قبل القرن الخامس الهجري كانت الدولة الإسلامية المترامية الأطراف ذات اقتصاد قوي جدا ، ولكن خلال وبعد القرن الخامس الهجري تقريبا اصبح الأمر مغايرا تماما ، فقط اخذ نظام الإقطاع في التنامي لدى السلاطين ، خاصة في العصر المملوكي ، وهذا النظام له تداعياته الخطيره جدا ، لأنه يمنح لقائد من الجيش او من له رتبة في الدولة منحهٌ قطعة من الأرض بدلا من ان يأخذ راتبا ، وتكون تلك الأرض ملكه بمزارعيها ، فنرى هنا بأن غياب السلطة المركزية احيانا يؤدي إلى ان يقوم صاحب الإقطاع بقمع المزارعين ومعاملتهم وكأنهم عبيد له ، وكذلك لا ننسى بأن السلطان كان يأخذ حصة من تلك الأرض ، لذلك فإن مالك الإقطاع كان يجبي ضرائب من المزراعين تتعدى حدود قدرتهم.
ولكن .. كيف لحق الدمار بالنظام الزراعي هنا ؟؟ لا شك ان المزارعين المظلومين لم تكون شكاويهم تصل إلى السلطان في اغلب الأحيان ، وفي ظل الظروف التي كانوا يعيشونها ، انتقل الكثير منهم إلى المدن كي يعيش هناك ، وبدت الأراضي الزراعية خاوية من العاملين ، لذلك فقدت خبراتها ومن يعملون بها ، واخذت في التناقص يوما بعد يوم.

ولو اتينا إلى العامل الإقتصادي ، فإننا نرى بإنه لم يكن بمنأى عن الحروب التي كانت تقوم بين الفينة والأخرى في الدول الإسلامية ، فبتشتت الدولة الإسلامية ، ضعف اقتصادها ، وضعفت ميزة اساسية في الدورلة الإسلامية ألا وهي التجارة التي كانت نشطة جدا في الدول العربية كونها تمثل مركزا استراتيجيا. فبضعف الدولة الإسلامية تضعف الرقابة على التجارة ومحاربة القرصنة والأمن ، ويقل الإهتمام بالمسالك والطرق التجارية التي كانت معابر اساسية لا يمكن للتجار الإستغناء عنها ابدا ، وظل النهب والقرصنة في فترات ضعف الدولة الإسلامية قائما ولم يكن هنالك من يردعه.

الغزوات المغولية ليست بمنأى عن تدهور الإقتصاد الإسلامي والعربي ، فرغم ضعف الدولة الإسلامية جاء جينكيز خان وهولاكو وتيمور لنك ليحطموا الدولة الإسلامية وقد نجحوا بذلك ، وقد ألحق ذلك بالنظام التجاري والزراعي اضرارا كبيرة جدا ، ناهيك عن تدمير المراكز التجارية الكبرى والمهمة.

فاسكو دي جاما المستكشف والبحار البرتغالي الذي اكتشف رأس الرجاء الصالح ، سدد ضربة قوية للعالم الإسلامي بتحويله طريق التجارة بين اروبا والهند خاصة ، فقد خسر العالم الإسلامي والعربي والتجار في ذلك الوقت دورا مهما كانوا يلعبونه.

هذه جملة من الأسباب الإقتصادية ، وهي قليلة ربما ، ولكني انتظر منكم المزيد ومما ستثروننا به.

شكرا.