الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات “كنتم خير أمة أخرجت للناس” هل كان هذا فيما مضى أم لا زلنا ؟

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 24)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #353931
    خالد
    مشارك

    السلام عليكم ..

    الاستاذ العزيز / الحبيب العماني اتمنى ان تكون بصحة جيدة ..
    منذ فترة طويلة لم أقرأ في مجالسنا مثل هذه المقالات .. لقد ابدعت بتميز .. فتقبل شكري و تقديري للجهد الذي بذلت .. وانني لفي شوق كبير للجزء التالي ..

    تحياتي المتشوقة ..

    #353968

    “كنتم خير أمة أخرجت للناس” هل كان هذا فيما مضى أم لا زلنا ؟

    الجزء الثاني

    منذ أن وعيت عُلمت بأن أهلي بموروثاتهم الدينية الذين أعيش بينهم و قومي الذين يعيش أهلي بينهم هم أهل الحق و أن غيرهم من الأقوام من حولنا في بلدنا هم أهل ظلالة ، فمنهم من نسأل الله أن يغفر لهم لأنهم أخوة لنا في المعتقد رغم اختلاف الطريقة و الشيخ و منهم من لا يرجى الغفران لهم لأنهم في النار هم خالدون. هذا كان معتقدي حتى كبرت و عرفت بأن هناك شعوبا أخرى تعيش في مدن و دول أخرى وبالطبع لم تتركني تلك الموروثات حائرا لأنها جائتني بتصنيفات جاهزة و على رأسها أن كل فرد من أفراد البشر على هذه الأرض إن لم يكن مسلما فهو عدو للإسلام لذا يجب على أن أحذر منه و لا أركن إليهم ولا أثق به و لآ أتعامل معه و بأن هذا العدو هو سبب كل فساد في الأرض و كل فسوق في الأرض و لا دين له و لا ذمة و هو كافر و نجس و علموني بأن القرآن و السنة في مواضع كثيرة تحذرني منهم، لذا فما كان مني إلا أن اتبع شئت أن أبيت موروثات أهلي و مجتمعي و جماعتي و أعمل بها.

    و أعتقد جازما بأن الأغلبية العظمى من أفراد أمة الإسلام مروا بهذه التجربة كل في أهله و بيئته و جماعته و طائفته. و بهذه الطريقة و بهذا المنهج التربوي دخلت الطائفية و العنصرية و المذهبية و العداء للآخر إلى قلوبنا و عقولنا و أصبحت جزءا لا يتجزأ من صياغتنا و تكويننا و صياغة و كينونة أفكارنا.

    سافر الكثير منا مرغما لظروف العلم أو العمل أو التجارة إلى هذه البلاد، و تعامل معهم و لكن بحذر و من خلال تلك الموروثات المعششة في النفوس و القلوب و العقول، و لكنه رويدا رويدا لم يجد ذلك المجتمع بالسواد الذي تصوره. فما عدا كونهم غير مسلمين بل ينتمون إلى ديانات و مذاهب و عقائد أخرى إلا أنهم أي معظم أفراد تلك الشعوب قد وضعوا موروثاتهم العقائدية جانبا و انطلقوا يعيشون على هذه الأرض بعقيدة جديدة هي “حسن الخلق” بكل ما تعنيه هاتان الكلمات من معاني و احترام الآخر بكل ما يحمله الآخر من معتقدات أو أفكار أو طموحات. و هذا ما جعل الكثير من العائدين يقيمون المقارنات بين حال أهلهم بموروثاتهم و بين هذا الآخر بكل ما قيل عنه في تلك الموروثات، بين ما يفعله أهله و بين ما يفعله الآخر، بين كيفية تطبيق أهله لمقولة رسول هذه الأمة “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” و بين كيفية تطبيق الآخر لهذه المقولة دون أن يسمعها من الرسول و دون أن يؤمن به.

    الآخر يحترم المواعيد و لا يتأخر عن موعد قطعه على نفسه و إن اضطر إلى ذلك أشعر المُنتظر مسبقا بذلك و في أهلي من يتأخر بالساعات دون أن يكلف خاطره لإشعاري أو حتى الإعتذار حين يصل. أو قد لا يصل من أساسه.

    الآخر يحترم حرية الآخرين و رأي الآخرين و لا يتدخل في شؤونهم و أهلي لا يقيمون وزنا لا لحريتي و لا لرأيي و يتدخلون في شؤون الآخرين الخاصة جدا بحجة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

    الآخر يحترم عمله و يقضي كل وقته في العمل مخلصا له مواليا لمكان عمله و من أهلي من لا يحترم العمل و لا يخلص له و لا يكن أي ولاء لمكان عمله.

    الآخر يحب بلده و نظافتها و كل حجر فيها و من أهلي من لا يحب بلده بل ينتقدها في كل مناسبة و يلقي بقاذوراته في الشوارع و الطرقات بحجة أن من واجب البلدية أن تقوم بالتنظيف و يستمتع بتخريب كل ما يمكن تخريبه بحجة أنه بهذا ينتقم من حكومته.

    عشرات بل حتى مئات الأمثلة يمكنني أن أذكرها و هذا سيطيل الموضوع و سيجعل القاريء يمل من قرائته لأنه يعرف خير المعرفة من هذه الأمثلة الشيء الكثير. و من هذه المقارنات بين ما ورثه من موروثات و بين ما اكتسبه من معرفة يحصل التصادم و يحصل في عقله شيء ما يشبه في مكوناته “صراع الحضارات”

    و هنا يستحضر في مخيلته الآية الكريمة “كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر” و لكنه يرى أن أهله لم يعودوا بحق خير أمة أخرجت للناس و هم لم يعودوا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن منكر بل منهم من يسهل ارتكاب المنكر و يمنع عن الأمر بالمعروف.

    إذا ذكرت بلاد الغرب فيذكر معها أنها بلد الفساد و الفسوق و الدعارة و لكن بالله عليكم إلا يوجد مثل هذا الفساد و هذا الفسوق و هذه الدعارة و اللواط و شرب الخمر و نوادي القمار و الملاهي الليلية في كل الحواضر العربية و مدنها و حتى قراها؟ في بغداد و بيروت و القاهرة و دمشق و عمّان و الدوحة و الرياض و الرباط و الخرطوم و تونس و الجزائر و صنعاء و مسقط و حتى بيضة الإسلام نزوى ألا تنتشر مثل هذه المؤسسات التي تبيع كل ما يحرمه الإسلام و حرمته من قبل شرائع سماوية أخرى؟ كيف إذا ندعي بأننا لا زلنا “خير أمة أخرجت للناس”؟

    شعوبنا ابتليت بعد تحررها من الاستعمار العثماني و من بعده بالاستعمار الأوربي بحكام تولوا سدة الحكم غصبا إما بحكم الوراثة أو على متون الدبابات أو من خلال انتخابات برلمانية مزورة ضمنت لهم 99% من نسبة النجاح و حتى دون فتح الصناديق و عد ما فيها من أصوات. و رضخت الشعوب لهؤلاء الحكام رضوخا مهينا مطلقا، بل أنها اعتبرتهم ظل الله على أرضه و الحاكمون عليهم بأمره و كل ما يقومون به ما هو إلا إلهام من الله حتى لو كان هذا الفعل رهن دولهم و شعوبهم لمستعمر أجنبي جديد غير مسلم بطبيعة الحال ، فكيف يمكن أن نقول عن انفسنا بأننا “خير أمة أخرجت للناس”؟

    يتبع قريبا : الجزء الثالث

    مع تحيات
    الحبيب العماني

    #354176

    الجزء الثالث

    لنفترض بأني أملك بيتا صغيرا و هذا البيت يقع على شارع ضيق لم ترصفه الحكومة و لكن جاري هو الذي قام برصفه، بيتي هذا ليس فيه كهرباء و لكن جاري قد اشترى مولدا كهربائيا ضخما تكرم علي بخط منه لأستخدمه لأنارة بيتي و تشغيل ما فيه من معدات كهربائية. و بيتي ليس فيه مياه و لكن جاري لديه بئر ماء و قد ركب لها موتورا يسحب المياه إلى صهريج كبير أعطاني منه توصيلة تفي احتياجاتي من المياه. و بيتي غير موصول بالصرف الصحي العام و لكن جاري لم يقصر فبيته موصول بذلك الصرف الصحي و لم يمانع أن أوصل الصرف الصحي الخاص إليه عبر أرضه. إذا فإن الكثير من مستلزمات الحياة تصلني عن طريق جاري و لا يهم إن كان بمقابل أم بالمجان، المهم أنه بدونها لا أستطيع أن أعيش أنا و عائلتي كما يعيش البشر. فكيف بالله عليكم اتعامل مع جاري هذا لو كان : غير مسلم ؟

    الجوار هنا ليس مؤقتا و لكنه أبدي و الجوار هنا ليس بيني و بين جاري و لكن بين أهلي و أهله و أبنائي من بعدي مع أبناءه من بعده. إذا لا بد من بناء علاقة متينة دائمة أضمن بها استمرار تدفق الخدمات على و على أولادي و أهلي، في حياتي و حتى بعد مماتي. و لكن جاري هذا : غير مسلم.

    كيف اتعامل معه بما ورثته من الموروثات السابق ذكرها و بين ما هو عليه الحال الآن؟ لو أنه في يوم الأحد فتح مذياعه على صلواة كنسية إلا أتضايق و لو أني فتحت يوم الجمعة المذياع على صوت القرآن الكريم إلا يتضايق؟ لو أنه جاء فعايدني يومي عبيد الفطر و عيد الأضحى أليس من واجبي أن أرد له الزيارة فأعايدة في عيد الفصح و في عيد الميلاد و رأس السنة؟ لو قبل تناول حلوى العيد و قطعة من الشواء في بيتي ألا أقبل أن أتناول في بيته قطعة من بيضة من بيضات عيد الفصح او قطعة من الديك الرومي الذي يقدم في عيد الميلاد؟ هل يمكنني أن امنع أولادي من اللعب مع أولاده و هم أبناء حارة واحدة و جيران و الرسول عليه السلام أوصى بسابع جار؟ كيف يمكن لأولادي أن يلعبوا مع أولاده لو أني أوغرت قلوبهم مسبقا بموروثاتي القديمة عن الآخر و حشوتهم منذ الصغر بالحذر من هذا الآخر و عدم الإطمئنان إليه؟ كيف لأولادي أن يثقوا بهم و يلاعبونهم و يصادقوهم و أنا أقول لهم بأن نهايتهم ستكون في النار بينما نهايتنا هي الجنة؟

    لنأخذ هذا المثل المحلي الضيق النطاق و نطبقه على دولة ما و على نطاق أوسع و لتكن هذه الدولة هي عمان مثلا فكيف تؤمن عمان احتياجاتها من المواد الغذائية و الكمالية و مواد البناء و المواد اللازمة للصناعة و استخراج النفط و صيد الأسماك و الزراعة و غيرها من مناحي الحياة؟

    و لنساير موروثاتنا التقليدية الآنفة الذكر و نسمي الدول بالإسلامية و الأخرى

    أدخل أي محل من محلات البقالة و التي تسمى بالسوبرماركت و هو اسم غربي و احصي لنا كمية البضائع الموجودة فيها من مواد غذائية و أدوات منزلية و مستحضرات التنظيف على اساس مكان الإستيراد … الجواب حتما هو أن أكثر من معظم هذه المواد من الأخرى.

    السيارات التي نركبها و الطائرات التي نسافر على متنها و السفن التي نمخر بها البحار و المعدات التي نستخدمها في مصانعنا و في استخراج النفط و في الزراعة و في صيد الأسماك كلها من الأخرى.

    الأسلحة التي تستعلمها جيوشنا و شرطتنا و بحريتنا و سلاحنا الجوي لحماية الوطن و المواطن كلها من الأخرى.

    أجهزة الكمبيوتر بجميع مكوناتها و برامج تشغيليها الرئيسية نستوردها من الأخرى. و كذلك الآجهزة الكهربائية المرئية و السمعية و أجهزة التبريد و التسخين و الطباخات و الغسالات و الهواتف النقالة و الغير النقالةو المئات من الأجهزة الأخرى.

    الأجهزة الطبية المستخدمة في مستشفياتنا بكل أشكالها و أنواعها من الآخرى و كذلك النسبة العظمى من الأدوية و العقاقير و المستحضرات الطبية.

    النسبة العظمى من ملابسنا و أحذيتنا و أثاث بيوتنا و لوازمها و مكياجات و عطور و اكسسوارات نسائنا و صباغ شعورهن و صباغ لحانا و شواربنا هي من الآخرى.

    حتى البامبرز و الكوتكس وورق التواليت و نكاشات الأسنان و أقلام الرصاص و المحايات و البرايات مرورا بآلاف المواد التي نستعملها في كل مناحي الحياة هي من الأخرى.

    من ناحية أخرى فإن أهم مادة نصدرها فأن من يشتريها منّا هي الأخرى.

    و الكثير الكثير من أبناء الأخرى نستعين بهم كعمال و مهندسين و إداريين و أطباء و صيادلة و خبراء في مؤسساتنا و شركاتنا و مصاتعنا و أسواقنا.

    بدون الأخرى لا حياة لنا … فهل هناك من يخالفني الرأي لأصمت؟

    إذا على دولتي أن تعامل الأخرى و شعوبها الغير مسلمة كما أعامل أنا جاري الغير مسلم

    أليس كذلك؟

    يتبع قريبا : الجزء الرابع

    مع تحيات الحبيب العماني

    ملاحظة لأولائك الطيبين الذين يلحفون علي بالكتابة، أقول لهم : يحز في نفسي أن أكتب ما أكتب و لا من يقرأ و لا من له رأي فيما أكتب و هذا ما يجعلني أشك في إني سأكمل ما بدأت، هذا و السلام

    #354185

    ومن قال يا سيدي أننا لا نقرأ .. ؟؟؟!!!

    نحن فقط لا نريد أن نستبق الأحداث … نريدك أن تكمل سلسلة ما بدأت لنفهم .. !!!

    أي أننا نود التوصّل لما تريد إيصالنا إليه .. أو إيصاله لنا …

    ومن ثمّ نبدأُ بالرد … هذا إن وجد الرد المناسب …

    أما وأنك لم تكمل مقالتك فلا أخالك تريد منا ردودا على فكرةٍ لم تقم أنت نفسك باستمال إيصالها .. ؟؟!!!

    أليس كذلك يا أستاذي العزيز … ؟؟؟

    إن وافقتني .. فاعتبر أنني المتابع الوحيد لك ( وبالتأكيد هناك الكثير ) … إنما ألا يستحق مستمعٌ واحد إكمال المشهد .. ؟؟؟ !!!

    #354226

    أخي الإيقاع الآخر

    صباح الخير أو مسائه حسب وقت دخولك في الشبكة

    أنا أعلم أنك تقرأ و خالد يقرأ و لكن من يقرءون معك قليلون جدا لا يرضي غرور من يقضي وقتا لا بأس فيه من يومه في زمن عزّت فيه الأوقات ليكتب شيئا مختلفا. هناك في قائمة المواضيع مربع يشي بعدد الزائرين و قبل الدخول في الموضوع لإضافة الجزء الثالث كان الرقم يشير إلى 30 زائرا ربما كنت أنا خمسهم فالباقي 24 بينما هناك في مجالس أخرى مواضيع يتجاوز عدد زوارها المئات في غضون أيام. يشدني الإقبال و الأرقام فأدخل و أقرأ و أتعجب، أهذه المواضيع هي الشغل الشاغل لشباب اليوم؟ لا أحب أن أعطيك هنا نماذج منها يكفي أن بعضا منها تجاوز زائروها الألفين!!!!!

    كما قلت كتبت ملاحظتي تلك في لحظة من لحظات القنوط لأني فيما أكتب لا أريد شهرة حيث أن اسمائنا مستعارة ولن يشير إلى شخصي أحدهم فيقول هذا هو الحبيب العماني الكاتب في مجالسنا و لن يشيروا إليك و يقولون هذا هو الإيقاع الآخر الشاعر المبدع، كما و تعلم بأننا نحن المشرفين لا نستلم شيكات مقبولة الدفع من الأخ الندابي قبل نهاية كل شهر ، قنوطي هذا نابع من قلة من يرتادون مجلس الرأي العام و الذي هو كما تم تعريفه : مجلس يهدف إلى تقديم طرح جاد للقضايا السياسية والإجتماعية والتي تمس المواطن بشكل عام بهدف معالجتها . فهل خلت الساحة من مواطنين من الشباب يهمهم بلدهم و يودون طرح و مناقشة قضايا جادة؟

    موضوع هو عبارة عن سطور لا رابط بينها فيها الكثير من النقط و الأصفار الحسابية و الكثير من كلمات البؤس و العذاب و الشقاء ، يحدث هزة بين الكثير من رواد مجالسنا ، لماذا؟ لأن طارحها أنثى !!! فيتبارى المتشاعرون في الرد لتخفيف الآلام و الأوجاع و مسح الدموع و تطييب الخواطر ، و أنت يا إيقاع خير من يعرف ذلك لأنك في وسط تلك الدوامة و في فمك ماء.

    اللهم لا اعتراض على ذلك و لكن كيف لنا أن نجعل بعضا من الشباب يفكر في الهم الإجتماعي و الوطني إلى جانب اهتمامه الطبيعي بمواهبه المختلفة و كيف يقضي دقائق قليلة في استطلاع ما هو في المجالس الجادة؟ هل أوجد الندابي هذه المجالس لتسلية الشباب أم لرسالة وطنية بنّائة.

    يكفيني شرفا أنك متابع مع الأخ خالد لما أكتب و حتى لو كنتما أنتما الوحيدان اللذان يقرءان ما أكتب و لا أحد سواكما فإني سأتابع الكتابة و بدون اختصار. و أنا يا سيدي لا ابحث عن ردود لفكرة أنا نفسي لم أوصلها بعد بقدر ما أبحث عن قرّاء.

    الكاتب كالفنان و الكتابة فن و الفنان لا يستطيع أن يعيش بلا تــ……………و بلا مشـــــــــ…………

    و دمت لأخيك

    الحبيب العماني

    #354299
    مجد العرب
    مشارك

    عزيزي الحبيب العماني … السلام عليكم

    أولا : نشكرك على كل جهد تقوم به لمجالسنا من أجل تفعيل المنتدى .

    ثانيا : لا أظن أنه ما يكتب في مجالسنا لا يجد له قارىء ، بل لابد من القراء إلا أن البعض لا يجد ما يعقب عليه في الموضوع المطروح ، والبعض قد لا يجد الوقت الكاف ليقراء المواضع الطويلة ومن ثم يطرح ملاحظاته ، والبعض لا يحب أن يقراء موضوع طويل ومتشعب كثيرا أي يريد أن يرى الموضوع مبسط وهكذا .

    لذلك فإن لهذا الموضوع تجد من هو مهتم به وتجد من هو غير ذلك ، وثقافات الناس تختلف من شخص لآخر ، ومن له ميول إلى مثل هذه المواضيع فتأكد أنه سيكرس وقته وجهده ليبدي برأيه فيها والعكس صحيح .

    فلا تلق اللوم على هؤلاء الذين ليست لديهم الميول في قراءة مثل هذه المواضيع .

    وهذا مجرد رأي شخصي ، ولك مني جزيل الشكر .

    أخوك

    #354377

    استاذنا الحبيب
    هذا ليس ردا وانما مجرد خربشات رايت ان اضعها على عجل
    ذكرني موضوعك هذا بمقطع من قصيدة نزار قباني التي يقول فيها
    جلودنا عديمة الإحساس
    أرواحنا تشكو من الإفلاس
    ايامنا تدور بين الناي والشطرنج والنعاس
    هل نحن ( خير أمة قد أخرجت للناس )
    أما عن سؤالك
    فمن وجهة نظري اننا لم نعد تلك الأمة التي وصفها – عز وجل – بقوله انها خير أمة قد أخرجت للناس ، نعم لقد كان ذلك صحيحا في الرعيل الأول من الصحابة ولكن بوضعنا الحالي الذي اصبحنا به في ذيل قائمة الأمم فلا أعتقد اننا كذلك .
    ولو سلمنا جدلا اننا تلك الأمة الخيرة حتى في ايامنا هذه فهل يحق لنا ممارسة الفوقية والاستعلاء على الآخرين ؟
    أما بخصوص النزعة الانفصالية لدى بعض الشعوب المسلمين أو الأقليات كما ذكرت فأعتقد انه من حق اية اقلية تمارس – بضم التاء – عليها مظالم من أي نوع كان وذلك بفصلها عن الأغلبية سواء في الحقوق او الواجبات فمن حقها الاستقلال والانفصال .
    أما أن هذه الكيانات لا تملك مقومات الدولة وان انفصالها سيفشل فاعتقد انه يجب ان نترك الحكم في ذلك للتاريخ ، وما دامت هذه الأقلية تظن نفسها قادرة على اقامة دولة مستقلة فهل ناتي نحن ونقول انها غير قادرة ؟!
    تطرقت الى الموروثات سواء التقليدية منها او العقائدية وان لبعضها تاثيرا سلبيا على تعاملنا مع بعضنا ومع الشعوب الأخرى
    السؤال هو
    الست كشخص مثقف قادر على التفكير يمكنك الانفلات والانعتاق من هذه القيود – اذا رايت انها قيود – ؟
    أعلم ان الأمر صعب ولكن الا يستحق الهدف المحاولة .
    من وجهة نظري لا اعتقد ان موروثاتنا العقائدية تدعونا الى كره الآخر أو عدم رد جميله فهناك آية لا اتذكرها يقول معناها ( ان الله لا بنهاكم عن الذين لم يقاتلوكم من الأجناس الأخرى أن تبروهم وتحسنوا اليهم ) فحتى القرآن يامرنا بالاحسان اليهم والبر بهم ، فكما ترى لا دخل لموروثاتنا العقائدية في كرهنا لأمريكا مثلا .
    فكرهنا لها نابع من افعالها ومحاربتها للإسلام ومساندتها التامة للكيان الصهيوني ولذلك تجدها مكروهة من كل المسلمين ولا تجد هذا الكره لدول أخرى لم تناصبنا مثل هذا العداء .
    عموما الحديث ذو شجون ولكن هذه بعض النقاط وضعتها على عجالة أرجو ان يتسع صدرك لها

    #354378

    هذه الآية التي كتبت معناها في الأعلى
    ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) )
    الآيتين (8) و (9) من سورة الممتحنة

    #354418

    كنتم خير أمة أخرجت للناس” هل كان هذا فيما مضى أم لا زلنا ؟

    الجزء الرابع و الأخير

    عودة إلى المثال السابق : فإني لو جاهرت بالعداء لجاري لحرمني من كل التسهيلات التي أتمتع بها و لأصبحت عيشتي ضنكا و ليس من المستبعد أن يخشاني جاري و يخشى غدري به و أنا أردد ليل نهار بأن مذهبي يقول لي بأن جاري هذا زائل في يوم من الأيام و بأن الله سينصرني عليه حتما لأنه كافر و خارج عن دين الله و أحرض أبنائي و أهل بيتي بتجنبهم و نبذهم لأنهم غير مطهرين و نحن أشرف منهم و أكرم منهم و أطهر منهم …الخ و ليس من المستبعد أيضا أن يستخدم جاري كل ماله من قوة ليجبرني على بيع بيتي و النزوح إلى منطقة أخرى أو حتى يبعدني عنه بالقوة إن تمكن ذلك ليُحل محله من هو على دينه و ملّته.

    مما تقدم يتضح بأن العيش مع الآخر (المسيحي = الغرب + أقصى الشرق) أصبح مسألة مصيرية لا غنى عنها لا في الحاضر و و لا في المستقبل المنظور. فنحن بحاجة إليه في كل صغيرة و كبيرة من احتياجاتنا الغذائية و الدوائية و الكسائية و الصناعية و الزراعية و حتى السمكية. و على هذا فلا بد لنا من إيجاد صيغة جديدة للتعايش معهم و لا أدعو هنا إلى اختراع هذه الصيغة من العدم و لكن اكتشاف هذه الصيغة من أصول تراثنا الديني و الحضاري ، فهي موجودة و لكن تراكم عليها غبار أزمنة طويلة من فتاوى فقهاء السلطة لتثبيت وضعية الحكام بأنهم ظل الله على الأرض و هم الحامون لنا من هذا العدو الكافر و علينا أن لا نقتدي بهديهم في مسألة الديموقراطيات و نقابات العمال و الأحزاب و الإنتخابات و حرية الرأي و حرية الفكر و حرية البحث و الإكتشاف و حرية الكلمة و حرية الصحافة لأن كل ذلك من عمل الشيطان فاجتنبوه و تمسكوا بقوله تعالى “و أطيعو أولى الأمر منكم” . و اقصروا أسفاركم إلى حيث بيوت الله و مقابر الأولياء و إن اضطررتم إلى الذهاب إلى بلدانهم فأغمضوا عيونكم و أغلقوا آذانكم و عقولكم كي لا تصابوا بالفتنة و عليكم فقط بأخذ ما ذهبتم من أجله.

    هذا التخويف من الآخر لمصالح دنيوية باستخدام أدوات دينية هو ما جّرنا لمعادات الآخر ، و هذا الشحن الدائم بأننا و مهما فعلنا من موبقات فنحن خير أمة أخرجت للناس ما جعلنا ننظر للآخر نظرة دونية ، و كلما ضُربنا و هُزمنا و أُهنّا فإننا المنتصرون بإذن الله و بفضل المنتظر فإنه قادم ليملأ الأرض عدلا بعد أن مُلئت ظلما و جورا. و ليس أمامنا إلا الصبر فإن الصبر مفتاح الفرج و بأن الله سيوفي الصابرين أجرهم و طالما نحن نصبر و نجتر أمجاد الماضي و نعيش في أحلام اليقظة الوردية فإن النصر على الكفار قادم لا محالة ، و أن كل ما سيسلب منّا فأننا سنسترده في الجنّة أضعافا مضاعفة أما هم فسيخلدون في النار.

    اليوم نحن أحوج ما نكون لمد يد صداقة حقيقية للآخر و أن نؤمن بأننا جميعا بشر خلقهم الله ليتعارفوا و بأن هدايتهم لا تتم إلا بالمخالطة و الأسوة الحسنة و ليس بمصافحتهم بيد و ضربهم باليد الأخرى و ليس باستعمال التقيّة فنصادقهم و نتعامل معهم نهارا في مكاتبنا و أسواقنا لنشتمهم و ندعوا الله أن يدمرهم و يزيلهم ليلا في مساجدنا و صوامعنا. و كي يكفوا أذاهم عنّا يجب أن نكف نحن أولا عن سبهم و لعتهم في ثقافتنا و خطابنا. ما المانع أن نعيش في هذه الدنيا كبشر من أب واحد هو آدم و أم واحدة هي حواء و على مذهب أن لهم دين و لنا دين، لم لا نحاول أن ندعوهم إلى الآسلام لا بالإكراه و لا حتى بالقول و لكن بالفعل الحسن.

    عندما اكتشف كولومبوس الأرض الجديدة لم يكن في سفنه داعية أو فقيه مسلم و لم يكن من بين المستوطنين الأوائل رعاة البقر مستوطنون مسلمون ، و لكن في أمريكا اليوم ملايين المسلمين يعيشون مع الآخر كأخوة و يتحاورون و يمارسون الحياة البرلمانية و النقابية و لكن مع الأسف الشديد فإن مسلمي الشرق لا يرون ذلك بفعل الحجاب السلطوي الحاجز. لا بل هم يوظفون الأموال الطائلة التي يجنونها من الآخر في مقابل الذهب الأسود و الذي أخرجه لهم الآخر في تمويل و تفعيل من يرهب و يضرب هذا الآخر.

    و نتائج هذه السياسة ضاهرة للعيان من أدنى الخليج العربي إلى أقصى المحيط الأطلسي ، بل في كل العالم الإسلامي. من من الدول الإسلامية في منجاة من عدو يتربص به.

    أكتفي بهذا القدر و باب الحوار فيه مفتوح للراغبين و أعتذر للسادة القراءة في كل هذا التطويل و عذري أن الكلام في الموضع طويل و لا بد مما ليس منه بد.

    و السلام عليكم

    أخوكم

    الحبيب العماني

    #354422

    الأخ العزيز الصقر الذهبي

    أشكرك على مشاركتك التي أثرت فيها بعضا من النقاط و التي أود أن ابين لك رأيي فيها :

    قلت : (أما بخصوص النزعة الانفصالية لدى بعض الشعوب المسلمين أو الأقليات كما ذكرت فأعتقد انه من حق اية اقلية تمارس – بضم التاء – عليها مظالم من أي نوع كان وذلك بفصلها عن الأغلبية سواء في الحقوق او الواجبات فمن حقها الاستقلال والانفصال. أما أن هذه الكيانات لا تملك مقومات الدولة وان انفصالها سيفشل فاعتقد انه يجب ان نترك الحكم في ذلك للتاريخ ، وما دامت هذه الأقلية تظن نفسها قادرة على اقامة دولة مستقلة فهل ناتي نحن ونقول انها غير قادرة ؟!)

    • قضية تعرض أقلية مسلمة كانت أو غير مسلمة لممارسات ظالمة هي مسألة نسبية فكل دولة لها دستورها الذي تسير بموجبه الدولة ككل فلربما تعتقد أقلية أو طائفة أو جماعة بأن بندا من بنود هذا الدستور لا يوالمها فهل الحل هو الإنفصال؟ و لنفترض جدلا أن تلك الأقلية نالت انفصالها فما الذي يمنع من مطالبة فصيل آخر بحق الآنفصال لسبب من الأسباب؟ إذا فماذا يبقى من تلك الدولة. و لنضرب مثالا على ذلك من واقعنا العربي. لبنان فيه أقليات متناحرة كل منها لها كيان داخلي خاص و منهم من يحلم بالإنفصال فلو سمحنا بذلك لأنقسم لبنان إلى كيان درزي و آخر مسيحي ماروني و آخر اسلامي شيعي و بجواره اسلامي سني و لربما كيان للأرمن فأين لبنان الواحد؟ و في العراق هناك الأكراد يطالبون بدولة كردية و هناك الشيعة يطالبون بدولة مستقلة في الجنوب و سيبقى السنة في دولتهم في الوسط فأين سيصبح العراق الواحد؟ و في مصر هناك الأقباط و في سوريا هناك أكراد و دروز و في البحرين أكثر من نصف السكان شيعة و سيطالبون بالإنفصال و في السعودية أيضا هناك شيعة تمارس في حقهم ابشع المظالم رغم أن منابع البترول في مناطقهم فهم أيضا سيفرحون جدا بحرية الإنفصال وفي المغرب هناك الأمازيغ و في السودان هناك المسيحيون في الجنوب.

    • لو طالبنا بهذا الحق للمسلمين في دول و أراضي الآخرين فكيف نمنعه على الآخرين في أرضنا و ديارنا؟مجرد سؤال

    • أما ترك الحكم للتاريخ في مسألة الكيانات فالتاريخ أخي الصقر الذهبي مليئة صفحاته بفصول سوداء تحكي فيها قصة هذه الإنفصالات، ألا يكفي انفصال امة الإسلام بين علويين و أمويين ثم عباسيين ثم فاطمين حتى أصبحت أمة الأسلام الواحدة مربعات كلعبة الشطرنج حيث استغل الفرس و الروم و الشراكسة و شذاذ الآفاق من المماليك فعاثوا في الأرض فسادا و طمع فيهم هولاكوا فقتل الخليفة و أقام من رؤوس العباد تلالا. و هناك في الأندلس ما الذي قوض حكم العرب بعد ثمانية قرون غير إنفصال الأخوة إلى إمارات متناحرة.

    و شكرا للتواصل

    #354458

    أستاذنا الحبيب
    بخصوص قضية الانفصال فانا لا ارى ان اية اقلية من حقها الانفصال طالما انها تعامل نفس معاملة الأغلبية وانها تذوب في المجتمع الذي تعيش فيه .
    أما اذا مورس عليها القمع والتشريد منعت من ممارسة حقوقها الأدبية والسياسية والفكرية فمن حقها الاستقلال

    #354505

    أخي العزيز الصقر الذهبي

    تقول : بخصوص قضية الانفصال فانا لا ارى ان اية اقلية من حقها الانفصال طالما انها تعامل نفس معاملة الأغلبية وانها تذوب في المجتمع الذي تعيش فيه .أما اذا مورس عليها القمع والتشريد منعت من ممارسة حقوقها الأدبية والسياسية والفكرية فمن حقها الاستقلال.

    بداية أقول : كل دولة من أسسها العامة المطلوبة شرعا : حاكم عادل و قوة يعتمد عليها هذا الحاكم لينشر عدله

    ثم اسمح لي بهذا المثل :
    أنا و أنت أخوان شقيقان كنا نعيش مع والدنا في بيت كبير. توفي والدنا فاستمرينا أنا و أنت في المعيشة في نفس البيت الكبير الذي أصبح ملكا لنا. ليس المهم من منا الصغير و من منا الكبير و لكني أقوى منك جسما و أصبحت أوفر منك مالا و أعز منك ولدا لذا و بما لي من سلطان أخذت من غرف البيت أرحبها و أفخمها و أريحها و تركت لك الباقي و هو قليل. أنا أعمل قليلا و أنام في النهار و أسهر في الليل و أنت تشقى و تكدح طوال النهار و تريد أن تنام في الليل و لكنك لا تستطيع أن تتهنى بنومك بسبب الضجة التي يتسبب بها سهري. حاولت أن تناقشني فلم استمع إليك. و بطبيعة الحال لا تستطيع إجباري فأنا أقوى منك. ماذا تفعل؟

    تلجأ إلى الحاكم فإذا كان الحاكم عاقلا عادلا حكم علي بتقسيم البيت حسب الشرع و عدم إزعاج ساكنيه و ما إلى ذلك من حقوق لك و لا بد لهذا الحكم أن يكون مستندا على قوة تنفيذية تجبرني على تنفيذه. فماذا لو كان الحاكم غير عادل؟ و ماذا لو كان عادلا و لكن لا سلطان له لتنفيذ أحكامه؟

    ربما اقترحت علي بتقسيم البيت إلى شطرين و قبلت بالجزء الصغير و الحقير منه و بالفعل قسمنا الغرف و الصالات و الفناء و لكن مصدر المياه واحد و مصدر الطاقة واحد و مدخل البيت واحد فكيف نقسم ذلك؟

    هذه يا أخي حال الكثير من لأقليات التي تظلم من قبل الأكثريات فليس لها من حاكم دولي عادل ليحكم لها بحقها و حتى لو حكم فلا توجد لديه القوة لينفذ من خلالها تلك الأحكام . و حتى لو اتفقت الأقلية و الأكثرية على مبدأ الإنفصال فإنها ستكون قسمة غير عادلة و لا تستفيد منه الأقلية شيئا إذ لن يترك لها القوي إلا الفتات

    و خير مثال على ذلك …..فلسطين

    ثم أقولها للمرة الثانية مسألة القمع هي مسألة نسبية و لتوضيح المسألة أكثر إليك هذا المثل من الواقع العربي الخليجي:

    المنطقة الشرقية من السعودية تسكنها أغلبية شيعية تريد أن تمارس عقيدتها الشيعية بحرية تامة بكل ما في تلك العقيدة من ممارسات، ولكن الحكومة المركزية للسعودية قائمة على المبدأ الوهابي و الذي يعتبر الشيعة من الرافضة و يفتي بتكفيرهم و لا يوافق على ممارساتهم. فالأقلية الشيعية تعتقد أنها على حق و أنها تود أن تنفصل إلى دولة مستقلة قائمة على المبدأ المذهب الشيعي فهل تحرمها من هذا الحق؟ و من جهة ثانية الدولة المركزية ترى أنها على حق و أن هؤلاء شرذمة من الرافضة من واجبها تأديبهم و الضرب على أيديهم بقوة كي يستكينوا و يخضعوا ثم أن آبار البترول جلها في مناطقهم فلو استقلوا لحرمت السعودية من هذا الخير الوفير و عادوا عُربا حفاة كما كانوا و يرون أن من حقهم الإحتفاظ بهذه الثروة تحت إرادتهم مدى الزمان فهل نلومهم في ذلك؟

    المسألة هي وجهان لعملة واحدة و ليس لها حل إلا التفاهم و الوصول إلى قواسم مشتركة للعيش المشترك و أبغض الحلال هنا هو الإنفصال.

    #354510

    استاذي الحبيب
    السؤال الذي يطرح نفسه
    بعيدا عن كل شيء لو اراد الشيعة افي المنطقة الشرقية الانفصال عن الدولة الأم
    فهل أنت معهم أم ضدهم ؟
    وما هي اسبابك ؟

    #7892

    “كنتم خير أمة أخرجت للناس” هل كان هذا فيما مضى أم لا زلنا ؟

    الجزء الأول

    شئنا أم أبينا فنحن نعيش الآن في عصر العولمة و حيث أصبح العالم قرية صغيرة و حيث يسافر الإنسان من أقصى الأرض إلى أقصاها في ساعات بعد ما كان السفر من قرية إلى أخرى يستغرق أياما. كانت الرسائل تستغرق أياما و أسابيع بل شهورا لتصل بين الراسل و المرسل إليه بينما الآن و عن طريق الأقمار الإصطناعية و الإنترنت تنتقل الرسائل بمجرد الكبس على مفتاح. و هكذا أيضا أصبحت الأخبار و المعلومات و الأفكار و التجارب تنتقل بسرعة البرق و أصبح بإمكان البشر في كل مكان أن يروا أحداثا تجري على بعد آلاف الأميال منهم مباشرة على الهواء و كأنها تحدث أمامهم.

    لم يعد أي من البشر معزولا في صومعته أو قريته أو مدينته أو دولته و لم تعد الأغلبية منهم مجبرة على أن تشاهد على تلفازها أو تسمع من إذاعاتها أو تقرأ في صحفها و كتبها ما تريده الدولة التي يعيش فيها. فبفضل صحن لاقط أو خط هاتف موصل بجهاز حاسوبه أو سلك هوائي موصل بمذياعها يصبح على صلة بالعالم من حوله يُؤثر و يتأثر به.

    قليل من البشر من يستطيع أن يقول بأنه يعيش في اكتفاء ذاتي إقتصادي و بأنه لا يحتاج استيراد أي مادة من المواد الغذائية أو الكسائية أو الاستهلاكية أو من مواد البناء و المواد الأولية، فنشاط التبادل التجاري أصبح القاسم المشترك بين شعوب الأرض قاطبة و هذا التبادل التجاري المكثف و الدائم و المتواصل قرب المسافات بين الشعوب، و لا أعني هنا المسافات التي تحسب بالوحدات القياسية بل المسافات بين الأفكار و المعتقدات و المعرفة بالآخر و الإحساس و التأثر به أو التاثير فيه.

    هذا التواصل حتم على الإنسان أن لا ينظر للآخر بعد أن عرفه و خبره، نظرة توجس و شك و عداء بل أن يتعامل معه معاملة تغلب فيه المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و صولا إلى المصلحة العالمية الشاملة على المصلحة القطرية الضيقة. هكذا فعلت الدول الأوربية فبعد عقود من العداء و الحروب و التنازع توصلت إلى هذه النظرة الحديثة التي وحدتها في منظومة إقتصادية واحدة و ها هي أصبحت على قاب قوسين أو أدنى إلى وحدة نقدية كاملة وهذا لعمري من أروع الإنجازات البشرية التي تتحقق في بدايات هذا القرن الجديد.

    إن الركيزة الأولى التي ارتكزت عليها هذه الدول للوصول إلى ما وصلت إليه من تقارب و تناغم و تجانس أدى إلى كل هذا التعاون في جميع مناحي العلاقات فيما بينهم سيما العلاقات الإقتصادية و التي بدورها زادت في نمو شعوبها و ازدهارها و رقيها و رفعتها و غناها، هذا الغنى الذي أصبحت ترفل في أثوابها هذه الشعوب فزادت معدلات الأعمار و قلة نسبة الوفيات و خصوصا الأطفال منهم. و أصبحت الرعاية الصحية و الإجتماعية حقا محفوظا لكل مواطن فيها. و أصبحت الهجرة إليها من الطموحات التي تراود كل شاب من العولم الأخرى.

    من يقرأ تاريخ أوربا يجد بأنها كانت تنقسم إلى عشرات بل مئات من المقاطعات و الدوقيات و الممالك، يحكم كل منها أمير أو دوق أو ملك، و كانت الحروب و الغارات لا تنقطع بينهم، و القتلى من جميع الأطراف بالآلاف. و الآن أصبحت هذه المقاطعات و الدوقيات و الممالك المتفرقة دولا موحدة ثم أصبحت منظومة أوربية واحدة رغم قلة عناصر توحدها فاللغات منوعة و الأصول العرقية متعددة و الموروثات التاريخية متغيرة. ما يوحدها هو وجودها في منطقة جغرافية واحدة و حاجتها إلى تعاون إقتصادي واحد.

    على هذا المنوال و على نتائج هذه التجربة الإنسانية الرائعة تحاول مجموعات أخرى متجاورة من الشعوب أن تؤسس منظومات تجتمع تحت لوائها و في سبيل ذلك فإن أول خطوة تخطوها هي نزع جميع الفتائل و الألغام القابلة للإنفجار بينها و بين جيرانها كي تدخل معها في أحلاف دائمة غير مهددة بالإنفجار في يوم من الأيام معرضة استقرارها الإقتصادي و الإجتماعي الذي تطمح للتوصل إليه للإنهيار متناسية كل أحقاد الماضي و كل الخلافات في المذهب و العقيدة واضعة نصب أعينها مستقبل و رفاهية شعوبها و نمو إقتصادياتها.

    دول أمريكا الشمالية و دول أمريكا الجنوبية و دول مجموعة الآسيان و النمور و غيرها تسير الآن سيرا حثيثا للتوصل إلى النتائج الرائعة التي توصلت إليها المجموعة الأوربية. فأين مجموعة الدول العربية أو مجموعة الشعوب الإسلامية من كل ذلك؟

    الشعوب العربية هي من الشعوب الفريدة في كثافة مقومات توحدها وفي مقدمة ذلك اللغة و أصول الإنتماء العرقي و التاريخ المشترك و الوضع الجغرافي المميز الذي وضعها في وسط هذا العالم من بحر إلى بحر. و قد كان لهذه المقومات دور كبير في دخول هذه الشعوب منظومات وحدوية سبقت بها شعوب العالم و لكنها مع الأسف كانت منظومات كتب على أوراق حفظت في الأدراج و لم تخرج إلى حيز التنفيذ في يوم من الأيام. هذه الشعوب و يا للأسف أصبحت أفقر الشعوب همة لتحقيق و تأسيس و تفعيل مثل هذه المنظومة فعلا و ليس قولا. بل أنها و على مر الأحداث و الأعوام تزداد فرقة و تشرذما و بالتالي تزداد أمراض شعوبها فالمجاعات و الأمية و البطالة و الأمراض الجسمانية و النفسية و التخلف تفتك بها، و شعوب الأرض الأخرى و هي ترى ضعفها و هوانها ترى فيها لقمة سائغة تنهش من لحمها و خيراتها و مواردها و حتى أراضيها لتزيد بذلك من رخاء شعوبها هي.

    حال الأمة الإسلامية لا تختلف في الكثير من التفاصيل عن حال الشعوب العربية و لا أدري هل لكون القاسم المشترك الذي يجمعها هو الدين الإسلامي له دخل في هذا الوضع؟ و هذا لعمري سؤال خطير ربما اتهم سائله بالردة و الكفر ربما.

    لنستعرض أولا أحوال بعض من التجمعات الإسلامية ثم نعود للحديث عن المنظومات و مقومات تأسيسها:

    هناك في أقصى الأرض و في جنوب الفليبين شعب مسلم هو جزء صغير من الشعب الفليبيني كان يعيش مع الجزء الآخر من الشعب المسيحي على مجموعة الجزر التي تتكون منه الفليبين بسلام حتى جاء من تبرع بالمال و السلاح و حرض المسلمين على القتال و الإنفصال و تأسيس دولة مسلمة في شبه جزيرة صغيرة فهل تقوم الدول في هذا الزمان على مفهوم عنصري ديني و هل يمكن لهذه الدولة الصغيرة القليلة السكان أن تعيش في زمن الغيلان هذا؟ و هكذا بدأت الحرب المريرة بين الجماعة و الدولة، الجماعة ترى أن واجبها المقدس أن تنفصل إلى دولة اسلامية و الدولة ترى أن واجبها المقدس أن تحارب الأفكار الإنفصالية و تحتفظ على وحدة الدولة و أنها لو سمحت لجماعة أن تستقطع لنفسها جزيرة أو شبه جزيرة لتقيم عليها دولة لأصبح ذلك سابقة قد تقسم الفليبين إلى أكثر من مئة دولة.

    و على نفس هذه الصورة و نفس السيناريو نجد حروبا إنفصالية في الشيشان و في الداغستان و في ألبانيا و قبرص و الهند و غيرها الكثير من بقاع الأرض، يخلف كل ذلك آلافا من القتلى و أنهارا من الدماء و مئات الآلاف من المهجرين و المشردين و الأيتام و الأرامل و الدمار.

    وفي مناطق أخرى من العالم الإسلامي الخلاف ليس بين المسلمين و المسيحيين فحسب بل بين المسلمين أنفسهم. فتارة خلافات بين مذاهب إسلامية و تارة خلافات بين من يسمون أنفسهم بالإسلاميين و حكوماتهم و أخرى بين المسلمين و أقليات أخرى تعيش معهم على نفس الأرض ، و مزيد من القتلى و مزيد من أنهار الدماء و مزيد من المقعدين و المشوهين و المهجرين و المشردين و الأيتام و الأرامل و الدمار.

    جنوب السودان ، الجزائر ، إفغانستان ، كشمير ، لبنان (سابقا) ، فلسطين ، جنوب الفليبين ، الشيشان ، العراق ، دول البلقان ، البوسنة و الهرسك ، كوسوفا ، الصومال ، و غيرها و غيرها من مناطق النزاع التي يعيش فيه المسلمون تهدر فيها ملايين الدولارات بل ملياراتها لأذكاء فتائل الخلاف و تأجيج أوار الحروب فمن يدفع هذه المليارات و لم يدفعها؟؟؟

    أصابع إتهام المسلمين تتجه بشكل آلي إلى الغرب و أمريكا على رأسها و لسان حالهم يقول : إنهم الصليبيون الذين يودون وأد الإسلام و المسلمين ، فما هي صحة هذا القول؟؟

    يتبع قريبا الجزء الثاني

    مع تحيات
    الحبيب العماني

    #354525

    الأخ الصقر الذهبي

    رغم مافي سؤالك من ……………..
    إلا أن رأي واضح في كل ما كتبته …………… أنا ضد كل عملية إنفصالية مهما كانت و أنا مع العيش المشترك مع جميع الأجناس و الملل و لابد من إيجاد قواسم مشتركة و نبذ كل ما يسبب التفرق و التشرذم

    مع خالص التحية

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 24)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد