع فيه نفسه بدون زعيم. وهكذا شكلت الإمامة الإباضية إلى حد كبير نوعاً من التقوية الدينية للتراث السياسي القبلي المبني على أساس القوة، وناسبت إلي حد كبير ظروف المجتمع القبلي.
29 أغسطس، 2002 الساعة 3:02 م #376830الحبيب العماني
مشاركالمجتمع والثقافة:
تتكون عمان من فسيفساء لأقليات إثنية ولغوية متركزة في مناطق محددة في الدولة. هذه الأقليات – بعضها هندي وبعضها عربي – أقاموا حياتهم بشكل مستقل وانصهروا في الثقافة العمانية وأكسبوها تعددية إثنية. وفي وسطهم برز أبناء الخوجا – وهم مسلمون من أصل هندي – الذين حددوا مكان إقامتهم منذ بداية القرن السادس عشر قرب الميناء المركزي لمسقط، وتمتعوا باحتكارات حقيقية في مجال التجارة بمختلف أنواعها. وتوجد مجموعة إثنية أخري تمتعت بموقع خاص في المجتمع العماني هي البلوش ، وهي من أبناء قبائل من منطقة بلوشستان (منطقة الشاطئ الشرقي لخليج عمان الذي يفصل بين إيران وباكستان) الذين هاجروا للساحل العماني قبل مئات السنين وتحولوا إلى قطاع ثابت في المجتمع العماني، وهؤلاء دمجوا خصوصا في قوات الجيش والشرطة. والبقية كانوا عمانيين من أصل عربي، ومرتزقة جلبوا من إيران وباكستان وبقية المناطق الواقعة تحت السيطرة البريطانية سابقاً . وبالإضافة إلى هذه التقسيمات يوجد تقسيم مستمد من المميزات البيئية لعمان: المزارعون وأهل الصحراء وسكان الجبل، وكل واحدة من هذه الجماعات تختلف عن نظيرتها من حيث اللهجة وطريقة الحياة والثقافة السياسية. والمجتمع العماني هو مجتمع قبلي وأسسه التنظيمية وجدت منذ هجرة القبائل العربية إلى عمان في القرن الثاني لصعود الإسلام. وعمليات الهجرة والتحول الدائم للسكان امتداد مئات السنين، وخلال الزمن تجذر المهاجرون، ومن خلال التصاهر وجدت كيانات قبلية جديدة.
29 أغسطس، 2002 الساعة 3:01 م #376829الحبيب العماني
مشاركالمقدمة
هذا البحث يعالج موضوع تطور عمان تحت حكم السلطان قابوس بن سعيد، وهي الفترة التي تشكل عصراً جديدا في تاريخ عمان. ويتناول البحث عقد السبعينات من القرن العشرين، وهي السنوات التي تشكلت فيها السمات الأساسية لسلطنة عمان في العصر الجديد. وحتي ذلك الوقت تميزت عمان بالتخلف في أغلب مجالات الحياة، وهذا نتيجة لانقطاع متواصل عن التأثيرات الخارجية، إضافة إلي غياب ديناميكية إجتماعية، مع وجود نظام غير فاعل. وهذا الواقع وجد في عمان منذ سنة 1856م، سنة وفاة السلطان السيد سعيد بن سلطان، الذي كان بداية النهاية للإمبراطورية البحرية التي سيطرت على مناطق الخليج الفارسي وعلى الشاطئ الشرقي لإفريقيا. وجاء انقلاب يوليو 1970م وصعود قابوس للحكم ليعطي إشارة لبداية تغيير دراماتيكي، والذي تم التعبير عنه في مجالات مختلفة من الحياة العامة في عمان. لقد شكل عقد السبعينات مرحلة حاسمة في نمو عمان الجديدة، حيث بدأ هذا العقد بعمليات إصلاح شاملة خصصت لعلاج أمراض التخلف الاجتماعي والاقتصادي في عمان. وهذه المسيرة أصبحت ممكنة بفضل الدخل الكبير الذي وفره النفط، والذي أصبح الدعامة الرئيسية للاقتصاد العماني، لكن المسيرة نبعت كذلك من الحاجة لايجاد جواب للتحديات الفورية التي مثلت أمام العمانيين، حيث وقفت عمان في بداية العقد أمام تهديد ملموس من جانب منظمة سرية ذات توجه يساري مدعومة من النظام الماركسي في اليمن الجنوبي. كما أنه في بداية العقد تم إخلاء القوات البريطانية من الخليج الفارسي، وأجبرت عمان على التكيف مع الواقع الاستراتيجي الجديد حيث حاولت كل من إيران والعراق تقوية مواقعهما كدول عظمي علي الصعيد الإقليمي.
هذا البحث يعالج تطور الدولة العمانية كبؤرة تحليل متعدد الأبعاد، من خلال تفحص الأوجه المختلفة لهذه العملية، وذلك كما يلي: تأسيس الجهاز الحكومي، وتطبيق السياسات الموجهة لتحقيق الاندماج الديموغرافي والجيوبوليتيكي، وتطور السياسة الخارجية الساعية لدمج عمان في الإطار الإقليمي. والنقاش يتركز في هذا السياق على الطريقة التي واجه بها النظام التحديات الداخلية والخارجية، والطريقة التي رد فيها المجتمع على التغيرات التي طرأت عليه عند تطبيق السياسات الجديدة من قبل النظام. إن فهم المعطيات المميزة لعمان عن بقية دول المنطقة عامل مهم وضروري في النقاش، وبهذا الخصوص سيتطرق البحث للمعطيات الأساسية التالية:
29 أغسطس، 2002 الساعة 2:59 م #376828الحبيب العماني
مشاركتقديم
رغم الاهتمام المتزايد بمنطقة الخليج وأهمية سلطنة عمان فإنه لم ينشر بحث يحلل عملية بناء الدولة في عصر السلطان قابوس، لذا يأتي هذا الكتاب مساهمة في هذا الإطار. والكتابات القليلة الموجودة في هذا الموضوع تعتبر ضمن الكتابات التي تستند إلي الانطباع الشخصي لمؤلفيها أكثر من كونها تعتمد علي أساليب البحث العلمي. وهذا الكتاب عبارة عن محاولة لتكوين صورة شاملة تدمج مختلف مجالات التغير من خلال التأكيد على تحليل مسيرة نمو الدولة والانتقال من الكيان البدوي إلى دولة منظمة. وفي هذا البحث سيجري التطرق للمذهب الديني (الأباضية) الذي ينتسب إليه أغلب سكان عمان، ودوره في عملية الانتقال من دولة بدوية إلي دولة منظمة. وبالإضافة إلى قيمة الكتاب كمصدر لتاريخ عمان في فترة البحث، فإنه من المتوقع أن يكون الكتاب ذا فائدة للمهتم بالتغيرات التي تحدث للمجتمعات التقليدية لحظة التقائها مع عملية التحديث.
إن هذا الكتاب هو بحث تاريخي يتحرى شكل العملية أو المسيرة التي خلالها تُغيّر المجتمعات القبلية – التي تفتقد للمؤسسات وأجهزة الدولة – صورتها مع الزمن، وتتحول إلى دولة. والأحداث معروضة هنا في إطار تحليلي يدمج، بين أشياء أخري، نظريات من علوم مختلفة، خصوصاً الانثربولوجيا وعلم السياسة، ودمج أدوات بحثية مأخوذة من علوم مختلفة في تحليل تاريخي يساعد في تحديد أنماط الاستمرار في عملية الانتقال من كيان بدوي إلى دولة منظمة. وعلي سبيل المثال فإن البحث يستقي ايحاءات من دراسات في مجال الانثربولوجيا السياسية بشأن مصادر تطور الدول، وخاصة في المجتمعات القبلية، وشكل القيادات في مجتمعات كهذه، والميكانزمات المتضمنة في إجراءات بلورة القوة والصلاحية. وبطريقة مشابهة فإن الأدوات المأخوذة من علم السياسة تساعد في فهم مسائل الهوية الجماعية ومؤسسات الدولة، في محاولة لتحديد إلى أي مدى أثرت أشكال السلوك القبلي في تشكل الهوية وفي عملية اتخاذ القرار في الدولة.
27 أغسطس، 2002 الساعة 10:12 م #376565الحبيب العماني
مشاركيا ريما
الحياة : مسرح ونحن ممثليين فيها
الحياة : محطة ونحن عابري سبيل فيها (هذا من عندك)
الحياة : حفرة و قعنا فيها دون أن ندري (هذي من عندي)
الحياة : حلوة بس نفهمها (على رأي المرحوم فريد الأطرش)
الحياة : دقات المرأ قائلة له .. أن الحياة دقائق و ثواني (على رأي الشاعر المشهور الذي لا أذكر اسمه)
الحياة : إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر (على رأي عمنا الشاعر الشابي)و أدع الباقين يكملون …….
-
الكاتبالمشاركات